فعلا ونعم وحقيقة وأكيد ، تَغيرَ المناخ في مصرْ والعالم كله ، وضاعت من مصرْ ، ميزة جميلة كانت تتمتع وتتميز بها منذ فجر التاريخ ، ألا وهي المناخ الجميل المعتدل طوال العام ، كنا نتمتع بشتاء دافئ ممطر ، وصيف حار جاف ، يحمل معه نسمات الصيف الحلوة الجميلة ،
تَغيرَ كل هذا الأمر ، وأصبحنا نعاني في مِصرنا الغالية من صيف شديد الحرارة ، لا تقل درجة حرارته في المتوسط عن 38 ، وتتراوح في أماكن معينة بالبلاد فيما بين ال 45، وال50 .
وصلنا إلى هذا المستوى من الحرارة التي لم نعتدْ عليها ، ولم نعرفها في بلادنا ، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب ،
فالسبب يرجع إلى الآثار المدمرة للإنبعاثات الكارثية التي تنبعث من مداخن المصانع المختلفة في جميع أنحاء العالم ، وبالذات في الغرب ، والتي تؤدي إلى زيادة نسبة الاحتباس الحراري ،
ورغم عقد العديد من مؤتمرات البيئة الدولية ، إلا أن الأمر لم يتغير ، ورغم أن الدول الكبرى تعهدت بدفع العشرات من المليارات ، لكي تعالج الآثار الضارة والمدمرة والسلبية لتغير المناخ ، إلا أنه في حقيقة الأمر لم يحدث شيئ إيجابي يمكن أن يغير من مستوى الحالة المناخية بالغة السوء .
وهو الأمر الذي يترتب عليه من جميع الدول ، أن تواجهه بكل قوة وبخطط علمية ، أرى أن منها ، إعادة النظر في بعض الصناعات الملوثة للبيئة ، والتي تم تصديرها إلينا من أوروبا ، مثل صناعات الأسمنت والأسمدة وغيرها.
أرى أن يتم توقيع عقوبات وغرامات على الدول الكبرى ، وأن تُطبق بشكل جماعي من الدول الصغرى ، حتى تستطيع أن تحصل على التعويض اللازم ، كما يترتب على ذلك إعادة النظر في نظم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في هذه الدول ، والتي تضررت بالفعل بتغير المناخ ، وإعادة النظر في أساليب حياتها ، وهذا ليس عيبا لكي تستطيع أن تتفاعل وتواجه التغير المناخي ، الذي يهدد بالفعل خطط التنمية والتقدم في مختلف البلدان ،
على هذه الدول أن تعيد النظر في ترتيب أولوياتها الداخلية والخارجية، وفي أساليب حياتها ، لكي تستطيع أن تواجه هذا التغير المخيف في درجة الحرارة ، فعليها أن تعيد النظر أيضا في كثير من الأمور والقوانين والتشريعات ، لكي تستطيع أن تواجه التغير الحراري والمناخي ، وهذا ليس عيبا ، إنما عليها أن تواجه هذا الأمر ، وتتصدى بحسم وحزم وقوة وجدية .
يجب فتح الباب واسعا أمام الكفاءات العلمية ، لكي يقدموا الحلول الموضوعية والعلمية ، للحد من الآثار الضارة للبيئة ، والتى تهدد المحاصيل الزراعية و الثروة الحيوانية ، وتؤدي إلى أضرار أخرى غير منظورة الآن ،
الأمر ليس مجرد ارتفاع في درجة الحرارة ، الأمر جلل ، وآثاره قد تمتد لعشرات ، ربما مئات السنين ، والأمر يتطلب أقصى درجة من الجدية .
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : الحياة النيابية فى مصر .. تاريخ وعراقة
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب: الصين الشعبية
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب:الأهلى والزمالك أسياد أفريقيا