كثيراً ما يحدث خلاقات عائلية بين الاخوة والاخوات بسبب الميراث وخاصة فى حالة حقوق الاخت المتزوجة من ميراث ابويها وتتحكم العصبية المتخلفة فى تسيير الامور لتنشأ بين الاخ واخته عداوة وبغضاء وخصوصا اذا تعلق الميراث بالاشياء العينية كالمبانى والاراضى الزراعية ويرى بعضهم ـ ضلالاًـ ان البنت لا تستحق ان تأخذ ارض ابيها لزوجها وفى احسن الاحوال يمكن تعويضها بالمال لذلك نرى ان انتشار تلك العادة البغيضة فى الاقاليم بالوجهين البحرى والقبلى اكبر منها فى المدن والحضر الذي يتمتع اهلهما بالعمل الميرى وتدخل الحكومة فى توزيع الميراث "مكافأة نهاية الخدمة والمعاش "على مستحقيه.
فلوس اه .. اطيان لأ
فى البداية تقول ليلى صابر موظفة : اننى تعرضت لظلم بيِّن من اخى الذى استولى على حقي فى ميراث ابى بحجة اننى متزوجة من شخص غريب فى حين ان اختى الصغري المتزوجة من ابن عمنا الاكبر حصلت على نصف حقها والباقى اموالاً وليس اطياناً او بيوت وحتى لا اخسر اخى رضيت بالامر وقام بحساب قيمة حقى بالنصف والاغرب اننى اخذتها على مراحل.
دين جديد
كما تقول زينب النشار: اننى مقاطعة لاخى الذى ظلمنى فى حقى من ميراث ابي وبيننا قضايا فى المحاكم منذ عدة سنوات بعد ان سلب حقى وامتنع عن تسليمى ميراثى الشرعى رغم العديد من محاولات الصلح ولكنه متبع سبيل الشيطان متمسكاً بعادات بعض الاسر حيث ان هناك عائلة كبيرة فى القرية مشهور عنها عدم اعطاء بناتها ميراثاً واكد كبيرهم على ذلك مضيفاً ان عائلته لن تعطى اي ارث لبناتنا المتزوجات من خارج العائلة وفى المقابل ايضاً لن نقبل ميراث اى زوجة لابنائنا الرجال .
بعد فوات الاوان
وتذكر أحمد وشقيقته هناء السيد ما حدث لهما من قبل خالهما حيث يقول احمد كنت فى العاشرة من عمرى وكانت شقيقتى فى السادسة من عمرها وعاصرت خلافات امى واخيها على الميراث ومع نفوذ خالى اجهضت كل محاولات والدتى المرحومة لاخذ حقها فى الميراث ومن راتب والدنا البسيط تعلمت انا واختى وانقطعت صلتنا باهل امى بما يزيد على 25عاماً توفيت والدتى قبل نهايتها بعامين وبعد وفاة امي بحوالى خمس سنوات فؤجئنا بزيارة خالى الكفيف والذى لم نعرفه فى بادئ الامر ليخبرنا بانه اصيب بالعمى بعد وفاة والدتى باسبوع والاعجب من ذلك انه جاء ليخبرنا بوفاة ابنه الوحيد وزوجته وابنائه فى حادث سيارة منذ شهر وان المرحومة والدتى تاتيه يومياً فى المنام مبتسمة تارة وباكية تارة اخرى دون ان تحدثه بكلمة واحدة وطلب منى ان اقوم بزيارته انا واختى لاستلام ميراثنا بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً عاد الينا حقنا المسلوب.
تأكيد الفتوى
وفى هذا الصدد ومنذ اياماً قليلة أعادت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، نشر فتوى خاصة بحرمان المرأة من الميراث، حيث أجابت الدار على سؤال نصه: "ما حكم حرمان المرأة من ميراثها؟".
وقالت دار الإفتاء المصرية: حرمان الوارث من الميراث بعد ثبوت حقه فيه حرامٌ شرعًا ومن كبائر الذنوب؛ لقول الله تعالى بعد ذكر تقسيم الميراث: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۞ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 13-14]، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ».
وتابعت الدار: "وهو في حق المرأة أشد، بل هو من مواريث الجاهلية؛ حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: حَقَّ الْيَتِيمِ، وَحَقَّ الْمَرْأَةِ»، ومعنى «أُحَرِّجُ»: أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا."
الجزئيات على حساب الالولاويات الشرعية
ومن جانبه جانبه يقول الدكتور احمد كريمة استاذ الشريعة بجامعة الازهر ان نصوص المواريث من الايات والاحاديث النبوية الشريفة على ان الميراث"فريضة" "وصية""يوصيك " تلك حدود الله" وعلى ضوء ذلك فالورثة للميت اذا تحققت فيهم شروط الارث واى اخلال بما نص عليه الشرع يعد تعدياً لحدود الله عز وجل اياً كان الاخلال "كتبديل الارث العينى بالنقدى او العكس وهذه الجريمة المنكرة تحتاج الى استنفار من المؤسسات الدعوية والتعليمية والاعلامية بجانب مساهمات مؤسسات المجتمع المدنى المعنية بقضايا المرأة وهى الحاضر الغائب وما يفعله بعض الناس فى الصعيد والبوادى والارياف ظلم وعدوان ينبغي ايقافه بكل السبل وللاسف ساهم فى انتشاره اهل الغلو والتنطع فى عدم المعالجات للامور الشرعية الهامة فى حياتنا وفتح الابواب للبرامج التافهة من تفسير الاحلام وغيرها من المتسلفين والمتصوفين وقد تركوا الاولاويات والمهم وجروا المجتمع الى جزئيات الجزئيات.
