«كاترين.. الوادي.. البنات.. والمحرض» أشهر الأديرة الأثرية في سيناء

دير سانت كاترين
دير سانت كاترين

سيناء أو أرض الفيروز تعد من أهم المناطق السياحية في العالم ففيها توجد جميع أنواع السياحة سواء العلمية أو الترفيهية أو العلاجية أو الثقافية أو الدينية المتمثلة في الكنائس والأديرة المنتشرة فى وديان جنوب سيناء والقلاع الحربية والآبار والعيون المائية والكبريتية والتاريخية متمثلة في الآثار الفرعونية ومنها معبد سرابيط الخادم بجنوب سيناء.. وفى هذه السطور نلق الضوء على عدد من الأديرة المنتشرة فى جنوب سيناء والمليئة بالكنوز الأثرية والتاريخية ومن بينها دير سانت كاترين هو الدير الأشهر ليس فى جنوب سيناء فقط وإنما فى مصر كلها وهناك العديد من الأديرة بسيناء لعل من بين أشهرها دير البنات ودير المحرض ودير الوادي بمدينة الطور.

 

دير سانت كاترين

يعتبر دير سانت كاترين من أقدم الأديرة الموجودة في مصر وتم بنائه في عهد الإمبراطور البيزنطي جوستنيان في القرن السادس الميلادي وهو يتبع طائفة الروم الأرثوذكس وهو من أشهر معالم السياحة الدينية في مصر والعالم.

وقد كانت بداية هذا المكان بظهور حركة الرهبنة في زمن الاضطهاد الروماني في القرون الميلادية الأولى لكل من كان يعتنق الديانة المسيحية ثم بناء كنيسة مريم العذراء "العليقة" بواسطة الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين بعد اعتناقه الديانة المسيحية في القرن السادس الميلادي لحماية الرهبان من هجوم العربان الهمجيين الذين كانوا يسكنون في هذا المكان وهذا الدير يحيط به سور عظيم حصين ويوجد به حاليا بابان أحدهما في الجدار الشمالي والآخر في الجدار الغربي ويضم هذا السور العديد من الأبنية ومنها كنيسة التجلي والتي تعتبر تحفة معمارية وزخرفيه رائعة وكنيسة العليقة أول بناء في هذا المكان وكذلك يوجد المسجد الفاطمي ومكتبة الدير والتي تعتبر أكبر مكتبة على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان وحجرة الطعام والطاحونة والمعصرة والمطبخ والأفران والآبار ومنازل الرهبان وبعض الكنائس الصغيرة.

 

تاريخ الدير

 

بنى الدير  بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعلياً بالبناء بين أعوام 545م ليحوي رفات القديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية ويقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى، ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، حيث يعد مزارا تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسم بطريرك القدس، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران.

 

القديسة كاترين

 

وترجع تسمية مدينة "سانت كاترين" إلى القديسة كاترين وهى فتاة مثقفه وجميله من عائله ارستقراطيه - ولدت بالإسكندرية عام 194م وكانت تسمى "زوروسياوكانت" وصفت كاترين بالحكمة والعقل والحياء رغبها الكل لجمالها ورفضت الجميع وآمنت بالمسيحية أثناء اضطهاد الإمبراطور مكسيميانوس واتهمته علنا بقيامه بالتضحيات للأصنام أما هو فقد أرسل إليها خمسين فيلسوفا من جميع أنحاء إمبراطوريته لكي يقنعوها بعبادة الأوثان ولكن على العكس تماما فقد اعتنق جميعهم المسيحية ثم بدأ الإمبراطور مكسيميانوس فى تعذيبها حتى أنه أمر بقتلها على المقصلة. 

 

وتحكى بعض الأساطير أنه بعد مرور حوالي ثلاث قرون من استشهاد كاترين رأى أحد رهبان الدير جماعة من الملائكة يحملون جثمانها ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء، فانطلق الراهب إلى قمة الجبل، فوجد الجثمان كما نظره في الرؤيا، فحمله إلى كنيسة موسى النبي، ثم نُقل الجثمان بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس الميلادي ووضعت في هيكل الكنيسة بصندوق رخامي بجانب الهيكل الرئيسي وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين، ثم أُطلِق الاسم على المدينة كلها بعد ذلك.

