فى يومها العالمى .. مصر الرائدة فى عالم الموسيقى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄عمر خيرت: الموسيقى غيابها مثل الحياة بلا ماء أو هواء
◄ حلمى بكر: الموسيقى هى حياة المصريين ..والعامل المشترك لكل المشاعر

◄د.هدى زكريا: الموسيقى نتاج فنى مارسته كل الشعوب والجماعات الإنسانية
◄جودة هيكل: «طلع البدر علينا» بداية فن الإنشاد

 

إذا كان العالم يحتفل باليوم العالمى للموسيقى فى 21 يونيو كل عام، فإن قدماء المصريين عرفوا طريقهم إلى آلاتها وألحانها وكلمات أغانيها قبل 4000 سنة، وفى حين اعتمد القرآن الكريم على المقامات الموسيقية، والمقرئ يجهر بالتلاوة والتجويد فى جنبات المسجد، كانت الترانيم تصدح بالكنيسة المصرية، وتتغلغل فى فن الإنشاد الصوفى..

 

فى هذا التحقيق نسافر عبر الزمن لنشاهد تفوق فن النغم لدى أجدادنا القدماء، ونعود سريعا للوقت الحاضر فى محاولة لفهم الحالة المتردية التى وصل إليها الذوق العام، فرغم وجود أسماء براقة فى عالم الموسيقى مثل الفنان عمر خيرت الذى وصلت أصداء مؤلفاته الموسيقية إلى العالمية، اختفت «غرفة المزيكا» من معظم مدارسنا.

 

ولأن الموسيقى فن يرتقى بأذواق الشعوب وأحاسيسها، وهى جزء أصيل من المكون الحضاري، فإننا نحاول إيجاد حلول لدى الخبراء لعودة الريادة الموسيقية لمصر، خاصة فى ظل وجود قصور الثقافة المنتشرة بالمحافظات والتى يمكنها أن تكون منصة البداية للنهضة الموسيقية.

 

واليوم العالمى للموسيقى تم اختياره بعد المبادرة الفرنسية التى أطلقت عام 1982 تحت شعار «اعزفوا الموسيقى فى عيد الموسيقى»، ولكن المشاركة المصرية فى هذا العام ستكون هزيلة إذ تقتصر على حفلين غنائيين فقط فى أوبرا القاهرة والإسكندرية.

 

ويؤكد المؤرخ بسّام الشماع أن المصرى القديم عرف طريقه إلى الموسيقى قبل 4000 عام، وكان لديه اهتمام كبير بابتكار آلاتها التى تصدِّر أنغاما راقية، والدليل هو الجداريات التى تصوِّر ما يقوم به من عزف وغناء.

 

وأشار إلى لوحة فى المتحف المصرى بالتحرير منحوتة تظهر مجموعة من الرجال جالسين ومنهم من «يطرقع» بإصبعيه الإبهام والسبّابة وهو يرفع يديه للأعلى كأنه يقول شيئا لمَنْ يجلس أمامه فى الفرقة الموسيقية، وتُفسَّر هذه الحركة بأنه يطلب منه الاستمرار فى تنفيذ اللحن، وهى حركة تخرج من مايسترو، وفى اللوحة نشاهد الناى بنفس تفاصيله الحالية لدرجة أن إدارة المتحف أحضرت نايا حديثا ووضعته بجوار المنحوتة لتوضح مدى التطابق بينهما.

 

ويتابع: اخترع المصرى القديم آلة موسيقية عبقرية، عبارة عن ناى مزدوج منفصل عن بعضه يخرج من فم العازف على شكل رقم 8، بحيث يتمكن من العزف على 2 ناى فى الوقت نفسه بفم واحد، كما اخترع الدف ويُعتقد أنه تم أخذه من أفريقيا، والطبول منحوتة على جدران معبد الأقصر حيث توجد الطبلة الأفريقية الطويلة.

 

ويشير بعض الجداريات إلى أن الدُف أصبح أداة معبدية مرتبط بالديانة، فعندما ندخل معبد دندرة بقنا، نجد جدارا طويلا منحوتا عليه بالكامل منظرٌ مكرر للإلهة «حوتحر» أو حتحور معبودة الغناء والموسيقى والإنشاد فى صورة امرأة تعزف على الدف والشخشيخة، فيما أصبحت الشخشيخة الخاصة بـ«حوتحر» طقسية مرتبطة بالطقس، ووجدنا مناظر ضخمة للشخشيخة أكبر من الدف.

