شهر رمضان المبارك .. شهر نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه .. شهر الصوم والمحبة والود والتراحم .. شهر المغفرة العظيم ، الذي تُمحى فيه الذنوب والسيئات ، وتتصاعد وتتجمع فيه الحسنات والأعمال الطيبة .. يأتى هذا العام والأمة الإسلامية والعربية ، تنزف من جرح غائر ، نزيفا مؤلما قاسيا مستمرا بلا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية فى فلسطين المحتلة ، ويُباد شعبها جهارا نهارا ، ويُقتل أطفالها جوعا وعطشا في مجزرة غير مسبوقة فى التاريخ البشرى ، أمام أعين ما يسمى بالمجتمع الدولى والإنسانى ،
شهر رمضان ببركاته وعظمته وروعته ، يأتى هذا العام ومعه هذه الجرائم غير المسبوقة ، والتي تُنغص حياة بنى البشر . فما يحدث فى غزة ، أمر يفوق الخيال ، ولم يكن يخطر ببال أعتى المجرمين والسفاحين فى التاريخ .
ولأن رمضان فرصة ذهبية تاريخية ، تتكرر كل عام ، ويتم فيه تقديم أوكازيون للبشر جميعا ، لكى ينجون من نيران الآخرة ، ويفوزون برضا الله سبحانه وتعالى ، لذلك فمن المتوقع أن يشهد ، وقفا لإطلاق النار ، وإيقافا للمجازر ، وهدنة ولو خلال هذا الشهر المعظم ، و أيام عيد الفطر المبارك التى تتلوه .
ليس من المعقول ولا من المقبول ، أن يحتفل العالم الإسلامى بشهر رمضان وعيد الفطر فى ظل هذا الانتهاك السافر لكل المقدسات والأرواح ، وفى ظل هذا النزيف المستمر من الدماء ، والقتل الجماعى اليومى للمئات من أهل غزة و الضفة الغربية ، بسبب الغارات الإسرائيلية ،
إن ما يحدث هناك ، أمر يحز فى نفس كل مسلم وكل وطنى وكل إنسان أيا كان دينه وأيا كان وطنه و أيا كانت جنسيته ، فهو أمر لا يمكن قبوله ولا تخيله .
نأمل أن يكون هذا الشهر ، آخر عهدنا بالقتل والذبح والمعارك الدموية ، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة ، وعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى إليها ، وأن تشهد دخولا مكثفا لكل أنواع المساعدات ، والتى حجبتها قوات الاحتلال الصهيونية .
"رمضان" من الأشهر العظيمة ، التى تحققت فيها الأعمال الباهرة والناجحة ، وشهدت الكثير من الإنجازات العربية والإسلامية ، ولعلنا لا ننسى يوم العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973 ، و معركة عين جالوت ، و غزوة بدر ، وإن شاء الله سيكون "رمضان" المقبل ، شهر إنتصار غزة ، ووقف الدماء الذكية التى تراق فى فلسطين المحتلة .
[email protected]