قرية «شالي» الأثرية بسيوة.. أهم المقاصد السياحية والتاريخية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مدحت نصار

تملك الواحة الفريدة مقومات طبيعية، تجعلها واحدة من أهم المقاصد السياحية والتاريخية، ومن بينها «شالي»، حيث يتم حاليا ضمن خطط التطوير التى تشهدها الواحة، تنفيذ مشروع ترميم وإعادة إحياء قرية شالي الأثرية بواحة سيوة، وذلك بعد عامين من انطلاق أعمال الترميم بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ شركة جودة البيئة النوعية لتنمية المشاريع الصغيرة، بحيث يتم الحفاظ على طابعها التراثى المميز، ويطور ما بها من بحيرات وآبار وعيون طبيعية للمياه، لزيادة إنتاج ما تشتهر به من محاصيل زراعية، بشكل يعزز من القيمة الاقتصادية والاستثمارية المضافة للواحة، وكذلك أهميتها كمقصد سياحى فريد..

 

وتعد القرية من أهم المواقع الأثرية بالصحراء الغربية، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1203 ميلادية، وبدأ السكان فى هجرها عام 1820، إلى أن تركوها بشكل نهائى عام 1926، بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت فى تهدم معظم مبانيها، ويوضح المهندس عماد فريد استشارى الشركة المنفذة أن أعمال الترميم بدأت فى عام 2018، بجهود مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمى بترشيح من منظمة يونسكو، وتم تنفيذ أعمال الترميم بإشراف منطقة الآثار الإسلامية فى سيوة، مشيرا إلى أن مشروع ترميم قرية شالى يأتى استكمالا لأعمال ترميم المسجد العتيق ومسجد تطندى اللذين افتُتحا بعد أعمال الترميم، لافتاً إلى أن قلعة شالى تم بناؤها من مادة تسمى «الكرشيف» وهى أحجار ملحية توجد فى تلك المنطقة، وتمنح المساكن الدفء فى الشتاء والرطوبة فى الصيف، وكانت المشكلة تكمن فى أن هذه المادة غير مقاومة لعوامل الطقس، لذا فإن القلعة كادت تندثر فى القرن الماضى ولذلك تم إطلاق هذا المشروع الضخم لترميمها للحفاظ عليها بتكلفة نحو نصف مليون يورو، من الاتحاد الأوروبي.

 

ويقول المهندس رامز عزمى، استشارى بالمشروع، إنه تمت إعادة إحياء قرية «شالي» الأثرية وإعادتها لصورتها القديمة وتم ترميم منازلها وشوارعها القديمة، إضافة إلى استكمال مسار السور القديم للقرية وزيادة ارتفاعه إلى 18 مترا لإعادته إلى صورته التى كان عليها قديما، وكذلك إنشاء مركز رعاية صحية للأمومة والطفولة لسكان سيوة ومعرض يؤرخ لعمارة الأرض، لافتاً إلى مشاركة نحو 300 عامل من أبناء الواحة فى أعمال المشروع، الذى يستهدف تحسين مكانة سيوة الدولية كوجهة للسياحة البيئية الرائدة وبناء قدرات السكان المحليين على ترميم ممتلكاتهم، باستخدام طرق البناء التقليدية وكذلك وضع نظام تمويل متناهى الصغر، يسمح للمجتمعات المحلية ذات الدخل المنخفض بترميم وحفظ ممتلكاتهم القديمة والجديدة.


وأوضح أن مركز عمارة الأرض الثقافى يقع فى مكان متميز على حدود سور مدينة شالى القديمة، جرى تنفيذه بالتعاون مع العالم الأثرى والمؤرخ الإيطالي، سرجيو فولبي، المحب والعاشق لواحة سيوة، وتم دعمه بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة، وكذلك الخرائط القديمة الأصلية وأفلام تسجيلية عن الواحة، وتواجدها القوى فى التاريخ خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى تضمنه أيضا خطوات توثيق مشروع ترميم وإحياء قرية شالى وطريقة بنائها وأهم الخامات المستخدمة.


وفيما يتعلق بالمنطقة التجارية، يوضح عزمى أنه تم إعداد التخطيط والتصميم المناسب لها، وقام الفريق المعمارى بفحص وتحليل للنمط العمرانى لمدينة شالى القديمة، بحيث يكون مشروع «إحياء مدينة شالي» نموذجاً إنسانياً يستهدف أن تصبح سيوة حاضنة للتراث والفن والثقافة.

 

اقرأ أيضا: "النجمة الخضراء" .. هدف السياحة المستدامة 

 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا