بعد تكرار ارتداءه من قبل الفنانين: تاريخ ارتداء الرجال لـ «حلق الأذن»

صورة موضوعية
صورة موضوعية


بعد ظهور الفنان شادي شامل وهو يرتدى الحلق، أثار الكثير من الجدل، خاصة بعد ما فسر أسباب ارتدائه للحلق، قائلا: "الحلق تاريخيا كان يرتديه الرجال وليس السيدات"، لذلك نستعرض القصة الكاملة لبداية ارتداء حلق الأذن..

 

الرجل الجليدي
كانت بداية ارتداء الأقراط منذ العصر البرونزي، على يد "أوتزي" أو الرجل الجليدي (أقدم مومياء في أوروبا)، الذي عاش في جبال الألب الإيطالية قبل 5 آلاف عام.

 

ومن جثة الرجل الجليدي تم اكتشاف أن الرجال ارتدوا الأقراط في وقت مبكر من العصر البرونزي، لوجود ثقب بقطر 7-11 ملم في شحمة أذنه، وهو ما يشير إلى أن "أوتزي" كان يرتدي أقراطاً ثقيلة طوال معظم حياته، الأمر الذي يعد دليلاً على أن البشر ارتدوا الأقراط قبل 1000 عام كاملة مما كان يعُتقد سابقاً.

 

الثقافات القديمة
وفى الثقافات القديمة، أظهرت الاكتشافات الأثرية أن الأقراط الحلقية كانت شائعة للغاية في آسيا والشرق الأوسط منذ 4 آلاف عام، من خلال الصور المنحوتة للجنود الذين اخترقت فصوص أذنهم على جدران الإمبراطورية الفارسية.

 

قدماء المصريين 
كان قدماء المصريين يرتدون الأقراط من حوالي عام 1650 قبل الميلاد، وتم ارتداؤها بشكل زخرفي، ويُعتقد أن الفراعنة كانوا يرتدونها لأول مرة قبل أن تنتشر الفكرة إلى بقية المجتمع، وأغلب تلك التصاميم كانت مصنوعة من الذهب كما كانت تحتوي أحيانًا على أحجار كريمة مثل الفيروز واللازورد والجاسبر.

 

لذلك فأول من ارتدى الأقراط هم المصريون القدماء، عندما كان أحد إكسسوارات الرجال، حيث كان العبيد يضعونها للتميز بينهم وبين الأسياد؛ فضلا عن الإنسان استعملها فى الحضارة البابلية، والحضارات الآسيوية؛ لتعيين الطبقة الاجتماعية للرجل، واستمر ذلك حتى القرون الوسطى، عندما برز نظام الطبقات الاجتماعية بوضوح، ولم يعد هناك حاجة تقتضى استخدام الأقراط للرجال.

 

مقبرة توت عنخ آمون
وعند فتح مقبرة توت عنخ آمون في عام 1923، عثر على الفرعون المحنط بآذان مثقوبة، وكانت هناك أقراط داخل القبر، بالإضافة إلى أن قناع الدفن الذهبي والأزرق الشهير به ثقوب أيضاً في شحمة الأذن.

 

العصر الروماني القديم
في أوائل العصر الروماني القديم، كان الرجال والنساء لا يزالون يرتدون الأقراط، وكانت شائعة بشكل لا يصدق في عهد الإمبراطور "يوليوس قيصر" الذي كان يُعتقد أنه كان يرتدي قرطاً في بعض الأحيان.

 


وبعد ذلك أصبحت الأقراط شائعة لدى السادة، حيث ظهر بها الكاتب والشاعر ويليام شكسبير، ومن هذا الوقت تقريباً، بدأ البحارة في ارتداء الأقراط، وكانت غالبا مصنوعة من الذهب الخالص، فكانوا يعتقدون أنهم إذا سقطوا في البحر وغُسلوا على الشاطئ، فالمجوهرات ستدفع ثمن جنازتهم.

 

العصر الفيكتوري
بدأ العصر الفيكتوري (1837 - 1901) بتراجع شعبية القرط مرة أخرى بسبب تسريحات الشعر الشعبية التي غطت الأذنين، ولكن بحلول ستينيات القرن التاسع عشر ، عادت الموضة مرة أخرى، مع تفضيل الأقراط المتدلية بشكل خاص.

 

الملكة فيكتوريا
ارتدت الملكة فيكتوريا الأقراط وأحبتها بشكل كبير، وفضلت الأقراط المرصعة بالأحجار الكريمة منها، المظهر الذي أصبح رائجاً في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا،و قرب نهاية العصر الفيكتوري، بدأ الماس في ترك بصماته على عالم الأحجار الكريمة، وازدادت شعبية أقراط السوليتير.

 

الأقراط الماسية

بحلول منتصف القرن الـ20، ثقبت الملكة إليزابيث الثانية أذنيها لارتداء زوج من الأقراط الماسية التي حصلت عليها كهدية زفاف في عام 1947، لتنتشر ممارسة ثقب الأذن بشكل كبير في هذه الفترة.

 

وبالرغم من أن ارتداء الرجال للأقراط على مر العصور التاريخية، إلا أن تلك الحقيقة التاريخية، لم يعد مُرحبًا بوجودها في الوقت الحالي، وأصبحت مرفوضة ومُنتقدة فى الوطن العربي لارتداء الرجال للأقراط، حيث باتت حكرًا على النساء وحدهن بفعل توارث العادة لدي النساء ونبذها للرجال، وهو ما جعل هناك اعتراض على المشاهير من أبناء العالم العربي فى حال ارتدائهم للأقراط فى أذنيهم، وكان من أبرز الشخصيات الفنية المرتدية لحلق الأذن الفنان عمرو دياب.

 

وتعود فكرة ارتداء الأقراط إلى الرجال، منذ قرون ماضية، وكان لإرتدائها معاني تتنافى كليًا مع المفاهيم المنتشرة بين العائلات والمجتمعات فى الوقت الحالى، فهي ترمز للشجاعة والتمييز الطبقي، ولكن تحورت معانيها واعتادتها النساء وظلت لهن وحدهن.

 

وكان الاعتقاد السائد لإرتداء الرجال للأقراط، أن صاحب الأذنين المزينتين ينتمي إلى طبقة الأثرياء أو أصحاب المراتب الرفيعة.

 

اقرأ أيضا: ارتداه عمرو دياب في لبنان.. «الحلق» موضة تثير الجدل في حفلات الفنانين العرب

 

ترشيحاتنا