 

 

مكتبة الدير

كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات في العالم بعد مكتبة الفاتيكان، تحوي وثائق الدير السرية وأيقونة تعكس جمال ورقة الإمبراطورة هيلانة التي تعد حصنا من حصون المسيحية عبر التاريخ بالإضافة إلى زى كهنوتي يظهر متألقا على الرغم من تصميمه في عام 1731 م. كما تعد مكتبة دير سانت كاترين الثانية في العالم من حيث القيمة التاريخية للأناجيل الموجودة بها والمخطوطات، ففيها صليب من البرونز المصبوب مكتوب عليه آيات من سفر الخروج ومشاهد تُلتقط من التوراة للنبي موسي وهو يتسلم لوح الشريعة والمكتبة مغلقة للترميم كما يحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير والدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره.

 

 كما يحتوى الدير على نزل للزوار وحجرتان لحفظ الملابس والأدوات إضافة إلى المنارة التي تقع شمال الكنيسة وهي عبارة عن أربعة طوابق مربعة مبنية من حجر الجرانيت الدور الأول عبارة عن حجرة بها فتحة مدخل وبها سلم للصعود إلى باقي الأدوار الأخرى وكل طابق يتكون من ثماني شرفات معقودة بعقد نصف دائري ويشتمل على تسع أجراس معدنية مهداة من الكنيسة الروسية عام 1817م وجرس خشبي قديم يستخدم يوميا أما الأجراس المعدنية فتستخدم في الأعياد ويعلو الدور الرابع جوسق يعلوه صليب.

 

 

كنيسة التجلي 

فى كنيسة التجلي ثلاث أيقونات تعلو الكاهن الذي يمنح البركة للزائرين واحدة للعذراء وأيقونتان تمثلان المسيح فى وضعين مختلفين تتباين فيهما ملامحه الطيبة ومعاناته مع مناوئيه قبل الخلاص وقد بنيت كنيسة التجلي فى القرن السادس الميلادي وهى تضم الكثير من الأيقونات والزخارف التي لا تقدر بثمن مع رائحة البخور التي تملأ جنبات المكان.

يذكر المؤرخ اللبناني نعوم شقير أن أشهر ما في الجزيرة الآن من بناء أو أثر دير سيناء" للروم الأرثوذكس بناء الإمبراطور البيزنطي يوستنانوس نحو سنة 545 م معقلا لرهبان سيناء وهو واقع في سفح قمة طور سيناء على أحد فروع وداي الشيخ ويعلو حوالي 5012 قدما عن سطح البحر حيث خط العرض 32،55  شمالا وخط الطول 33،58  شرقا، وتوجد وثيقة بمكتبة دير سانت كاترين رقم 224 scm كتبت بعد عام 833 م عن إنشاء الدير باللغة العربية وتتحدث عن أسباب بناء الدير والأخطار التي تعرض لها الرهبان من بدو سيناء ومناشدتهم للإمبراطور جستنيان "527 – 565" لبناء دير لهم في هذه البقعة المقدسة فلم يكن لهم في هذه البقعة سوى برج يلجئون إليه قبل بناء الدير وأن جستنيان كلف مبعوث خاص له سلطات كاملة وتعليمات مكتوبة ببناء دير في القلزم "السويس" ودير في راية بطور سيناء ودير على جبل سيناء وقد بني هذا المبعوث كنيسة القديس أثناسيوس في القلزم والدير في راية وهو الدير الذي اكتشفته منطقة آثار جنوب سيناء في قرية الوادي وأطلقت عليه دير الوادي وأن هذه المنطقة التي تشمل دير الوادي والآثار المسيحية بوادي الأعوج المجاور للدير هي منطقة رأس راية المقصودة في الوثيقة يبدو أن الإمبراطور جستنيان أراد أن يقيم حصنا في هذه المنطقة القريبة من حدود فلسطين ليمنع غارات القبائل البربرية على حدود مصر وأقام هذا الحصن في بطن الوادي حيث كلم موسى ربه في هذه البقعة وقد أعاد الإمبراطور جستنيان بناء كنيسة العليقة الملتهبة التي كانت قد تهدمت والتي بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي فقد أنشأت هذه الكنيسة وبرجا صغيرا بوسط الدير الآن ويتكون من مداميك من كتل الجرانيت غير المشذب ويربط بينهما أحجار مسطحة توضع بين المداميك والتي تمثل أسلوب البناء المحلي والاعتماد على البيئة المحيطة في البناء وأدخل الإمبراطور جستنيان الكنيسة المهدمة ضمن كنيسته الكبرى التي أنشأها في القرن السادس الميلادي وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة وبعد العثور على رفات القديسة كاترين ووضعه فى تابوت يحوي صندوقين من الفضة أحدهما يضم جمجمتها يحوطها تاج ذهبي مرصع بالجواهر والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار تحت قبة المظلة التي تقع على يمين المذبح أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلي وعلى الدير دير سانت كاترين. 