 

وبدراسة معبد دندرة لوحظ أن وجود الموسيقى فيه مرتفع جدا، وعند البحث عن أصل كلمة دندرة فى الهيروغليفية وُجد أنها «طا ان طايرة» أو «أرض المعبودة طايرة»، فالكلمة نفسها موسيقية. مشيرا إلى وجود علاقة قوية بين الموسيقى والغناء والحب لدى المصرى القديم، لأن «حوتحر» كانت معبودة الحب وفى الوقت نفسه إلهة الغناء والموسيقى.

 

ومن دندرة إلى بنى حسن بالمنيا يأخذنا الشمّاع إلى منظر ملوَّن على مقابر منحوتة لفرقة موسيقية تلعب «الهارب» فى العصور الوسطى أى قبل3000 عام، وكل أعضاء الفرقة نساء، وهو ما بدأ فى الظهور حاليا، ولفت انتباهه إحدى العازفات التى تلعب على الهارب فهى تعزف وفى نفس الوقت تقوم بإرضاع طفلها وحالة من الفرحة والراحة تعم الجميع، مؤكدًا أن آلة الهارب اختراع مصرى وليس يونانيا، وتم تصغيرها إلى هارب صغير أو جيتار صغير (قيثارة)، وكل هذا مرتبط بمصر القديمة وليس اليونان، وكان قبل وجود أثينا.

 

أما «الجنك» فهو آلة موسيقية كان المصرى القديم يردد على إيقاعها الأشعار والأغاني، وفى البرديات القديمة وضعوا كلمات الأغانى ولم يضعوا نوتات الألحان التى لم تكن اكتشفت بعد.. كما اخترع المصرى القديم آلة يتم استخدامها حاليا فى الصين واليابان أثناء تشجيع مباريات كرة القدم، وهى عبارة عن منحوتات من العاج على هيئة ذراع وأصابع تأتى فى قطعتين تمسك فى اليد ويتم التصفيق بها.

 

حياة المصريين
فيما يقول الملحن حلمى بكر، إن الموسيقى هى حياة المصريين، وكما يعبّر المواطن عن الفرح والحزن بالدموع والضحك، فالموسيقى هى العامل المشترك لكل المشاعر، ولكن عندما نضل الطريق فللأسف تجذبنا الموسيقى إلى الهاوية بسبب اختياراتنا السيئة، وإذا كنا نضحك على بعض فالغلبة لمن يضحك أخيرا.

 

ويأسف بكر لأننا نسير فى طريق بعيد عن الارتقاء بالذوق، والدليل كثرة من يسمعون الرخيص من الكلمات والأصوات والألحان السيئة، معتبرا أن هذه الموسيقى الرديئة وقتية حتى إن طال أمدها.

 

ويرى أن حفلات الأوبرا دائما كاملة العدد لأن عدد المقاعد بالكاد يكفى المستمعين الحقيقيين الذين يبحثون عن الجودة، والحل يأتى من قصور الثقافة بالمحافظات والممتلئة بالإبداعات والفنون، فهى البداية الحقيقية لإظهار المواهب الدفينة، وقال إنه لفت نظر وزيرة الثقافة أكثر من مرة لهذا ولكن لم يحدث أى تغيير حتى الآن، كما طالب بتخفيف الضرائب على الحفلات التى تتبنى الشباب والمواهب الحقيقية.. مشيرا إلى أن الموسيقى تؤثر فى ثقافة الناس وتفكيرهم وأسلوب حياتهم، فهى اللغة الوحيدة فى العالم التى يُتفق عليها فى التخاطب.

 

تعبير عن التعايش
وترى الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع، أن الموسيقى نتاج فنى مارسته كل الشعوب والجماعات الإنسانية فقراءها وأغنياءها، متعلميها وأمييها، الجميع لديه رغبة وحالة فطرية نحو الغناء أو سماع الموسيقى، لأن الإنسان تكتمل إنسانيته بالموسيقى، فلا يمكن أن يصبح إنسانا كاملا إلا إذا مارس أو أحب أو استمع إلى الموسيقى، كما أن بعض الحيوانات والنباتات تعيش وتنمو سريعا بفضل الموسيقى، وهناك نوع من الزهور تتفتح بسماع الموسيقى، وحيوانات تسعد بسماع الموسيقى مثل الثعابين والخيول، فالموسيقى تشكل جزءا كبيرا من الإنسانية وترفع شأن بعض الكائنات الأخرى.

 

وتوضح: قبل التاريخ كان المصريون يعيشون فى الغابات المطيرة بالبحر الأحمر على الجمع والالتقاط حتى جفت الغابات، فنزحوا نحو الماء، وانتقلوا للعيش على ضفاف نهر النيل، ولم يكونوا منتظمين فى البداية ولم يكن هناك ضوابط، فبدأ من يزرع بشكل بدائى ومن لم يصل إلى مناطق زراعة، ومن لم يمتلك زراعة أصبح يهدد من يمتلك الزراعات، وهذا التهديد والارتباك أدى لنشأة صراعات طويلة جعلت الحياة غير مستقرة لكلا الطرفين، ولا نعلم المدة الزمنية لهذه الصراعات لأن التاريخ لم يسجلها.

 

وبعد فترة لا نعلمها حدث نضج سياسى واتفقوا على التصالح فقاموا بعمل أول عقد اجتماعى فى التاريخ، واتفقوا على وقف الصراعات ووضعوا مبادئ أخلاقية، وتم تدوين هذا العقد على جدران المعابد فيما عُرف بـ«قانون ماعت» الذى يقول: لا أنظر لزوجة جارى ولا ألوث ماء النهر ولا أسبب أذى لإنسان أو حيوان»، ومن هنا بدأت الموسيقى التى كان يعزفها الفلاح المصرى قديما وكانت سببا فى الراحة النفسية والسعادة وإنتاج البهجة، ورُسمت أدوات الموسيقى على المعابد، وكل هذا جعل الشعوب والقبائل المتمدينة تمتلك موسيقى، بينما عدم وجودها يدل على أن هناك شعوبا وجماعات متوحشة تعيش على القتل.

 

وتضيف: بمرور الزمن والتطور التكنولوجى، ظـــهرت أدوات جـــديـدة للموسـيقى، ومـــع الموسيقى ظهرت الأناشيد التى تعتبر رموزا للدول مثل السلام الجمهورى أو الملكى الذى يقف له الناس احتراما وتقديرا، وفى العصور الحديثة ظهر كتاب «الأغانى» للأصفهانى الذى يصف المغنين والمغنيات وقت الخلافة العباسية والأموية، وكانت هناك شهرة خاصة للموسيقيين ممن يعزفون ويغنون، وكل الشعوب عبَّرت عن شخصيتها وملامحها ومستواها العلمى والثقافى من خلال الألحان الموسيقية.

 

وفى العصور الحديثة انتعشت الموسيقى، وكان سيد درويش أحد علاماتها، وفى الوقت نفسه كانت الكلمات راقية ومعبرة عن الوطنية، وعن مكونات الشعب المصرى من مسلمين ومسيحيين ويهود، كما غنت الطرق الصوفية قديما للدير، وكتب الكلمات ابن الفارض مدّاح الرسول صلى الله عليه وسلم وسلطان العاشقين، الذى قال «محمد خير خلق الله»، وهو نفسه من قال «هنيئا لأهل الدير فى حضرة القدس».

 

وتابعت: كان تطور الموسيقى فى مصر أسبق من باقى الدول العربية بحكم النضج والتقدم، وظهر فى القرن العشرين موسيقيون عالميون، رغم وجود بيتهوفن وغيره إلا أن الموسيقى ظهرت فى أوروبا بعد عصر النهضة وإسقاط الكنيسة الكاثوليكية التى قيل إنها مارست سيطرة سياسية وإنسانية بالغة السوء على الشعوب.

