الدكتور منجي على بدر يكتب : الحرب على غزة ومقترح الرئيس بايدن لحل الصراع

الدكتور منجي على بدر
الدكتور منجي على بدر

بعد مرور 8 أشهر من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واستمرار رئيس وزراء الكيان الاسرائيلى وعصابته الرقص على دماء أطفال ونساء وشيوخ الفلسطينيين ، وارتباك الوضع فى اسرائيل بشكل كبير وكذا نظيره الامريكى خاصة فى ضوء قرب الانتخابات الامريكية .
 وقد عرض الرئيس الامريكى بايدن مقترح لخطة جديدة تتكون من 3 مراحل تمتد المرحلة الأولى لستة أسابيع، وتتضمن:
 وقف إطلاق نار كامل وشامل، وانسحاب لكافة القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح 33 من الرهائن بمن فيهم النساء والشيوخ والجرحى، وذلك مقابل الإفراج عن المئات من السجناء الفلسطينيين ، والإفراج عن رهائن أمريكيين في خلال هذه المرحلة، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم ، كما سيعود المدنيون الفلسطينيون إلى منازلهم وأحيائهم في كافة مناطق غزة، بما في ذلك الشمال ، وسترتفع كمية المساعدات الإنسانية إلى 660 شاحنة محملة بالمساعدات تدخل إلى غزة يوميا، كما سيقوم المجتمع الدولي بتسليم مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة.
 وستتضمن المرحلة الثانية الإفراج عن كافة الرهائن الأحياء المتبقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم.
 وتبدأ المرحلة الثالثة بخطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة رفات من تبقى من الرهائن الاسرائيليين الذين قتلوا إلى عائلاتهم.
   وألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحدى المجلات الامريكية يوم 4 يونيو الجارى أن بنيامين نتنياهو ربما يطيل أمد الحرب في غزة "في محاولة للتشبث بالسلطة"، وأنه "من غير المؤكد" ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب وأضاف : "هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج". وإن خلافه الرئيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي هو رفضه البدء في التخطيط لغزة ما بعد الحرب ورفضه إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، وأكد أنه يجب أن يكون هناك حل الدولتين.
  ويلاحظ أن نتنياهو لم يؤيد المقترح علنا بعد ، على الرغم من كونه مقترحا إسرائيليا وتواجد وفد التفاوض فى الدوحة حتى تاريخه، كما هدد بعض أعضاء حكومته اليمينية المتشددة بالاستقالة في حالة تبني المقترح.
  واعترف الرئيس الامريكى بايدن بالضغوط التي تواجه نتنياهو عندما سئل عما إذا كان رئيس الوزراء "يلعب سياسة" في الحرب في غزة، حيث قال: "أنا لا أعتقد ذلك إنه يحاول حل مشكلة خطيرة لديه ، وأضاف أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط إزاء بعض تكتيكات الحرب الإسرائيلية، والتي لا تشمل حماية صارمة بما فيه الكفاية للمدنيين فى غزة .
  وداخل البيت الأبيض، يرى الكثيرون أن عدم رغبة نتنياهو في إنهاء الحرب يعكس موقفه السياسي الهش، وقد يصبح هذا الموقف غير المستقر أكثر هشاشة بمجرد بدء التحقيقات في الإشارات المحتملة التي لم يتم الرد عليها قبل هجمات 7 أكتوبر الماضى .
وتعقيبا على الموقف التفاوضى وآخر التطورات فى غزة نعرض مايلى:-
-ان استمرار المظاهرات فى جامعات أوربا والولايات المتحدة الأمريكية يعكس مدى قناعة شعوب العالم بحقوق الشعب الفلسطينى فى اقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
-تواجد مظاهرات بشكل شبه يومى فى اسرائيل لأسر المحتجزين أوجد شرخا فى المجتمع الاسرائيلى بل زاد التناقضات فى ظل عدم تحقيق اسرائيل لأهدافها.
-تستطيع اسرائيل ارسال عدد من الرسائل لنفس الموضوع أو القضية ويعود ذلك لثقافة وتاريخ الاسرائيليين وربما لتناقضات مجتمعية أو تكتيك سياسي للحصول على أفضل الشروط ومن ثم نتائج أفضل لصالحهم.
-أصبحت القوة العسكرية لاسرائيل موضع شك حيث استمر عدوانها على غزة أكثر من 8 شهور دون تحقيق هدف واحد باستثناء قتل الاطفال والنساء والشيوخ ، بالاضافة لذلك تكتل الدول الغربية (الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ودول أخرى حليفة) للدفاع عن اسرائيل ابان الهجوم الايرانى على اسرائيل.
-ان تواجد حماس وحلفائها من فصائل المقاومة داخل وخارج فلسطين وهى تحمل فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة سوف تتحقق لاحقا ، وتاريخيا نجح أصحاب الفكرة فى تحقيق مرادهم.
-وقفت مصر مع القضية الفلسطينية فى دفاعها عن قضيتها العادلة فى كل المراحل وتستعين حماس بخبرة ومهارة المفاوض المصرى مع اسرائيل بل وضع الشعب الفلسطينى ثقته الكاملة فى مصر خاصة فى المرحلة الراهنة.


****

  كاتب المقال مفكر اقتصادى 
   خبير العلاقات الدولية وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة 

 

ترشيحاتنا