«حسبنا الله ونعم الوكيل» .. بهذه الكلمات التزمت والدة طفل شبرا الخيمة، الصمت، حيث خيمت على وجهها علامات الحزن، الممزوجة بالدموع الغزيرة، وطالبت بالقصاص من جارهم الذي استدرج طفلها، وقتله لسرقة أحشائه، وقالت : «لن يشفي غليلي سوى القصاص».
البداية كانت منذ أن أتقن أحد الشباب التعامل مع مواقع الانترنت، وجمعته علاقة بأحد المصريين المقيمين في دولة الكويت وذلك على موقع للتواصل الاجتماعي يتاجر في الأعضاء البشرية، وبعد حوار انحصرت كلماته بين الطمع والرغبة في في تحقيق الثراء الفاحش، اتفق المصري المقيم في الكويت، مع ابن القليوبية، على سرقة الأعضاء البشرية لأحد الأطفال، مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه، وهنا لم يجد الشاب أسهل من ابن الجيران، فأسرع باستدراجه إلى شقته وفي لحظات معدودة، قتله، وأخرج أحشاءه .. وقام بتوثيق ذلك بناء على طلب المصري المقيم في الكويت عبر تطبيق «الفيديو كول»، وسأل عن طريقة إرسال الأعضاء البشرية التي انتزعها من جاره حتى يتسلم المبلغ، لكنه فوجئ بالآخر يطلب منه أن يفعل نفس الأمر مع طفل آخر .. وهنا جاءت الصدمة، فالمتهم لا يزال حائرا بجثة ضحيته، والأعضاء التي انتزعها، لكن حلمه بالثراء الفاحش، جعله ينطلق في الشوارع يبحث عن ضحية جديدة، إلا أن الأقدار لم تمهله لذلك، وكانت رائحة الجثة قد أزكمت الجيزان، تزامنا مع اختفاء الضحية، وإبلاغ أسرته الشرطة التي بدأت في فك طلاسم اختفاء الطفل .. وبين محاولات استدراج ضحية جديدة، وتحريات رجال المباحث بشأن اختفاء الطفل، قام أحد أهالي شبرا الخيمة، بإبلاغ مأمور قسم أول شبرا الخيمة، بالعثور على جثة لـ طفل يبلغ من العمر 15 عامًا، داخل إحدى الشقق السكنية المستأجرة .. وعلى الفور تم إبلاغ اللواء نبيل سليم، مدير أمن القليوبية، فقام اللواء محمد السيد، مدير مباحث القليوبية، بتكليف رجال المباحث بسرعة كشف غموض الواقعة.
فريق النيابة العامة يعاين الجثة ومكان العثور عليها
وانتقل فريق من أعضاء النيابة العامة بقسم أول شبرا الخيمة، إلى مكان العثور على جثة المجني عليه، وتمت مناظرة الجثة، ولم يتم العثور على أية تجهيزات طبية، تؤكد أن المقصود من ارتكاب جريمة القتل هو تجارة الأعضاء البشرية، فيما تأكدت النيابة العامة من انتزاع بعض أحشاء المجني عليه، والتي تم العثور عليها داخل كيس بلاستيكي مجاور لجثة المجني عليه.
وتبين لرجال المباحث، أن المجني عليه، مبلغ باختفائه في محضر رسمي بقسم ثان شبرا الخيمة، ونجحت تحريات المباحث في الوصول إلى الجاني، وباستئذان النيابة العامة بقسم أول شبرا الخيمة، تم إعداد الأكمنة اللازمة والتي أسفرت إحداها عن ضبط المتهم .. وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وبمواجهته بجريمته اعترف بتفاصيلها كاملة.
اعترافات مثيرة لقاتل طفل شبرا الخيمة
واعترف المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة، قائلا : «تعرفت على مصري مقيم بدولة الكويت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، وطلب مني اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية، مقابل حصوله على مبلغ 5 ملايين جنيه، فلم أجد أمامي سوى جاري الصغير، وتم الاتفاق على تصوير تفاصيل الجريمة عبر تقنية «الفيديو كول»، حيث طلب مني قتله في البداية، فنفذت القتل تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، وقمت بتصوير عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية «الفيديو كول»، أيضًا».
وأضاف المتهم في اعترافاته أمام النيابة العامة : «وعندما سألت عن طريقة الحصول على الـ 5 ملايين جنيه المتفق عليها، أخبرني بأنه سيتم إبلاغي بالخطوات التالية، خطوة بخطوة، حتى لا يكتشف أحد جريمتي، لكنني فوجئت به يطلب مني تكرار نفس الأمر مع طفل آخر ليكون المقابل المادي كبير، وبينما كنت أبحث عن ضحية جديدة، فوجئت برجال المباحث يلقون القبض علي».
الإنتربول الدولي يضبط المتهم بالتحريض ووالده
وكانت تحريات رجال المباحث بشأن الجريمة، قد أسفرت التحريات عن قيام المتهم المصري المقيم بدولة الكويت، بارتكاب الجريمة بالاتفاق مع قاتل الطفل، باستخدام الهاتف المحمول الخاص بوالده والمزود بشريحة اتصال يمتلكها والده.
وعلى الفور أصدر المستشار محمد شوقي، النائب العام، تعليماته فأسرعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام، بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي، وانتهت هذه الإجراءات الفورية بسرعة ضبط المتهم، ووالده، بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية، التي كانت بحوزتهما، والتي استخدمها المتهم في ارتكاب جريمته بالاتفاق مع قاتل الطفل في شبرا الخيمة، وتم ترحيلهما إلى مصر.
البحث عن التريند .. دفع المتهم للتحريض على الجريمة
وفور ترحيلهما ووصولهما إلى مصر، قامت النيابة العامة باستجوابهما، للوصول إلى أسباب ارتكاب الجريمة، حيث قد أقر المتهم الأول -الذي جاوز 15 عاما-، أنه من حرّض قاتل الطفل على ارتكاب الجريمة، وبرر الجريمة برغبته في الاحتفاظ بمقاطع الفيديو الخاصة بقتل الطفل، والتمثيل بجثمانه لفترة زمنية، حتى يستطيع بيعها بمليارات الدولارات، ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها، وذلك من خلال وصوله للتريند لامتلاكه مجموعة فيديوهات موثقة لجرائم القتل والتمثيل بجثث الضحايا، كما أقر بأنه سبق له وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة.
أما والد المتهم المقيم في دولة الكويت، فأنكر صلته بالوقائع التي أدلى بها نجله، وتقوم النيابة العامة بالتحقق من صحة أقوال المتهم بشأن قيامه بارتكاب وقائع مشابهة مع أشخاص آخرين .. ولا تزال النيابة العامة بقسم أول شبرا الخيمة، تواصل تحقيقاتها في الواقعة التي تم قيدها برقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤ إداري قسم أوّل شبرا الخيمة.