 

وأشارت إلى الناس يستمعون للموسيقى وينسجمون معها، فهى تعبر الحدود، وبدأت تظهر معاهد لدراسة الموسيقى، والعزف على الآلات، ولدينا فى مصر عدد من الأغانى الوطنية والعاطفية يفوق الآلاف.. وفى قرى الصعيد ظهر مغنى السيرة وأبوزيد الهلالى على الربابة، وأحبه الناس وظلوا يرددون معه القصص والحكايات، وسير الشخصيات التاريخية، وهناك فترة حاول فيها البعض الاعتداء على هوية المصريين ووطنيتهم عن طريق منع الموسيقى والأغانى وتحريمها.

 

وتشرح: المرحلة الخطيرة كانت عندما ظهر أحد الشيوخ وهو الشيخ كشك، وهو يسخر من الفنانين وأغنياتهم وشخصياتهم وشكلهم، ليعبر عن فكر متطرف دفع بالموسيقى إلى الهامش الاجتماعى، ومع خروج الموسيقى والأغانى من الباب دخل التطرف من النافذة! وقالت: إذا أردنا تشويه الإنسانية نبدأ بضرب الفن، الذى يصنع قيمة اجتماعية وفنية.

 

روح الإنشاد
فيما يقول المنشد جودة هيكل، مؤسس فرقة الحضرة، إن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان يحب أن يستمع للقرآن من الأصوات الجميلة، وأضاف: إذا نظرنا للموسيقى فى الغرب سنجد أنهم يستخدمونها كعلاج، ونحن لدينا قاعدة فقهية تقول إن الشيء الذى لا يضر لا مشكلة فيه، وإذا قلنا «ما كان كثيره مسكر فقليله حرام»، وإذا قام شخص واحد بشرب اللبن وهو ليس مشروبا محرما ولكن سيسكره هو فقط فهو حرام عليه، وفى نفس الوقت الموسيقى إذا أدت إلى فجور ومفسدة فهى حرام، ولكن إذا كان لها مفهوم ومعنى آخر فالكلام سيختلف.

 

ويشرح: هناك غذاء للروح، وغذاء للجسد، وغذاء للوجدان، وعندما نستمع للموسيقى نجد أنها تخاطب الروح والجسد والوجدان، ومثلا نستمع للناى الحزين فننسجم معه، وبالتأكيد لا يصل بنا إلى أى نوع من الفتنة، إذن فهو حلال حتى لو ظاهره حرام، مضيفًا كان جلال الدين الرومى يسمى الناى «نار»، وعندما يأتى العازف يقول» «له اعزف يا نار»، لأن العازف يخرج كل مواجيده فى صورة عزف على الناى الحزين، وهنا الفهم للمعنى يريح، ولكن هناك من يعترض لمجرد الاعتراض أو التشدد للتشدد.

 

وقال: عندما يدخل الشخص إلى عالم التلاوة والتجويد لابد أن يكون لديه علم  بالمقامات الموسيقية، لأن المقامات لغة يشترك فيها العالم كله، وهى عبارة عن نغم ينتقل من مقام لمقام يؤدى لتحسين الأداء وتوصيله فى صورة مبسطة جميلة مريحة، ويأتى فى آيات العذاب يشعرك بمعناها وكلماتها، وآيات الجنة والبشرى نشعر بها عن طريق لحنها، إذن النغم قادر على إشعارنا بالحزن والفرح ويعبر عن الحالة.

 

وعندما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة تم استقباله بنشيد «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، ما جعل بعض المؤرخين ينسبون بداية ظهور الإنشاد الدينى لهذا الحدث، ويظهر بعد ذلك شعراء ومداحون، وكان النبى يستمع لهم ويطلب منهم إلقاء الشعر ويستحسن الأصوات، واختار سيدنا بلال ليؤذن بسبب حلاوة صوته، ويطلب من عبدالله بن مسعود أن يقرأ له القرآن، ومن هنا بدأنا نعرف الإنشاد الصوفى الإسلامى.

 

ترانيم الكنيسة
ويذكرنا نجاح زكى، رئيس الشماسين بكنيسة سانت تريز للأقباط الكاثوليك بالمنيا، بأن المسيحية دخلت إلى مصر وكان الناس معتادين على الكهنة القدماء وطريقة الترانيم الفرعونية، وانتقلت هذه النغمة للغة القبطية خاصة فى الصلوات الجنائزية ومستمرة حتى الآن.

