«القمار الإلكتروني»(1): آفة تنتشر بين الشباب

صورة موضوعية
صورة موضوعية

إسلام غانم: المنصات فى مصر لم تضع قوانين لألعاب القمار الإلكتروني

سارة شعبان
منذ زمن بعيد كانت ألعاب القمار حصراً على صالات نوادي الترفيه التى كان يبحث عنها البعض سريا، خوفاً من الوقوع تحت طائلة القانون بسبب تحريمها، أما الآن فقد بات الأمر مختلف بعد أن أصبحت كل ألعاب القمار متاحة على الإنترنت لكل فرد في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال مواقع ألعاب القمار الإلكترونية التي لا تعد ولا تحصى، وزاد عددها بشكل كبير ما جعل التنافس عليها كبير من قبل العديد من اللاعبين..

 

خلال الفترة الماضية، بدأت ظاهرة جديدة في الإنتشار سريعاً بين فئات الشباب، بوجود تطبيقات مختلفة يمكن وصفها بمكاتب مراهنات محمولة ومتنقلة، توفر مصدر دخل للعديد من الشباب دون بذل أي مجهود، بل توفر للبعض ربح وفير دون المغامرة بمبالغ مالية كبيرة، فقط تحتاج لمحفظة إلكترونية ومبلغ مالي بسيط لتبدأ في المراهنة والتربح.


ترصد « الأخبار المسائي» أخطر الألعاب الإلكترونية التي تبدو أنها ألعاب حظ لكن أثبتت الدراسات أنها ألعاب مدمرة لعقول وصحة الشباب، فهي مفتقدة لكثير من الضوابط المذكورة، وأكبر المخالفات احتواءها على قمار، حيث يلعب فيها أكثر من شخص في الوقت نفسه على رصيد وهمي من النقود «على شكل نقاط»، يقامر اللاعبون بهذه النقاط، ويربحون أو يخسرون.

 

وبذلك فالسؤال الذي يتبادر في الذهن الآن؛ ما هي ألعاب المراهنات أو المقامرات؟، منها ألعاب جني الأموال؛ حيث يمكن للمستخدمين تحميل التطبيق والبدء في الحصول على نقاط مجانية يوميًا بدون القيام بأي عمل، كما يمكن للمستخدم الحصول على 100 نقطة بشكل يومي، وعند جمع 1030 نقطة يمكنه سحب 10 دولار مرة واحدة، وجمع 3090 نقطة للحصول على 30 دولار مرة واحدة، وبمجرد جمع 5500 نقطة، يمكن للمستخدم سحب 50 دولار غير محدود، فقط تشترط عليك اللعبة تسجيل الدخول والتحقق من هوية المستخدم وإتمام عملية التسجيل برقم الهاتف فقط، كما أنه من الممكن أيضًا ربط حساب المستخدم بمحفظة الكترونية لأغراض الدفع والسحب منها.


لعبة الصاروخ
تبدأ جولة اللعبة بمجرد تفعيل حساب على اللعبة ومن بعدها بمجرد دخولك للحظة التي تقلع فيها الطائرة حدد المبلغ الذي ترغب في المراهنة به ويكون الحد الأدنى "10 سنت" وبالتزامن مع ارتفاعها يزيد معدل الفوز، فكلما ارتفعت الطائرة يزداد معدل الرهان بضعف المبلغ في كل ثانية أثناء الرحلة إلى أن يصل الى الحد الأقصى وهو 100 دولار، وعندما يناسبك الرهان وترغب في سحب أرباحك يجب عليك سحبه بحرص قبل هبوطها فجأة والذي إذا حدث ستخسر كل أموالك، كما لديك الفرصة إذا كنت ترغب في المراهنة أكثر في جولة واحدة، فيمكنك وضع رهانتين في وقت واحد.

 

حرب الملوك
من ضمن الألعاب التي تعتمد على فكرة المراهنات، لأنها تمثل مصدر لمكاسب الكثير من الأطفال والمراهقين وكذلك لخسارتهم؛ تبدأ اللعبة بإنشاء حساب اللاعب عن طريق إدخال جميع بياناته الشخصية، ومن ثم يكون له جيوش قوية يحصل على الذهب، وهو الهدف المشترك في ألعاب القمار أو الراهنات؛ ففكرة اللعبة تقوم على التنافس للوصول إلى مستويات أعلى من شراء الذهب عن طريق أشخاص غير معروفين في اللعبة ومن يحقق ذلك يكون هو الرابح ويحصل على تحويل أموال بكروت شحن وغيرها من الطرق.

 

كما هناك لعبة الكترونية شهيرة، هي لعبة تتيح لك اللعب أون لاين مع أشخاص حقيقيين، فبمجرد دخولك للعبة تحصل على 20000 نقطة ذهبية للبدء، مع إمكانية شحن اللعبة إذا خسرت عن طريق إحدى شركات الاتصال بطريقة الدفع الكاش، أما إذا ربحت أموالًا منها، وهذا شبه مستحيل يمكن استخدامها في عملية شحن رصيد الهاتف أو تحويل تلك الأموال إلى محفظة إحدى شركات الاتصالات، فكل 500 نقطة تساوي 50 قرشا أي كل 10000 نقطة ذهبية تعادل 10 جنيه مصري، بالإضافة إلى الإرباح المجانية اليومية بمجرد دخولك للعبة.

