تعرف على نشأة وتاريخ الاحتفال بعيد الربيع المصرى

نبروه قلعة صناعة الفسيخ .. وأسوان بالملوحة .. والشرقية بصناعة الرنجة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحتفل المصريين كل عام بعيد شَمُّ النِّسِيْمِ " عيدالربيع " والذى يأتى هذا العام يوم 6  مايو المقبل حيث يعد هذا الاحتفال موروث فرعونى واقدم عيد شعبى و خاص بالمصريين بغض النظر عن عقائدهم الدينيه حيث كان الفراعنة يحتفلون به بزيارة المنتزهات و البيض الملون وأكل الفسيخ والسردين المملح والذى برعوا فى صناعته وتناول البصل والخس، وكلاً له دلالته عند الفراعنة فالبيض رمز الخروج الى الحياه، لإن الكتكوت يخرج من جماد و الفسيخ او السمك المملح عموما كان تعبير من المصرى القديم عن حبه للنيل و البصل كان يعلقه المصريين القدماء،على الجدران معابدهم والخس الذى كان يسمى (عيب) بالهيروغليفى وكان يعتبر من النباتات المقدسه وذلك اعلاناً عن بدء دخول فصل الربيع
 
وترجع بداية الاحتفال بعيد الربيع إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام فى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، و أول يوم بدأ خلق العالم فيه ويسمى ( شم نس أيمي  ) ويرمز حرف الشين الذى يكتبه المصري القديم على شكل مستطيل ويضيف له أرجلاً ومعنى الشين أخرج أما حرف الميم فهي البومة ثم نس معناها نادي، و أي معناها الزهرة  اى أخرج نادي على الزهرة وتنزه وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم، 
 
وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم البيض والفسيخ و الرنجة والسردين والخَسُّ والبصل والملانة وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم ويرجع سبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة الذى يحتفل به الاخوة المسيحين هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة ولما كان تناول السمك ممنوع على المسيحين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة لذلك رأى المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع إلى ما بعد فترة الصوم واتفقوا على الاحتفال به فى اليوم التالى "لعيد القيامة " الذى يأتى دائمًا يوم أحد فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالى له
 
كما غنى العديد من المطربين لشم النسيم اغانى كثيرة منها أدى الربيع عاد من تانى والتى مر عليها حوالى 72 عاما  كلمات الشاعر مأمون الشناوى وغناء فريد الأطرش وكذلك وأغنية سعاد حسنى الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع فمنذ حوالى 49 عاما مازال المصريين يرددون فى كل عيد شم النسيم كلمات الشاعر صلاح جاهين والحان كمال الطويل ولا تزال أول اغنيتين تدندنهما الشفتين بمجرد استنشاق نسمات الربيع النقية وبرؤية بساتين الورود تتفتح امام الأعين
 
كما تعد مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية احد قلاع صناعة الفسيخ منذ مئات السنين ويطلق عليها عاصمة الفسيخ أو قلعة الفسيخ الذى يصنع من أسماك البوري او الطوبار في مصر حيث تعد أشهر مدينة في مصر لتصنيع السمك المملح 
 
وكذلك محافظة اسوان وسوهاج ثم كفر الشيخ وتليها محافظة الشرقية فى التى تشتهر بتصنيع الرنجة من سمكة الهارنج والسردين ويحرص معظم الشعب المصرى على تناول الفسيخ والاسماك المملحة فى هذا اليوم والخروج الى المتنزهات والحدائق للاستمتاع بهذا العيد المصرى 
 
ومع ذلك هناك بعض المواطنين  يفضلون تناول الأسماك الطازجةخصوصاً الدهنية مثل الماكريل والسلمون والتونة الخفيفة لأنه يساعد على خفض ضغط الدم وتقليل لزوجته وتقليل قابليته للتجلط وذلك لما تحتويه من أحماض دهنية غير مشبعة تسمى الأوميجا 3 وقد ثبت أن تناول هذه الدهون يقى الجسم من كثير من أمراض القلب وتصلب الشرايين خوفا من تعرضهم إلى مخاطر التسمم الغذائي  نتيجة الطرق الخاطئة لتصنيع وتمليح هذه الأسماك مثل بيعها او حفظها بطريقة خاطئة فى اوانى غير آمنة او الملح المستخدم ملوث يؤدي هذا لزيادة الخطورة خصوصاً مع دخول أساليب الغش الصناعي لتحقيق المكسب السريع
 
كما إن الفسيخ قابل للتعفن ونمو الطفيليات والميكروبات المختلفة والتى منها المفرز لسموم خطيرة مثل ميكروب "البوتيولزم خاصة ان الفسيخ عادة يحفظ في علب من الصفيح (عملية التمليح التى يجب ان تتم في براميل خشبية لان الصفيح سرعان ما يصدأ خصوصا مع وجود الملح لذا فان الفسيخ الناتج يحتوي علي كميات كبيرة من الرصاص وصدأ الحديد 
 
لكن فى حالة الاصرار على شراء الفسيخ والسردين والملوحة  او الرنجة لابد ان نتأكد من ان المحلات خاضعة للرقابة الصحية و يختار الفسيخ ذا القوام المتماسك ورائحته غير نفاذة ولا تكون قشوره سوداء والابتعاد عن الفسيخ المنتفخ أو ذا الجلد المتهتك أو الفسيخ احمر اللون (غالبا يكون مملحا باستخدام ملح فاسد يؤدي إلي تغيير فى لونه الطبيعى) وننصح بغسل السردين و الفسيخ بالخل وعصير الليمون وتجهيزها في اليوم السابق للتناول وحفظها  بالثلاجة) بعد تنظيفها جيدا .
 
كما تعد الرنجة هي البديل الآمن إلى حد ما للفسيخ نظراً لتعرضها للحرارة ولكن يجب ان تكون الرنجة مغلفة ولونها ذهبى وغير مدهونة باى الوان وخالية من اى تهتك بالجلد وخالية من الطفيليات الأسطوانية والتعفن 
 
كذلك يجب النظر جيدا بين بطارخ الرنجة للتأكد من خلوها من يرقات الطفيليات التى تشبة الشعر الأبيض او الحلقات البيضاء لما لها من اضرار صحية خطيرة على الإنسان و يستحسن التعامل مع الرنجة او الفسيخ او السردين بالحرارة اما بوضعها فى الماء الساخن لفترة وهى طريقة جيدة ايضا لتقليل كمية الملوحة أو القلى فى الزيت او بالتسخين في الفرن عند 100 درجة مئويه

ترشيحاتنا