العمارة الشعبية والفنون والنهر الخالد يعانقون عروس أسوان «النوبة»

أسوان صورة أرشيفية
أسوان صورة أرشيفية

هى بلاد الذهب، حيث نجد اسم النوبة في اللغة القبطية "نب"، فهى المنطقة التي كان قدماء المصريين يجلبون الذهب من مناجمها، ولهذا السبب سميت "بلاد الذهب".


يشير المهندس فاروق شرف خبير الترميم الدولي في دراسة له إلى أن أبناء النوبة حافظوا على طابعها الحضاري منذ 5000 عام، وتعتبر البيوت أحد معالم هذا الجمال الذي تزيد روعته يومًا بعد يوم.

ويوضح أن البيوت النوبية" واحدة من أجمل المواقع السياحية فى مدينة أسوان، ويحرص السائحون على زيارة هذه الأماكن والاستمتاع بالأجواء الطبيعية والبيئية الساحرة، لأنها تعد بمثابة قبلة للسياحة الدولية والمحلية.


واستطاع أبناء النوبة أن يستغلوا الطبيعة الساحرة، وحولوا بيوتهم إلى تحفة فنية على ضفاف نهر النيل، من خلال تلوين واجهة البيوت بألوان زاهية تعكس الطبيعة النوبية القديمة، بجانب استخدام الفلكلور النوبى فى جذب السائحين إلى القرى النوبية، ومن خلال توفير "جو بيئى" وسط طبيعة الخلابة.


ويلقى خبير الآثار  الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن البيوت النوبية تتميز بتصميمها الهندسي المريح، وألوانها البراقة، وكذا النقوش التي تزين جدرانها، سواءً من الداخل أو الخارج، لتكتمل اللوحة الفنية بإطلالتها البديعة أمام صفحة النيل، وشيدت هذه المنازل من الطوب اللِبن مكونة من طابق واحد أو اثنين، وذات عمارة لها طابع خاص لا يتكرر في أي مكان آخر، بل يحمل خصوصية الجمال في بلاد الذهب، فالعمارة النوبية تعكس حضارة عريقة تعبر عن البيئة المحيطة في هذا المجتمع.


كما تضمنت الدراسة رصد معالم جزيرة هيسا بالنوبة التى تقع شرق أسوان وهي من أقدم الجزر النوبية، ما بين السد العالي وخزان أسوان بجوار معبد فيلة وتم اختيار الجزيرة لإقامة الحفلات الثقافية والفنية لتنشيط السياحة والمهرجانات والمسابقات .


يعود الاسم إلى الملك «هيس» أحد أهم ملوك الأسرة السابعة، وتتكون تلك الجزيرة مما يقرب من ستة نجوع، ويتم تسمية كل نجع على اسم القبيلة التي تقطنها، وتتميز تلك الجزيرة بالعديد من المناظر الخلابة، التي تجعلها من أحلى المدن في محافظة أسوان على الإطلاق.


وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن الجزيرة كانت بمثابة مدافن للكهنة والكاهنات الذين كانوا يعملون في جزيرة «هيسا» وجزيرة «فيلة» القريبة جدًا منها، حيث كانتا منجمًا طبيعيًا لاستخراج الحجارة والأخشاب، التي كانت تنقل فيما بعد عبر النهر لبناء هرم سقارة.


وتتميز بيوت جزيرة «هيسا» بألوانها الناصعة، وتتوزع على صخور الجبل الصغير في تناسق جميل، يحيطها جمال آسر ونقاء من الصعب أن تجده في مكان آخر، كما أن الجبال والنهر تحيطهما من جميع الجهات، مما جعل نسبة التلوث تقل ونقاء الهواء يزداد، وهو مناخ صحي خال من الأمراض خصوصًا لمرضى الروماتيزم وأوجاع المفاصل، فالجزيرة دافئة شتاءً حارة صيفًا.

 

البيوت مزينة من الخارج والداخل برسوم ذات ألوان زاهية، ومطعمة بأحجار من الجبل لإضفاء البهجة، كما تجمع في عمارتها النماذج المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، وتشتهر الجزيرة بصناعة الفخار من طمي النيل، وصناعة الإكسسوارات النوبية التي تتحلى بها النساء من الخرز الملون وتطعيمها ببعض رسومات البيئة المحيطة بهن من نباتات وحيوانات وطيور، ورموز شعبية مثل الكف والعقرب، كما تنتشر بالجزيرة زراعة البامية والبازلاء واللوبيا والفول السوداني والنخيل.


تسحرك بالجزيرة الأكلات النوبية .. من الزمن الجميل القديم الجميل وتعليم اللغة النوبية ... ومشاركة الأطفال فى حفلات السمر .. ويوجد منتجات نوبية من مشغولات يدوية من أهل الجزيرة
ويعمل أبناء النوبة، فى تربية التماسيح داخل أقفاص فى منازل غرب سهيل، كنوع من العادات والتقاليد التى توارثوها عن الأجداد ولفتت انتباه السائحين مؤخرًا، بجانب صناعة وبيع المشغولات اليدوية التى يصنعها الأهالى من الطبيعة.


والقرية النوبية أصبحت علامة بارزة ضمن المقاصد السياحية فى جنوب مصر، ونجحت فى القضاء على معدلات البطالة لسكان القرية، ومن أبرز هذه القرى "غرب سهيل" هى إحدى قرى محافظة أسوان التى أنشئت منذ نحو مائة عام، عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وتعليته الأولى عام 1912، وترجع تسمية القرية بهذا الاسم نظرًا لوقوعها غرب جزيرة سهيل، وساعد موقعها الجغرافى المميز غرب خزان أسوان من الجهة الشمالية وفوق سفح رملى غرب نهر النيل، إلى وجود مقومات طبيعية جذابة تجعل من المكان متنزه بيئى وسياحى مميز.


ويشير الدكتور ريحان إلى بيوت الضيافة التي تتميز بالدفئ والترحاب فعشقها رواد الحياة البسيطة تديرها عادة العائلات وسيقدم لك مضيفك التوصيات المحلية والوجبات الاختيارية ..  عادة ما تكون بيوت الضيافة أرخص من الفنادق العادية وتتميز بغرفة معيشة هادئة وحديقة غنّاء.


ويستضيف أهل النوبة عائلات من جنسيات مختلفة للإقامة، وتستضيفهم هذه العائلات فى بلدانهم فهو نوع من التنشيط السياحى الشعبى البينى أى ما بين العائلات، يمكن تطبيقه فى الكثير من قرى ومدن مصر المتميزة بطابع جمالى متميز استثنائى مثل الوادى الجديد وسيناء ومطروح.

ترشيحاتنا