فيصل مصطفى يكتب: الصين الشعبية

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

الصين الشعبية .. دولة عظمى تنتمي إلى العالم الأول المتقدم ، وتُشكل مع الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية أحد أضلاع مثلث يقود العالم .
الصين التى نجحت وبجداره فى أن تحتل مقعدا في القمه الثلاثيه العالمية الكبرى التي تقود البشرية  .. تتميز بعلاقات وطيدة وطيبة مع مصرنا الغالية ، فمصر ، هي أول دولة عربية وأفريقية ، تخرج عن الوصاية الأمريكية والغربية ، وتعترف بجمهورية الصين الشعبية في مايو 1956 ، ثم توالت إعترافات الدول المختلفة بها حتى أصبحت الآن تحظى باعتراف العالم أجمع ،

 

وكان الموقف المصري هو البداية لحصول الصين على مقعد دائم في مجلس  الأمن بالأمم المتحدة ، وأصبحت تملك حق الفيتو كإحدى القوى الخمس الكبرى في هذا المجلس ، بعد أن كانت تايوان أو فورموزا سابقا ، هي التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن على مدار عشرات السنين .


يُعد هذا الأمر ، أحد الأسباب الرئيسية القويه المتينة للعلاقات الوثيقة الدائمة والمستمرة بقوة وثبات بين مصر والصين الشعبية ، وفي كل العهود ، التي توالت على حكم البلدين ، كانت العلاقات نموذجا فى النقاء والنجاح والتألق ومراعاة المصالح المشتركة بين الشعبين ، حتى أٌعتبرت العلاقات المصرية الصينية نموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول ، 


وفي هذا الإطار ، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا للصين الشعبية ، حيث حضر المنتدى العربي الصيني المشترك ، وهو فعالية هامة ضمن فعاليات عديدة ، تشارك فيها الصين علي كافة المستويات الدولية والعالميه ، حتى انها أصبحت عنصرا نشطا وقويا ومؤثرا في كافة المحافل الدولية .


والصين ، بجانب ، إنها مؤيدة دائما وأبدا للحق العربي ، وداعمة له ، بل وأحيانا تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن دفاعا عن القضايا والمصالح العربية ، إلا إنها صديقا مخلصا لمصر وللأمة العربية ككل . فضلا عن أن الأسواق العربية من أهم الأسواق لديها على مستوى العالم .


وإذا كانت العلاقات على المستويين الاقتصادي و السياسي قوية ، فإنها أيضا على المستوى العلمي ، والتبادل التقني والتكنولوجي والمعرفى ، في أفضل حالاتها ، فالصين لا تبخل في تقديم أي مشورة أو جهد علمي ، سواء لمصر أو لأي بلد عربي ، وهي دائما تشارك في خطط التنمية الطموحة دون أي أطماع استعمارية أو استغلالية ، وتقدم دائما من المساعدات التي تمكن الدول الصغيرة بالوقوف على قدميها والاعتماد على نفسها ، والانتقال من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج.


ومن هنا ، فإنه ليس صدفه أن نقول أن الصداقه المصرية الصينيه والصداقه الصينيه العربية بشكل عام ، هي نموذج يُحتذى في العلاقات الراقية والمحترمة بين الأمم والشعوب ، خاصة ونحن في مصر وفي أمتنا العربية ، نمتلك علاقات تاريخية قديمة ، قد تعود أحيانا إلى آلاف السنين مع الصين ، لأنها من الدول القليلة في العالم ، التي تمتلك حضارات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ ، مثل الحضارات المصرية والإغريقية والفينيقية والبابلية وغيرها .


ولعل من الأمور الجيدة الجديرة بالتسجيل ، النجاح المبهر لزيارة الرئيس السيسي الأخيرة للصين وما نتج عنها من اتفاقيات اقتصادية بالغة الأهمية ، واتساع لحجم الاستثمارات الصينية في مصر ، وإنشاء العديد من المصانع ، وقيام الكثير من الشركات الصينية بالإسهام في إقامة المشاريع التنموية العملاقة والطموحة لمصرنا الغالية .


وكل هذا الأمر ، يتم بلا ابتزاز ولا استغلال ولا نهب للثروات ولا إعتداء على السيادة الوطنية ، ولا أي شيء من هذا القبيل . 


وكل ما نتمناه ألا يتم الزج بالصين في حرب أو معركة ، استغلالا لمشكلة تايوان والتي يحاولون من خلالها أن يوجهوا ضربات لها للحد من نهضتها الاقتصادية .


ونظرا لأن السياق محدود ، ولا نستطيع أن نتناول الملف الصيني على اتساعه وشموله ، ولكنني أعتقد أنها كانت ، وستبقى دائما ، نموذجا مضيئا في العلاقات المثالية النموذجية ، أو كما يجب أن تكون بين الدول .


[email protected]

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب:الطب الرياضى فى فترة النقاهة

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب:الأهلى والزمالك أسياد أفريقيا

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : عصر جديد من التغيرات المناخية

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب:العالم يحبس أنفاسه

 

ترشيحاتنا