أخر الأخبار

تضامنا مع أطفال غزة.. إلغاء احتفالات أعياد الميلاد هذا العام

كنيسة المهد ببيت لحم
كنيسة المهد ببيت لحم

فى آخر أيام العام الميلادى، كانت تُقام الاحتفالات بأعياد الميلاد للطوائف المسيحية، ولكن مع استمرار العدوان على غزة، أعلنت البطريركية ورؤساء كنائس مدينة القدس إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد لهذا العام مع الإبقاء على الصلوات والشعائر الدينية، ومن داخل كنيسة المهد وسط مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، قُرعت الأجراس وأقيمت الصلوات من أجل إنتهاء الحرب في قطاع غزة..

 

وبسبب تصاعد الأحداث فى غزة، تقرر عدم إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد، كما هو المعتاد واستبدالها بمجسم يبرز الدمار في القطاع، قام بصنعه الفنان الفلسطيني طارق سلسع مجسم، وحملت هذه المجسمات رسالة للعالم، وهى أن قوات الاحتلال تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم، وأقامت بلدية بيت لحم، والمجتمع المدني مغارة أسمتها "الميلاد تحت الأنقاض"، في ساحة المهد بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، بهدف إيصال رسالة للعالم لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.

مسقط رأس السيد المسيح
تعتبر مدينة لحم، هى مسقط رأس السيد المسيح، ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم، إلى مدينة بيت لحم، أواخر شهر ديسمبر/كانون أول، من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة المهد التي أقيمت فوق المغارة، التى وضعت بها السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، طفلها المسيح عيسى عليه السلام فيها.

 

بيت لحم
مدينة بيت لحم، من المدن الفلسطينية المشهورة التي لها مكانة مهمّة عند المسيحيين، وتقع بيت لحم على بعد إثنين كيلو متر جنوب مدينة القدس أي في الضّفة الغربية، وتعتبر مدينة بيت لحم من أقدم المدن وتضم العديد من الكنائس القديمة، وتعاقبت على هذه المدينة الكثير من الحضارات القديمة مثل الكنعانيين، الآشوريين، الآراميين، والسّريانيين.

 

المكانة التاريخية
يعود تاريخ بيت لحم إلى ما قبل الميلاد، وكان أول من سكنها هم الكنعانيين، وسُميت بيت لحم بهذا الإسم نسبة إلى آلهة الكنعانيين لحمو التي ترمز إلى الخصوبة، وتحتل مدينة بيت لحم مكانةً تاريخيةً مهمةً بسبب الإعتقاد السّائد بأن المسيح عيسى عليه السلام وُلد فيها، ولهذا السّبب أشتهرت مدينة بيت لحم منذ ذلك الوقت بمكانتها عند المسيحيين، حيث تحتضن الكهف الذي وُلد فيه عيسى عليه السّلام، وقد بُنيت كنيسة المهد في عهد الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الرّوماني قسطنطين الأول وكان ذلك في سنة 326م. 

 

اعتداءات
تعرّضت مدينة بيت لحم للكثير من الإعتداءات مثل الغزو الفارسي، والغزو الرّوماني، وبعدها تم تحريرها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد ذلك سقطت في يد الصّليبين وتمّ تحريرها في عهد صلاح الدّين الأيوبي بعد معركة حطين، وخضعت أيضاً تحت حكم المماليك ومن ثم الحكم العثماني، وبعدها للغزو البريطاني الذي قام بتسليم فلسطين كاملةً إلى الغزو اليهودي الصّهيوني. 

 

معالم بيت لحم
تشتهر مدينة بيت لحم الأثرية ببعض المعالم، منها "كنيسة المهد"، وهى واحدة من أقدم الكنائس الموجودة في العالم، وسُميت بذلك نسبة إلى مهد المسيح عليه السّلام الذي وُلد فيها، وتتميز كنيسة المهد بالطّراز الرّوماني أي شبيهةً بالمعابد والهياكل الرّومانية، وتحتوي الكنيسة على المغارة التي ولد فيها المسيح، وتتزين بالرّخام الأبيض الذي يغطي أرضيات صحن الكنيسة من الدّاخل، ويحيط بالكنيسة التي تقام بها الصّلوات الكثير من الأديرة التي تعود إلى مجموعة من الطّوائف المسيحيّة، أما "مغارة الحليب"، فهي مغارة مقدسة لدى الطّوائف المسيحية وتقع على الجهة الجنوبية الشّرقية لكنيسة المهد، وسُميت بذلك لإنّه المكان الذي كانت مريم عليها السّلام ترضع فيه المسيح عليه السّلام، وتحتوي المغارة على صخرة بيضاء اللون رمزاً لحليب مريم العذراء. 

 

أيضا من المعالم يوجد، "آبار النّبي داوود"، وسُميت بذلك نسبة إلى النّبي داود عليه السلام الذي وُلد أيضاً في مدينة بيت لحم الذي تشتهر بوجود الآبار فيها، ويُقال إنّ النّبي داود عليه السّلام قد شرب من مياه هذه الآبار، وتقع هذه الآبار إلى الطّرف الشّمالي لبيت لحم. 

 

و"دير مار سابا"، تم بناء هذا الدّير من قبل القديس اليوناني سابا عام 482م، وهذا الدّير مشهور جداً بمنع النّساء من دخوله، وهو تقليد سائد تمّ المحافظة عليه من القديسين الذين يحافظون على هذا الدّير، ويقع هذا الدّير على بعد إحدى عشرة كيلو متر من دير بن عبيد أي في المنطقة المقابلة لوادي قدرون.

 

ويرجع تسمية مدينة بيت لحم لهذا الإسم، إلى اسم مدينة جنوب القدس هو بيت إيلي لحاما، أي بيت الآلهة الوثنية لحاما لدى الكنعانيين، ويعني الهة الخير والخصب، وعرفت فيما بعد ببيت لحاما ثم إفراتا أي الخصبة وهي كلمة آرامية ومنهم من قال كلدانية، أما بيت بالعربية فهي تعني مكان المبيت أو السكن ولحم جاءت تعبيرا عن خصوبة مراعيها وكثرة ماشيتها.

   

اقرأ أيضا: كيف يمكن مواجهة الأثار النفسية المترتبة على حرب فلسطين؟


 

ترشيحاتنا