 

في البداية، يقول هشام محمود، طالب بكلية نظم ومعلومات، إنه يلعب العديد من الألعاب التي تعتمد على المراهنات مثل لعبة «الصاروخ والكوتشينه والدومنو والعربات وفامبير»، فهم يعتمدون في الأساس على عمل حساب خاص للمشترك، إذ يتم له تسجيل رقم حساب البريد الإلكتروني، واسم المشترك بالكامل، ورقم الهاتف والبلد وعنوان السكن ورقم البطاقة الشخصية، حتى يستطيع كسب الكثير من القطع ويحصل على الملايين داخل تلك الألعاب، والتي تعتمد على المراهنات بجمع النقاط، وتجميعه ثم بيعه للحصول على مكاسب تصل إلى آلاف الجنيهات.

 

وأوضح هشام، أن لعبة الصاروخ من الألعاب التي يفضلها، إذ يقوم بوضع مبلغ الرهان 5 جنيهات، وإذا قام الصاروخ بالصعود قبل أن يضغط على الزر كلمة «التقاط المكاسب» يصبح خاسراً، وإذا ضغط على الزر قبل صعود الصاروخ لينفجر، يتم ضرب مبلغ الرهان في الرقم الذي تحدده اللعبة ليحصل عليه من أقرب مكينة سحب.

 

وأكد هشام، أن داخل هذه اللعبة ملايين من الشباب المراهنين، فإذا كان اللون أخضر بجانب اسم المراهن يصبح كاسب الرهان، إما إذا كان اللون الأحمر يصبح خاسر، مشيراً إلى أن مبالغ الرهان تبدء من 5 جنيهات لحد ١٠ آلاف جنيه، ويتم تحويل المبالغ المالية عن إيداع المبلغ عبر إحدي شركات الاتصال وإرسال صورة بالمبلغ الذي تم إرساله عن طريق رقم هاتف محدد.

 

مواقع المراهنات «فخ» للشباب
ومن جانب آخر، قال المهندس إسلام غانم استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى، إن هناك العديد من التطبيقات ومواقع المراهنات ظهرت مؤخرا في المجتمع العربي، وهى عبارة عن «فخ» يقع فيه أغلب الشباب الذين يفضلون الربح السريع، فهى فى بداية الأمر تعطى مكاسب مادية بالفعل حتى يعتاد عليها الشخص، ثم يصل إلى حد الإدمان لها.


وأضاف غانم، إنه مرور الوقت تبدأ تلك المكاسب الطائلة فى التحول إلى خسائر فادحة، إذ تقوم اللعبة على الترغيب والتحفيز، ليقوم الفرد بدفع مبلغاً أكبر فى كل رهان جديد، ومع الاستمرار تبدأ فى الخسارة، وتتحول أموالك إلى مكاسب للمشتركين الجدد، وهكذا تدور الحلقة بين مراهنين أدمنوا ألعاب القمار الالكترونية ومشتركين جدد يريدون التربح السريع.


 وأكد غانم، أنه يتم التسجيل فى هذه اللعبة من خلال رقم الهاتف ثم يقوم المستخدم بوضع مبلغ مالي في المحفظة الإلكترونية لمجرد التسجيل عليها للتحفيز على المشاركة بسرعة أكبر، موضحاً أن جميع ألعاب القمار الالكترونية تعتمد على التخمين، فمنها على سبيل المثال توقع نتائج مباريات كأس العالم أو الدورى الأوروبى لكرة القدم أو ألعاب أخرى مثل إنطلاق طائرة وتوقع الزمن الذى تنفجر عنده، بالطبع عندما يصح التوقع فإن القيمة المالية الموجودة تتضاعف.

 

وأوضح «غانم» أن المنصات فى مصر لم تضع قوانين لأنواع الألعاب التى يقوم الأشخاص بتحميلها ولم تمنع لعب القمار الإلكتروني، فهى لم تقم بمنع أو حذف أى تطبيق إلا لتطبيقات الاختراق أو التطبيقات التى تحتوى على ثغرات لتسريب بيانات المستخدمين، فليس هناك قانون يمنع التراهن أون لاين.

 

واختتم غانم حديثه قائلاً: «إن الشباب يستطيعون فهم مدى خطورة تلك الألعاب الإلكترونية ويستطيعون منعها وإغلاقها تمامًا وعدم ممارستها»، مشيرًا إلى أن الأهالى من الممكن أن يتحكموا في الألعاب الإلكترونية عبر إغلاق الراوتر أو التحكم في الإنترنت فى المنزل أو عن طريق الشريحة ومنع تلك الألعاب الخطرة على أولادنا.

 

اقرأ أيضا: مدير صندوق مكافحة الإدمان يستعرض آليات استثمار التكنولوجيا الحديثة للوقاية من المخدرات


 

ترشيحاتنا