فى شهر رمضان المبارك،  قد يكون الصيام ذا فوائد صحية جمة، ويزيد من قوة الجهاز المناعي، لكن ذلك يعتمد على طبيعة الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الصائم خلال الفترة التي تمتد بين الإفطار والسحور، نتعرف على الفواد الصحية للصيام فى شهر رمضان..

الدكتور كريم السيد على فودة، أستاذ مساعد في الكيمياء الحيوية وقسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، أكد أن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة والهدف منه تطبيع النفس وضبطها على الالتزام والتضحية وتذكر الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى الجانب الديني والروحي، وللصيام فوائد صحية عديدة يمكن للصائم أن يتمتع بها، ومن الضروري الحرص على تناول الأطعمة الصحية خلال ساعات الإفطار. 

واضاف فوده ، أنه من ضمن الفوائد الصحية التي تعود على الصائم هو تجديد خلاياه المناعية وتقوية جهازه المناعى ليكون أكثر قدرة على محاربة الأمراض والكائنات الممرضة.

وأشارت دراسة أمريكية إلى أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الجسم خلال ساعات الصيام، يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية.

وقال إنه وُجد أنه عند تناول وجبات وفق نظام يشبه الصوم، يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ في قتل الخلايا المسنة، وهذه العملية تسمح بالتالى إلى تكون خلايا جديدة سليمة أكثر كفاءة في عملها.

وأُجريت المزيد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع، أي الصيام الذي يستمر لمدة 16 ساعة في اليوم أو أكثر، وأوضحت هذه الدراسات أن خلايا الجسم المسؤلة عن الاستجابة المناعية وتهاجم الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض تغادر مجرى الدم عندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام وينخفض فيه مستوى المواد الغذائية، وتلجأ إلى نخاع العظم، المعروف بغناه بالمواد الغذائية، لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم من العدوى.

وتابع فودة قائلا: "الصيام يفيد في تقوية الجهاز المناعى، ومن الضروري الحصول على أغذية متوازنة وصحية خلال ساعات الإفطار حيث يجب اختيار الأطعمة المناسبة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسية لأنها تؤثر بشكل مباشر على المناعة وتساعد في مجابهة بعض الأمراض"، مؤكداً أن تناول الأطعمة غير الصحية يضعف المناعة ويجعل الصائم عرضة لهجوم الفيروسات والجراثيم. 

وأكد فودة، أنه فيتامين "سي" واحد من أهم العناصر الغذائية التي تفيد في تعزيز المناعة، ويمكن الحصول عليه من الحمضيات والفراولة وثمار الفلفل والبقدونس والبروكولي، ومن المهم الحصول على الكميات اللازمة منه يومياً، لأن الجسم لا يستطيع تخزينه أو إنتاجه أيضا فيتامين "ب6" المتوفر في الموز والخضروات الورقية والحمّص يعتبر من الفيتامينات الهامة حيث يعزز التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجهاز المناعي، الى جانب فيتامين "إي"  الذى يتوفر في المكسرات والبذور وهو مضاد قوى للأكسدة ويعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى.

 وأضاف فوده، أن الأحماض الدهنية "أوميجا 3" المتوفرة في الأسماك وزيت بذور الكتان والمكسرات من مضادات الأكسدة القوية أيضاً الحديد المتوفر في اللحوم من العناصر الغذائية الرئيسية التي لها دور إيجابى في تعزيز الجهاز المناعى وتقويته للمساعدة على محاربة المرض.

 ومن الجهة الأخرى يجب الامتناع عن تناول أو تقليل الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون وخاصة على الإفطار لأنها ترفع من نسبة السكر والكوليسترول في الدم، كما أن لها تأثيراً سلبياً على المناعة، فقد يثبط ارتفاع السكر في الدم عمل الجهاز المناعي من خلال التأثير على الخلايا التي تحارب الكائنات الممرضة.

وعلى جانب آخر، أكد الدكتور حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، أن الغذاء يلعب دورًا مهما فى حياة الانسان حيث يعمل على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو وبناء الجسم وتطوره والحصول على الطاقة اللازمة للقيام بنشاطه ووظائفه، كما يدخل الغذاء في تكوين الوجبة الغذائية المتوازنة وبكمية كافية مناسبة له.

وأضاف حسونة، أن أهمية الغذاء تزداد أثناء الصيام فى رمضان حيث يستطيع الانسان من الاستمرار فى الحياة والقدرة على الصيام، وعند حدوث نقص أو زيادة فى أحد العناصرالغذائية المكونة للغذاء يصاب الانسان بأمراض سوء التغذية التى انتشرت بصورة كبيرة نتيجة حدوث اختلال الأمن الغذائي وعدم وجود مصدر غذائي مستدام والذي يزداد تاثيره في شهر رمضان.

وتابع حسونة، أن زيادة معاناة الناس من نقص وارتفاع أسعار المواد الغذائية، يستلزم التفكير فى ايجاد البدائل الغذائية للقيام بصيام شهر رمضان حيث يفقد الجسم اثناء الصيام الطاقة الناتجة من مخزون الجسم من العناصر الغذائية التى يتم تناولها أثناء فترات الافطار والسحور، كما يؤثر الصيام على العديد من أجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمى وحهاز المناعة والتأثير الإيجابي على دهون وسكر الدم.

 

اقرأ أيضا: للصيام فوائد كثيرة.. تعرف عليها!