د. أحمد عمر هاشم: النبى كان أجود الناس ويجب علينا الإقتداء به فى البذل والعطاء

د.أحمد عمر هاشم
د.أحمد عمر هاشم

 

أكد د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انشراح صدره بما يراه فى الجامع الأزهر والوفود التى تقبل على الجامع الذى يستعيد مجده وعظمته، واستقبال المصلين فيه فى هذا الشهر المبارك شهر رمضان، فالأزهر بعد المسجدين كما قال أمير الشعراء بعد المسجد الحرام والمسجد النبوى..


قال د. عمر هاشم إن الجامع الأزهر دُرة الأماكن ومفخرة مصر بلد الأزهر، والأزهر محفوظ ورب العزة من ورائه محيط، مؤكدا أننا ينبغى علينا أن نتأسى بسيدنا المصطفى  فى رمضان، حيث كان  أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه بالقرآن، فلَرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة، هو أجود الناس على الإطلاق، ما قال لا قط إلا فى تشهده، ولكنه فى رمضان كان أجود ما يكون، ويجب أن نقتدى به فى هذا، وهو قال  عن هذا الشهر إنه شهر الصوم وشهر الصبر وشهر المواساة شهر يزاد فى رزق المؤمن فيه، وقال: «ومن فطر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار».  


وأكد ضرورة الإنفاق والبذل والعطاء اقتداءً بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالبذل والإنفاق برهانٌ قاطعٌ ودليلٌ ساطعٌ على قوة إيمان الإنسان، والصدقة برهان، والسخى كما قال الرسول : السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ. داعيًا فضيلته إلى مضاعفة الكرم والجود خاصة على المحتاجين وما أكثرهم وعلى الفقراء وما أكثرهم وعلى أولى الأرحام وعلى كل الناس، لأن رسولنا كان أجود ما يكون فى رمضان، وأن نثق فى أن الله سيخلف على العبد مهما بذل ومهما ضاعف البذل، يقول رب العزة: «وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ».  وبين أهمية قراءة ومدارسة القرآن فى رمضان، وقد كان رسولنا  عندما ينزل عليه جبريل فى كل رمضان يدارسه القرآن، حيث كان الرسول يقرأ القرآن وجبريل يسمع، ويقرأ جبريل القرآن والرسول يسمع، فقراءة ومدارسة القرآن لها عظمة ولها مكانة، فقد قال الحق سبحانه: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا»، فالذين يقرءُون القرآن ويحبونه من الذين اصطفاهم الله، فعلينا فى شهر القرآن أن نحرص على تلاوة القرآن وعلى الاستماع إلى القرآن، لأن الرسول  كان يحب أن يستمع إلى القرآن من غيره، وكان يقول لعبد الله بن مسعود: «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ، قُلتُ: اقْرَأُ عَلَيْكَ، وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: إنِّى أُحِبُّ أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي»، وأشار إلى أنه ما كان صوم رمضان إلا شكرًا لله على نزول أجل نعمة إلهية فيه وهى نعمة نزول القرآن.


  وأضاف أننا ونحن هنا فى رحاب أزهرنا الشريف نتذاكر مع صلاة القيام ونتدبر تلاوة القرآن الجميلة التى تُقرأ بالصوت الخاشع فإذا بنا نهتدى بهداية القرآن، وإذا بنا ننصاع إلى القرآن، وإذا بنا يقلع من على معصيته من المعصية، لأن القرآن مفخرة تالدة ومعجزة خالدة، ورسولنا الكريم يقول: (ما اجتَمَعَ قَومٌ فى بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه.).

 وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن الإسلام نهى عن قتل النفس الإنسانية؛ إن كانت مسلمة أو غير مسلمة؛ أو أى شخص من أهل الذمة أو أهل الكتاب.


 وأوضح أن النبى  قال من آذى ذميًا فقد آذاني، وأنا خصمه يوم القيامة، وأشار إلى أن النبى نبهنا إلى أن العالم يجب أن يعيش فى أمن وأمان.


 وأشار إلى أن النبى «عليه أفضل الصلاة والسلام» عندما هاجر من مكة إلى المدينة عقد وثيقة إسلامية بين المسلمين وغير المسلمين؛ من أجل الحفاظ على الوطن ليكون وطنًا واحدًا  وأن النبى  شدد على أن من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس أو كلفه ما لا طاقة له به فأنا حجيجه يوم القيامة، كما أنه يكون خصمًا لمن يعادى واحدًا من أهل الكتاب، أو من غير المسلمين.  وقال إن مجيء الإسلام وحد الناس، وأطفأ نيران الحرب، وجمعهم الله حول النبى محمد «صلى الله عليه وسلم»، وأمرهم بلزوم الجماعة، وعدم التفرق، وأشار إلى أن الناس كانوا قبل الإسلام حيارى؛ وقامت حروب مهلكات لأدنى الأسباب.  وأوضح أن الله جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمنًا، يذهبون إليه ويرجعون مرة بعد أخرى، كما أنه موجود فى بلد حرام حُرّم فيه القتال.


 وأضاف أن الإنسان والطير لا يمسه سوء فى البلد الحرام، ولا يقطع نباته، أو شوكه، ولا تلتقط لُقطته «شيئًا أو مبلغًا ثمينًا»؛ إلا لمنشد أى من أجل إيصال الأمانة لصاحبها.  وقال إن الإسلام أمرنا حال الشقاق بين الزوجين إرسال حكم من أهل الزوج والزوجة؛ لكونهما حريصين على دفن ما يسيء للحياة الزوجية والمستقبل، مستدلا بقول الله تعالى «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا».  


 وأوضح أن الإسلام نادى الشباب على الزواج حال الاستطاعة، وتيسير أهل الزوجة على المتقدم إلى ابنتهم؛ لبناء بيت إسلامى ترفرف فيه أعلام الهناء والمودة والرحمة.

  
  وأوصى  بمخافة الله فى معاملة النساء والمعاشرة بالمعروف، لأنكم استحللتم فروجهن باسم الله وبأمانة الله وكتابه.  

 

اقرأ أيضا: «التعاون الإسلامي» تدين استمرار جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني

 

ترشيحاتنا