فيصل مصطفى يكتب: آيات داعش الشيطانية

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

كالعادة، عادت ريما لعادتها القديمة ، وظهرت مرة أخرى ، داعش على سطح الأحداث .
داعش الاسم المختصر لتنظيم مشبوه يُسمى بتنظيم"الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام" ، والذي ظهر منذ نحو 15 عاما ، يعتبر امتدادا لتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتطرفة المشبوهة ، فمنذ أن إبتكرت المخابرات البريطانية في عام 1928 فكرة إنشاء تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، ومن يومها ونحن نعاني من ظاهرة هذه الجماعات المتطرفة التي تظهر من الحين للآخر ، معادية للعروبة وللإسلام ، وكلها من نبت أفكار شيطانية لأجهزة مخابرات  بريطانية و أمريكية وإسرائيلية  .

هذا النبت الشيطاني المسمى بداعش والذي لعب أقذر الأدوار في تخريب وتدمير واحتلال أجزاء مهمة من سوريا ، ولعب نفس الدور في ليبيا وأوصلها إلى ما وصلت الآن إليه من تمزق وتقسيم واحتلال ، ولعب نفس الدور في العراق ، وحاول أن يؤدي هذه المهمة القذرة بمصر ، فلقى الجزاء الرادع والحاسم وتم سحقه تماما .

هذا التنظيم البشع الذى من حين لآخر يظهر لا لشيء إلا ليضرب مصالح العرب والمسلمين والإسلام ، ظهر فجأة مرة أخرى في موسكو ، فقد ارتكب جريمته الشنعاء ، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 185 مواطن روسي بريء ، تم قتلهم في عملية إرهابية بشعة ، لا لشيء إلا لعقاب الشعب الروسى الذى أعاد  إنتخاب بوتين رئيسا لهم ، وعقابا لروسيا على موقفها في حرب أوكرانيا، وعلى انتصاراتها المتتالية، وعلى دعمها للمقاومة الفلسطينية، وللقضية العربية المركزية، قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وأيضا بسبب قيام روسيا ومن خلال تحالفها الوثيق مع الصين في استخدام حق الفيتو نحو مرتين على الأقل في مجلس الأمن ضد مشاريع قرارات أمريكية ، تستهدف الإجهاز على الشعب الفلسطيني .

وأيضا عقابا لروسيا التي استقبلت مؤخرا في موسكو ، وفود من التنظيمات الفلسطينية في إطار تدعيم وتعميق علاقاتها مع كافة التنظيمات الفلسطينية ، وفي إطار محاولة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من التعاون والتحالف والتنسيق بين المنظمات الفلسطينية وهي تخوض معركة مصير  منذ ٧ أكتوبر  الماضي، وهي المعركة المستمرة حتى الآن  فضلا على أن قتال المقاومة الفلسطينية و اللبنانية واليمنية وغيرها، يتم بأسلحة روسية، وأحيانا صينية .

من أجل كل هذه المواقف ، كان لا بد من عقاب روسيا ومحاولة تصدير الرعب إليها ، وللقيام بهذه العملية الإجرامية المجرمة ، بل كانت هناك عملية أخرى ثانيه كانت سوف تتم لولا إن الأمن الفيدرالي الروسي قد أحبطها وألقى القبض على القائمين عليها.

بهذا الأسلوب المعتاد من قبل جماعة داعش ، يُظهر ويُكشف بوضوح وبجلاء على أن هذه الجماعة  لا تمت للإنسانية بصلة ولا تمت لأي مبادئ أو معتقدات أو أديان سماوية  بصلة ، فهذه الجماعة دأبت دائما على أن تكون يد وأداة فعالة في يد أعداء الأمة العربية وأعداء الإسلام والمسلمين ، واقترن اسمها بارتكاب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي لا يفوقها إلا جرائم نتنياهو  إزاء الفلسطينيين .

ويكفي أن هناك عبارات ومقولات تاريخية شهيرة التصقت بداعش في معارك سوريا تحديدا منها أن جرحاهم كانوا وربما ما زالوا يعالجون في مستشفيات إسرائيل ، بل وصل الأمر إلى أن نتنياهو كان يقوم بزيارة الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية بنفسه، وكان يقولون له بارك الله فيك .

إلى هذا الحد وصل الإجرام الداعشي الصهيوني إلى التحالف الوثيق بينهما ، فلم يتم ضبط  هؤلاء المجرمون مرة واحدة يدافعون عن الإسلام أو العروبة أو المسجد الأقصى المستباح  أو المقدسات الإسلامية ، أو يحاولون حماية العرب والفلسطينيين من المذابح التي تتم يوميا على يد زعيمهم وقائدهم نتنياهو .

هؤلاء بالفعل لا يمكن وصفهم إلا بأنهم شيء أقذر من الخنازير المحرم أكل لحومها لدى المسلمين ، فهم لم يتورعوا على أن يخدموا إسرائيل ، ويحاولون أن يبعدوا الأنظار عن جرائمها فى فلسطين ، وأن يسيئوا للمقاومين، وأن يُظهروا المسلمين  في صورة الذين لا يتورعون عن قتل مدنيين أبرياء في عاصمة بعيدة جغرافيا عن مجال الصراع العربي الإسرائيلي .. هل هناك شيء أسوأ من ذلك؟ 

هذه الجماعة الحقيرة هي أحدث ما أنتجته  عقليات المخابرات الأمريكية ، وقد تكون هناك أمور وأفكار أخرى  وجماعات أشد حقارة تجهزها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية أيضا ، لكن لاتزال في أدراجهم السرية  .
[email protected]

أقرأ أيضا: قمة رياضية على أرض سعودية

: "رمضان" وغزة الجريحة

ترشيحاتنا