حالة مُصابة: أعانى منذ 10 سنوات بتشوهات فى الجلد.. ومتعايشة معها
انتشرت خلال السنوات الماضية عمل الفتيات رسومات باستخدام الحناء احتفالا بزواجها، وانتهاج الفتيات أيضا لعمل رسومات الحناء أو الوشم، سواء لمناسبة عرس أو عيد أو أى مناسبة سعيدة تعبيرا عن فرحتهم بالمناسبة وتغيير "اللوك" العام، ولكن كانت نتائج رسومات الحناء والوشم خطيرة على صحة بعض الفتيات، وزادات الحالات المصابة، نتيجة لإستخدام مواد غير طبيعية فى المادة التى يتم الرسم بها، مما يؤدى إلى ظهور طفح جلدى وحكة واحمرار وتورم بالجلد، ويتضح ذلك بشكل كبير على بعض الأشخاص المصابين بحساسية ضد المواد المستخدمة فى صناعة الحناء، ويؤدى لظهور مايشبه البهاق مكان الرسم على الجلد، نرصد حالات لبعض الفتيات المصابة بتورم فى الجلد واحمرار وأضرار خطيرة نتيجة لرسم الحناء والوشم على الجلد..
تحذيرات عالمية
كانت قد حذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركيَّة من رسم الوشم المؤقت على الجسم لما يسببه من مشكلات صحيَّة، من بينها إحمرار مؤقت وبثور، فضلاً عن تقرحات وآثار التهابات وفقدان التصبغ مع حساسيَّة زائدة لأشعة الشمس قد تصل إلى حدوث ندبات.
وحذرت الهيئة من الآثار الجانبيَّة السلبيَّة للوشم المؤقت من تقرحات وفقدان التصبغ، فضلاً عن زيادة الحساسيَّة لأشعة الشمس، وأنَّ الحناء ذات اللون البنى والبرتقالى أو اللون البنى المحمر المصنوع من النباتات، ومضافاً إليها بعض المواد الكيميائيَّة تسبب العديد من المشكلات الصحيَّة لأنسجة الجلد الحسَّاسة.
حالات مُصابة
"بقالى 10 سنين بعانى من غلطة عمرى، وهى إنى رسمت حنة يوم فرحى كنوع من أنواع التغير والفرحة بيوم حنة العروسة، ولكنى دفعت ثمن ذلك، ترك علامة فى بشرتى بسبب رسومات الحنة، لأنها تسببت لى تكسير فى الخلايا الصبغية للبشرة، وبالتالى أصبح شكل الجلد كأنه مُصاب بالبهاق"، كلمات رنا على فتاة فى العقد الثلاثينى.
وأضافت قائلة: "بعد رسمى للحنة بساعات قليلة شعرت بحكة شديدة فى الجلد واحمرار، جعلنى أذهب للطبيب، وقال أنها سببت حساسية وتهيج للجلد، وأخذت حقنة حساسية وكريمات تقوم بتهدئة الجلد، ولكن هذه الحساسية تسببت لى فى إصابة جلدى بالبهاق، فأصبح مكان الرسومات لونها أفتح من اللون الطبيعى للجلد".
أما حالة هالة محمود لم تختلف كثيرا عن الحالة السابقة، قالت: "فى يوم حنة أختى العروسة جاءت لنا حنانة فى المنزل، وقامت بالرسم لعدد كبير من الفتيات، وأنا الوحيدة التى تأثرت بالحنة، وحدث احمرا وتهيج للجلد، وذهبت للصيدلية فوصف لى الطبيب علاج وقتى عبارة عن حقنة لوقف الحساسية، وعدم الهرش فى أماكن رسم الحنة، وبعدها ذهبت لطبيبة جلدية قالت لى أنى احتاج لعمل جلسات أشعة فوق البنفسجية على الأماكن المصابة لتغميق لون الجلد، ولكنى توقفت عنها لعدم جدواها مع حالتى.
وأضافت هالة قائلة: "وصف لى طبيب آخر كريمات وأقراص، ولكنى مللت كثيرا من الاستمرار فى تناول الأدوية واستخدامها، وبعدها قررت عدم اللجوء لأى من الأدوية، ومازالت الرسومات كما هى لونها أفتح من لون الجلد الطبيعى، ولكنى اعتدت على هذا الشكل، ولم يسبب لى أى مشكلة نفسية".
عواقب وخيمة
حذر الدكتور هانى الناظر أستاذ أمراض الجلدية، والرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث من الرسم بالحنة والوشم على الجلد، وذلك بعد تكرار الحالات المصابة بتورم واحمرار على الجلد بسبب تلك الرسومات.
وأكد الناظر على أن الرسم بالحنة والوشم يؤدى فى بعض الحالات لعواقب وخيمة تصل لحد التشوهات وحروق والتهابات واحمرار وهرش شديد مكان الرسومات والوشم.
وأضاف الناظر قائلا: "الحالات التى يقوم بمعالجتها نتيجة للرسم بالحنة على الجلد زادت فى الفترة الأخيرة، بالرغم من التحذيرات الشديدة والمتكررة لتجنب الفتيات والسيدات الرسم، وخاصة العرائس قبل عرسها فى ليلة الحنة، وتختلف الأماكن المصابة بين حالة والأخرى، سواء على كف اليد، أو ساق اليد، والأرجل، سواء الساق أو القدم".
وأشار الناظر إلى أن الحنة التى توضع على الشعر تختلف عن التى يتم الرسم بها على الجسم والجلد، وسبب الخطورة يعود لوجود مادة مضافة للحنة، وهي مادة كيمياوية تقوم بتثبيت اللون وتمنع إزالة الحنة أو الوشم بسرعة، ويمتص الجلد هذه المادة التي قد تصيب الإنسان بالحساسية الموضوعية، ثم تتطور لرغبة في الحك، تزيد تدريجياً لتسبب التهاباً، ثم تتفاقم الحالة لتصل للتورم وقد يأخذ الورم شكل الرسمة نفسها ويسبب آلاما شديدة قد تصل لمضاعفات أخطر، وتشوه شكل البشرة.
اقرأ أيضا: رسم الوشم والتاتو.. «الإبرة» وسيلة لإنتشار عدوى الفيروسات والإلتهابات المزمنة
