أخر الأخبار

عيد النائمين السبعة وعلاقته بأهل الكهف والهروب الى المجهول

أهل الكهف
أهل الكهف

 

 

اليوم 27 من شهر يونيو ، يحتفل الألمان بـ "يوم النائمين السبعة" وهى مناسبة مميزة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقصة أهل الكهف، التي تُروى في القرآن الكريم ، لمجموعة من الشبان المؤمنين الذين لجؤوا إلى الكهف للهروب من اضطهاد ملك ظالم لديهم بسبب إيمانهم بالله الواحد ، وتدور القصة حول كيف حفظهم الله في الكهف لفترة تصل إلى 309 سنين ، بالرغم من هروبهم الى المجهول ولكنهم كانوا فى معية الله .

أما قصة النائمين السبعة في ألمانيا، فهي قصة مشهورة في التراث الأوروبي الوسطى ، وبحسب موسوعة "بريتانيكا" فقد حظيت أسطورة النائمين السبعة بشعبية في العالم ، ويقال إنهم عاشوا في زمن الإمبراطور ديكيوس (دقيانوس) وقضوا في حدود عام 251 ميلادي وقيل قبل ذلك.

وتروي القصة أن 7 فتية من النبلاء قرروا الهرب من بطش الإمبراطور الذي كان كارهًا ومضطهدًا للمسيحية وأراد ردهم عن هذا الدين، لكنهم اختاروا بدلًا من ذلك إعطاء ممتلكاتهم الدنيوية للفقراء واللجوء إلى الجبال ليسكنوا ويناموا في الكهوف بالقرب من مدينتهم أفسس اليونانية (تقع أطلالها حاليا بالقرب من قرية سلجوق الحديثة في غرب تركيا) وقضوا وقتهم في الصلاة.

علم الإمبراطور باختفاء النبلاء من المدينة وأنهم لا يريدون اعتناق الديانة الوثنية، مما أثار غضبه، فبحث عنهم فوصل إلى المغارة أو الكهف الذي كانوا ينامون فيه وأمر رجاله بغلق مدخله خنقا لهم ، ومرت سنوات طويلة ولم يفتح أحد مدخل الكهف حتى قرر مالك الأرض استخدامه كحظيرة لماشيته ، وعندما فتح صاحب الأرض الكهف، وفقًا للأسطورة، وجد 7 أشخاص نائمين هناك، وكما رأوه، استيقظوا وتخيلوا أنهم كانوا نائمين فقط ليوم واحد وليس كل هذه السنين.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الشبان حينما أفاقوا من النوم، ظنوا أنهم لبثوا في نومهم يومًا أو بعض يوم، فأرسلوا كبيرهم يتحسس أخبار الملك دقيانوس، ويشتري بعض الطعام لكي يتقووا به، فعندما وصل إلى أحد الباعة وبادله النقود، فإذا بالبائع يندهش من العملة، فناولها لزملائهم فأحسوا أن هذا الشاب قد وقع على كنز ثمين، فأقسم الشاب أنه لم يعثر على كنز.

وتتابع أن الباعة قالوا له إن صورة العملة تعود إلى زمن الإمبراطور دقيانوس.. فاندهش وقال لهم إننا كنا نشتري به الطعام أمس وسألهم ماذا حدث للإمبراطور؟ فقالوا له مات قبل 200 سنة ، اندهش الناس ودعوا المطران الذي استجوب الشبان السبعة وهم يشرحون له قصة نومهم لسنين طويلة ، وتم اشتقاق يوم السبعة الذين ينامون من تلك الأسطورة.

وانتشرت قصتهم في البلدة والقرى المحيطة بهم، وعلم بهم إمبراطور القسطنطينية وذهب لرؤيتهم وقال له أحدهم "اسمح لنا أن نودعك بسلام وليكن الأمان في مملكتك"، وغطاهم بثياب ملوكية وأمر أن يوضعوا فى توابيت ترابية يزينها الذهب.

و تتشابه قصة النائمين السبعة قصة أهل الكهف فى النواحي الأساسية مثل النوم الطويل والاستيقاظ بعد فترة طويلة، ولكنهما تختلفان في الأصول الدينية والثقافية والتوقيت ، وعيد النائمين السبعة يتميز ببعض التقاليد الشعبية الغريبة التي قد تظهر في بعض المناطق من ألمانيا  ،فهو يعتبر يومًا هامًا للتنبؤ بالطقس ، حيث يُعتقد بأن حالة الطقس في هذا اليوم تؤثر على الطقس خلال الأسابيع السبعة والثلاثين القادمة ، هذه التنبؤات تعتمد على الملاحظات الشعبية والتقاليد القديمة ، وفي بعض المناطق، يتم تحضير أطعمة خاصة ، مثل الكعك والحلويات التي تتمثل في شكل السبعة نائمين ، و في هذا اليوم تتم الزيارات المجتمعية بين الجيران وتبادل التهاني والهدايا الصغيرة.

وقصة أهل الكهف (أو أصحاب الكهف) ، تعود إلى القرون الأولى الميلادية، فهى تعود إلى القرن الثالث تقريبًا ، بينما قصة النائمين السبعة في ألمانيا هي قصة مسيحية ومتواجدة أيضًا في الأدب الإسلامي ، وتعود إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي، وتعتبر أحد الأساطير الأدبية والدينية المشهورة في التراث الأوروبي والشرقي ، لذا، قصة أهل الكهف حدثت قبل قصة النائمين السبعة في ألمانيا بفترة تصل إلى قرون عدة.

 

ترشيحاتنا