أخر الأخبار

فيصل مصطفى يكتب: الولع الغربى بالحضارة المصرية

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

ما زالت الحضارة المصرية القديمة ، تُبهر العالم ، وتُقدم الجديد كل يوم تقريبا ، رغم مرور آلاف السنين على انتهاء دورها واختفائها من الوجود ، إلا أن الولع الغربى والعالمى بشكل عام بهذه الحضارة لم ولن يتوقف .

فقد أبرزت الصحافة الغربية مؤخرا ، إكتشاف علمى مثير ، متمثل فى قيام علماء الغرب المتخصصين فى الآثار فى الكشف عن زيت خشب الأرز ، باعتباره واحدا من أهم المواد المستخدمة فى علم التحنيط ، ذلك العلم الفريد المثير الذى أتقنه القدماء المصريون ونجحوا فى تحنيط كثير من الشخصيات المصرية القديمة سواء من الحكام أو الكهنة أو العلماء أو حتى صغار الجنود والعمال والموظفين ، وما زال هذا العلم الرهيب غامضا على البشرية حتى الآن ، والتى ما زالت منبهرة بهذه الأجساد المحنطة حتى يومنا هذا ، والذى ما زالت محتفظة بوضعها وكأنها ماتت أمس ، بل أن هناك العديد من التوابيت والجدران والمعابد القديمة ما زالت تحتفظ بألوانها القوية المبهرة وكأنها قد تم إنتاجها أمس فقط ، رغم مرور آلاف السنين على إنشائها وتصنيعها .
ولعل العلماء يستطيعون الوصول إلى سر التحنيط من خلال هذه المادة وقد لا يستطيعون التوصل إلى السر الكامل ، لأنه ربما يكون علم التحنيط قد قام ، وهذا هو الأرجح على العديد من المواد المستخدمة التى ربما توصل العلم الحديث إلى بعضها ولم يتوصل إلى أغلبها .
وأيا كانت النتيجة ، فإن ما يهمنا هُنا كأحفاد للمصريين القدماء أن نُشيد بهذا الجهد والإكتشاف ، وأن نفتخر باستمرار الإهتمام العالمى بآثار وحضارة المصريين القدماء وعجز علماء العصر الحالى عن الوصول إلى أسرار معقدة للحضارة المصرية القديمة رغم التقدم العلمى المذهل الآن .
وما يهمنا أيضا كبشر ننتمى للإنسانية  أن يُستغل ويُستثمر هذا الكشف وهذا هو الأهم من وجهة نظرى فى مزيد من التقدم العلمى فى علاج الأمراض المستعصية الآن أو فى التصدى لبعض الأمور التى تعوق تحقيق معدلات قياسية فى الإنتاج الزراعى والصناعى مثلا أو ينعكس إيجابا على تحسين المنتج النهائى سواء كغلة زراعية أو منتج صناعى أو يُسهم فى تحقيق مزيد من الثورات الطبية تماشيا مع الإكتشافات الحديثة التى ظهرت فى الأعوام الماضية مثل الخلايا الجذعية وغيرها من الأمور الطبية المعقدة . 
وأيضا ما يهمنا كمصريين أن يُترجمْ هذا الإكتشاف الهام إلى مزيد من التدفق السياحى على مصر ومزيد من التدعيم لاقتصادنا الوطنى وأن يزداد الاهتمام بمصر وثقلها ووزنها ودورها فى الماضى والحاضر ، بما ينعكس بالإيجاب على مجمل شعبنا ووطننا .
أتمنى أن يتابع علماؤنا فى الداخل هذا الإكتشاف الهام بالتواصل المستمر مع نظرائهم فى الخارج ، ويجب أن نكون ملمين بكل ما له علاقة بحضارة الأجداد ، وأن نستخدم هذا الإكتشاف الجديد فى تنمية الأبحاث العلمية فى الداخل سواء فى مجال الإنتاج الزراعى والصناعى والغذائى أو فى مجال التقنية الطبية أو ربما فى مجالات علمية أخرى أهم وأخطر .
[email protected]

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : لفتة ربانية

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : "رمضان" وغزة الجريحة
  

ترشيحاتنا