فيصل مصطفى يكتب:العالم يحبس أنفاسه

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

 

 

تمر منطقة الشرق الأوسط بأزمة قوية تاريخية ، ولحظات حرجة فاصلة ، ربما لم تمر عليها منذ عقود .. لحظة تُشبه فى طبيعتها الساخنة والملتهبة ما كانت عليه منطقة الشرق الأوسط فى عام 1973 ، عندما اشتعلت حرب أكتوبر المجيدة ، وأدت إلى تحرير سيناء العزيزة والجميلة .

 فهذه اللحظة الراهنة تتشابه إلى حد كبير نسبيا مع أوضاع  73 ، حيث يوجد موقف ملتهب ، حدود مشتعله ، توتر عالى ،  قتال مستمر ، تورط ووجود مكثف في المنطقه للقوى العالمية الكبرى منها ، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الوافد الجديد الذي انضم للمعمعة .

في حرب 73 ، كان القتال يدور على جبهتين ونصف إن صح التعبير وهى ، الجبهتين المصرية والسورية والجبهة الفلسطينية الداخلية . وفي الوضع الراهن وفي معركة طوفان الأقصى الحالية ، تدور المعركة على 7 جبهات في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا والعراق وانضمت إليهم إيران ، هذه الجبهات قابلة للاتساع في حالة إقدام  نتنياهو وزمرته الحاكمة فى إسرائيل على اقتحام رفح عقب إنتهاء عيد الفصح اليهودي والمحدد في 30 إبريل الحالي ، وارتكاب تلك الجريمة التي سوف تقضي على آخر بارقة أمل في إمكانية إحلال سلام في الشرق الأوسط ، لأنه في حالة حدوث اقتحام رفح فإن المنطقة والعالم كله ، سوف يُقلب رأسا على عقب ، ويتحول الأمر إلى حرب شامله هائلة ،  قد تؤدي إلى حرب عالمية حقيقيه ، ويحدث الأمر الذي لم يحدث في حرب روسيا وأوكرانيا ، وهو تحول المواجهة إلى حرب عالمية ثالثة .

 الأمر الذي لم يحدث في أوكرانيا ، مرشح  حدوثه بقوة في الشرق الأوسط .

 وفي هذه الحالة ، سوف تتحول الحدود العربية مع إسرائيل إلى حرائق مشتعلة لا يمكن إطفائها و قد يؤدي الأمر لمزيد من التورط لقوات الناتو الأمريكية الأوروبية ودخولها في المعركة بما سوف يؤدي حتما إلى دخول روسيا والصين حماية لسوريا وإيران .

الموقف إذن ، يتطور ويتدهور بسرعة مزعجة ومخيفة ، الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل بدأت تتضح حقائقه ، فبعد أن أُعلن في الوهلة الأولى أن 99%  من الصواريخ كانت فشنك ، وتم صدها ومنعها ولم يدخل سوى 1% فقط ، وأصاب قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب ، بدأت الحقائق تظهر ، واتضح أن الصواريخ التي حُجبت وضُربت ومُنعت من الدخول في المجال الجوي الإسرائيلي ، كانت 84% فقط من الصواريخ وأن 16%  قد نُفذت بالفعل ، وأدت لإلحاق أضرار عسكرية ليس بقاعدة رامون فقط  ، وإنما ب 3  قواعد عسكرية أخرى في النقب ، وهو ما يعني أن المواجهة مشتعلة بما لم يسبق له مثيل ، وقد أدى ذلك إلى قيام إسرائيل  فجر الجمعة الماضية بهجوم مضاد على إيران لكنه هجوم محدود وفاشل وتم إسقاط طائراته المسيرة بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية ولم تحقق الغارة الإسرائيلية أيا من أهدافها فوق مدينة أصفهان الإيرانية التي حاولت إسرائيل قصفها .

 لكن بصرف النظر عن فشل الهجوم الإسرائيلي على إيران ، إلا أنه في النهاية يؤكد الحقيقة الساطعة أن الموقف في الشرق الأوسط على صفيح ساخن وأنه في قمة التوتر ، وأن أي غلطة بسيطة أو طلقة شاردة هنا أو هناك قد تشعل الموقف كله برمته .

 عموما الوضع الحالي يتوقف على أمرين ،

الأمر الأول ، إذا اتسع نطاق المعارك بين إيران وإسرائيل فسوف تدخل المنطقة إلى حرب شاملة لا محالة ، وإذا توقف الأمر بينهما الآن فقد يتم تحقيق قدر من التهدئة ،

 الأمر الثاني أن أي هجوم واقتحام لرفح معناه إدخال المنطقة في حرب شاملة قد تؤدي بالسلام العالمي كله إلى خبر كان .

 ومن هنا فالعالم كله في هذه اللحظات يحبس أنفاسه ، انتظارا لما سوف يحدث ، وإن كان من الأرجح أن لا يتم شيء إلا بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي في 30 إبريل الحالي ، فالموقف جد خطير ويحتاج بالضرورة إعادة نظر في كثير من الحسابات والأمور لدى الدول العربية مجتمعة و إعادة ودراسة دورية بل ولحظية للموقف بكل حقائقه ودقائقه .

واسلمي يا مصر واسلمي يا أمتنا العربية .

[email protected]

ترشيحاتنا