أجواء مصر الشتوية.. «موسم دفا»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ريحاب محمد - محمد مخلوف

مدينة «سانت كاترين» تكتسى برداء الثلج الأبيض، وتأسر قلوب عشاق الطبيعة البديعة، الذين يقصدونها بالألوف فى هذا التوقيت من كل عام، وكل شيء يبدو جميلًا فى الشتاء، مغسولًا بماء المطر، واضحًا كلوحة بديعة رسمها فنانٌ بارع، ولأن الضد بالضد يُفهمُ، فإن معنى الدفء لا يتجلى إلا فى أجواء باردة، وها هو موسم البحث عن الدفء قد اكتمل فى فبراير، أكثر الشهور برودة فى مصر، ورغم ذلك يسميه المصريون «موسم الدفا»، نستعرض أكثر مكان فى مصر يعبِّر عن الشتاء، وأشهر المشاتى المتناثرة فى بقاعٍ مصرية عِدة، للتعرف علي الطرق التى يلجأ إليها المصريون، فقراء وأغنياء، للهروب من برد الشتاء، ولا ننسى دور الدولة والجمعيات الأهلية فى توفير الدفء لمَنْ ضلوا طريقهم إلى حياة آمنة وتلقفتهم الشوارع، قبل أن يجدوا ملاذًا دافئًا يؤويهم بعيدًا عن العراء وبرد الشتاء..



بدا فصلُ الشِتاء مراوغًا هذا العـام، فرغــم الاعتدال غير المُعتاد للطقس الذى شعر به الجميع فى بداية الشتاء وطوال شهر يناير، ضربت موجة صقيع عنيفة محافظاتٍ عدة على مستوى الجمهورية، لتكسر حالة الدفء فى ظل تأثر البلاد بكتلٍ هوائية باردة، ليسجل شهر فبراير ذروة موجات البرد، مع تزايد التأثيرات الناجمة عن ظاهرة التغيرات المناخية، التى تؤدى إلى خللٍ كبير فى أنماط الطقس.


ونلفت فى بداية الملف إلى توضيح الدكتورة إيمان شاكر مدير مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، أن فصل الشتاء هذا العام يعد من أدفأ الفصول التى مرت على مصر خلال سنواتٍ عديدة، حيث سجلت درجات الحرارة خلال شهر يناير درجات أعلى من مثيلاتها خلال الأعوام السابقة، تُقدر هذه الزيادة فى المعدلات بثلاث وأربع درجات من خلال البيانات المناخية، إلا أن المنخفض الجوى المتعمق الذى شهدته البلاد خلال الأيام الأخيرة تسبب فى حالة من عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، تمثلت فى موجة صقيع عنيفة، انكسرت حدتها بصورة كبيرة.


وهناك عوامل عديدة تُسهم فى زيادة الشعور بالبرودة حسبما تُشير، فهناك درجة حرارة فعلية وأخرى محسوسة. فمن بين هذه العوامل نشاط الرياح من حيث سرعتها واتجاهها ونوعها ما إذا كانت رياحا رطبة أو جافة، بعض المناطق على ساحل البحر المتوسط تصل سرعات الرياح بها إلى 70 كيلومتراً/ الساعة، الموقع الجغرافى والتضاريس تؤثر أيضًا الإحساس بالبرودة، وطبيعة التربة ما إذا كانت رملية أو صخرية أو طينية. نجد أن المناطق الصحراوية ذات الرياح الجافة يزيد معها الإحساس بالبرودة بمعدل يصل إلى 5 درجات أحيانًا، ونرى ذلك بصورة ملحوظة فى المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث تسهم المناطق المكشوفة فى زيادة سرعات الرياح، فضلاً عن طبيعتها الصحراوية. بينما تزيد المناطق المزدحمة سكانيًا الإحساس بالدفء.


ويشير صابر عثمان خبير التغيرات المناخية والاستدامة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مناخ أرضنا، إلى أن التغيرات المناخية التى تفاقمت خلال السنوات الأخيرة عالميًا، انعكست بصورة كبيرة على أحوال الطقس، حيث يؤدى الاحترار العالمى وارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض إلى تزايد أحداث الطقس المتطرف، بسبب الخلل الذى حدث فى تركيبة الغلاف الجوى، مع تزايد تركيزات غازات الاحتباس الحرارى.


يعتقد الكثيرون أن هذه التأثيرات تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، لكنها، حسبما يوضح، تؤثر فى الطقس بصورة كلية، من حيث مدتها ودرجتها وشدتها وتكراريتها طبقًا للتوزيع الجغرافى، ما يجعلنا نشهد موجات من الصقيع وتذبذب كبير فى هطول الأمطار.

 

اقرأ أيضا: في يومها العالمي.. تعرف على أقدم «لغة أم» لا تزال حية 

 

ترشيحاتنا