 

وقال: بدأت الكنيسة فى الترانيم بمزامير داود النبى، وبدأ هذا التطور فى أخذ أشكال أشعار يقومون بترنيمها، والقسيس فى مصر قديما كان يجب أن يكون يونانيا لأن الإنجيل مكتوب باللغة اليونانية فقط، وكان اليونانيون فى مصر من يتولون الدرجات الكهنوتية، والشعب يتحدث اللغة القبطية، ومن هنا جاء دور الشماس الذى يترجم ما يقوله القس اليونانى للقبطية، وبعد دخول الإسلام مصر وتعميم اللغة العربية أصبح الشماس يترجم اللغتين اليونانية والقبطية للعربية العامية.

 

وتابع: استمرت الترانيم عن طريق شخص يطلق عليه المعلم أو العريف، وهو من يرأس مجموعة المرنمين، وقامت الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر بعمل مدرسة للمرنمين، وعن الآلات الموسيقية فى الترانيم يقول نجاح: كان هناك «الدربوكة» وبعد ذلك دخل الناقوس ثم الجيتار وكان حينها يشبه الربابة، وأصبح الناقوس شيئا أساسيا فى الكنيسة الأرثوذكسية، وهذه الآلات مستمرة حتى الآن، عدا بعض فرق الترانيم التى بدأت فى عدم استخدام الموسيقى مطلقا، أو بعض العازفين كونوا فرقة للإنشاد الدينى المسيحى.

 

أما فيما يخص الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فقد خاف الكاثوليكيون المصريون من إحداث أى نوع من التطور حتى لا يتم انتقادهم لأنهم يمتلكون بيانو أو أورج، لكن الوضع حاليا اختلف، وبدأوا يسمحون بدخول أى آلات يرغبون فيها وفقا للحالة المادية للكنيسة.

 

وقال: التطور الذى حدث هو انتشار القداسات بشكل كبير وتقديم كل موسيقى قداسا بصوت ثم صوتين ثم أربعة أصوات، وهذا ما يحدث حتى يومنا هذا فى كنيسة سان جوزيف بوسط البلد أو الكنائس اللاتينية مثل سانت فاتيما بمصر الجديدة، ولكن عام 1960 وقت مجمع الفاتيكان الثانى قالوا إنه على كل دولة أن تقدم القداس بلغتها حتى يستطيع الجميع المشاركة فيه.

 

ويشرح: فى الكنيسة اللاتينية كانوا يستخدمون الأورج القديم وكان صعبا للغاية، وصوته جهورى وكان بالمنفاخ فى البداية بعد ذلك أصبح إلكترونيا، ثم تم الاستغناء عنه نظرا لصعوبة التعامل معه وأدخلوا الأورج العادى ثم الجيتار والكمان والفلوت وآلات موسيقية عادية، أما البروتستانت فقد اهتموا بالترانيم واستخدموا فيها البيانو أو الأورج، مضيفًا أن الموسيقى فن إلهى فكلما وصل الإنسان لحالة النشوة من الصلاة والترنيم كان أقرب إلى الله.

 

نجوم الموسيقى المصرية

وقد عرفت مصر عبر تاريخها الحديث عدداً كبيراً من الأسماء اللامعة فى مجال التلحين والتأليف الموسيقى وارتقت بهذا الفن إلى فضاءات أكثر رحابة وتأثيراً فى الوجدان، لعل أبرزهم بليغ حمدى، ومحمد عبدالوهاب، ومحمد سلطان، ورياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد فوزى، وزكريا أحمد، وياسر عبدالرحمن، وجمال سلامة إلى جانب القامة الفنية الكبيرة عمر خيرت الذى لا يزال يمتعنا بأعماله المتميزة وقد أوضح فى أحد البرامج التلفزيونية أن الموسيقى مهمة للبشر، فهى فن صعب بل من أصعب الفنون لأنه يتعامل مع الحس والوجدان دون أن يكون مرئيا أو ملموسا كالرسم، والموسيقى تخاطب الأحاسيس والروح، ومن حسن حظه أن منحه الله هذه الموهبة، وذكر فى كتاب له أن «العالم بدون موسيقى كأنه حياة بلا ماء أو هواء».

 

اقرأ أيضا: السياحة والأثار تحتفل بيوم الموسيقى العالمى


 

ترشيحاتنا