 

فسيفساء الهيكل

أهم أجزاء الهيكل وهي الفسيفساء التي تزين قبو وعقد الهيكل وهي عبارة عن حنية نصف دائرية يبلغ اتساعها حوالي 5م وعمقها حوالي 3،2 م وترجع إلى ما بعد إنشاء الدير بفترة بسيطة وتعتبر من أشهر الفسيفساء في العالم والمناظر التي عليها تمثل بعض مواضيع من كتاب العهد القديم والعهد الجديد حيث يمثل منظر سيدنا موسى وهو يتسلم الألواح ومنظر آخر وهو يخلع نعليه أمام العليقة المشتعلة ومنظر الملائكة والعذراء ويوحنا المعمداني وذلك في العقد الخارجي أما الحنية ذاتها فيشغلها موضوع  تجلي السيد المسيح على تلاميذه وفي باطن العقد رسم الاثنا عشر رسولا وفي أسفل الحنية رسم سبعة عشر نبيا من أنبياء العهد القديم ورئيس الدير والشماس.

 

مازالت الكنيسة تحتفظ بالجزء الأكبر من الزخارف الأصلية التي تعود إلى القرن السادس الميلادي وبالأخص الفسيفساء التي تغطي قوس الهيكل ويعد هذا العمل من أروع ما أنتجه الفن البيزنطي ومن المحتمل أن يكون إنجازها قد تواكب مع إنجاز فسيفساء أخرى من كنيسة كانت متواجدة على قمة الجبل ولكنها اندثرت وقد تم استخدام أكثر من نصف مليون قطعة موزاييك لتغطية الستة وأربعين متر مربعا من سطح الجدار أي بواقع 1،700 قطعة من كل متر مربع واستخدمت الأحجار الطبيعية بلون البشرة فقط لتعطى تدرجات لونية رقيقة من الوردي الفاتح إلى الوردي الصارخ والبرتقالي ويغطي الجزء العلوي من نصف قبة الشرقية فسيفساء تمتد إلى الجزء العلوي من الجدار الشرقي تصور تجلي السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلي وتعد من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق نظرا لتناولها موضوعات تاريخية من خلال غرس الفصوص في منظر بديع ومنسق على أرضية من الذهب المعتم وهي مصنوعة من قطع صغيرة متعددة الألوان يسودها اللونان الأحمر والأزرق.

 

مسجد الدير

الأغرب من ذلك هو وجود مسجد صغير داخل الدير، وهو مبنى فريد من نوعه يعود إلى العصر الفاطمي ويحتوى على منبر خشبي محفور عليه اسم الخليفة الآمر ووزيره الأفضل شاهنشاه وقبلته التي حددت باتجاه خاص مزينة بخطوط فاطمية وسقف المسجد متهدم حاليا ويحتاج إلى ترميم وقد اختلفت الأقاويل فى كيفية ووقت بناء هذا المسجد ويقال أن الخليفة الآمر أمر ببنائه داخل الدير لحماية الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها من وقت لآخر، على أن البعض وخاصة من المستشرقين يفسرون ذلك على أنه شكل من أشكال فرض السيطرة الإسلامية في ذاك الوقت، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور – الذي يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات.

 

العهدة العمرية

 

العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق بمكتبة الدير وقد كتبها الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء "القدس" عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم وأقدم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين لتنظيم العلاقة بين الأديان.

 

وقد شهد عليها كل من خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان وجاء فيها.. بسم الله الرحمن الرحيم .. "هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم .. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .. كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية".

 

غرفة الجماجم

 

غرفة الجماجم تقع أسفل كنيسة خاصة لإقامة الصلاة والتأبين للرهبان والأشخاص المتوفين فى الدير وهى مفاجأة حيث يمكن للزائر المحظوظ فقط أن يطلع على غرفة الجماجم البشرية وهى مكتظة بها فى مشهد يبرز أن الإنسان يقع ما بين بداية ونهاية لا محالة منها وهي غرفة تحتوى على مئات من الجماجم المتراصة فوق بعضها بشكل هرمي، وبالقرب من سقف غرفة الجماجم نوافذ واسعة تتسلل منها خيوط الشمس التي تتكسر فوق الجماجم فتخلف ظلالا من الرهبة هكذا هي عادة رهبان الروم الأرثوذكسيين، فبعد موتهم بفترة يتم نبش القبر وإخراج الرفات وعرضها فى تلك الحجرة مع ما تبقى من عظامهم وفى وسط الغرفة ينتصب هيكل عظمى كامل لرجل يرتدى كامل ملابسه الكهنوتية وهو هيكل الراهب إسطفانوس الذي شيد بوابات التوبة فى طريق جبل موسى، وفى هذه الغرفة من وجهة نظر الرهبان نوع من العظة والعبرة بنهاية الإنسان كما تحوى هذه الغرفة عظام بشرية للرهبان القدماء، إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير "معضمة" تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير وحجرة الجماجم غالبا ما يتم منع الزائرين من دخولها.

 

جبل موسي 

جبل موسي هو جبل يقع في محافظة جنوب سيناء في مصر ويبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، وسمي بجبل موسي نسبة لنبي الله موسي الذي كلم ربه في هذا الجبل وتلقي الوصايا العشر وفقا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام ولذلك يعتبر من أشهر جبال سيناء حيث يزوره الآلاف من السياح، الذين يصعدون أعلي الجبل ليتمكنوا من رؤية مشاهد ساحرة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصا في فترتي شروق وغروب الشمس، حيث يحرص آلاف السياح والمصريين يوميا على حضور لحظة ميلاد الشمس ويقع قرب جبل كاترين "جبل طور سيناء"، والذي يوجد به دير سانت كاترين، ويحيط بالجبل مجموعة من قمم جبال جنوب سيناء ويوجد بالجبل أيضا كنيسة يونانية صغيرة وجامع صغير، كما تسقط الثلوج فوق هذا الجبل شتاء كما في جميع جبال مصر وقد شاهدنا أفواج المصريين والسياح يصعدون جبل موسى ليلا تحت أضواء الكشافات التي ثبتوها على جباههم لتحقيق الرؤية المناسبة لصعود الجبل والذي يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر ويتطلب صعوده السير حوالي 7 كيلو متر على الأقدام وقد رأينا عدد من السياح يرددون بعض الهتافات الحماسية التي تشحذ من عزيمتهم عند الصعود والبعض يستخدم الجمال لصعود جزء من جبل  موسي مقابل حوالي 150 جنيها.

 

دير الوادي

دير الوادى و يطلق عليه البعض "الدير الباكي" بطور سيناء وهو أجمل الأديرة المكتشفة بجنوب سيناء ويعد تحفة معمارية فريدة وكنزا أثريا سياحيا يقع بقرية الوادي التي تبعد حوالي 5 كيلو متر شمال مدينة طور سيناء، ويجاوره على بعد 200 متر بئر ذي مياه عذبة يطلق عليها بئر يحيى، وهو واد متفرد وملتقى للحضارات التي تركت نقوشها على صفحات صخوره الوردية ويوجد بمكتبة دير سانت كاترين قطعة من الجلد جاء فيها "أن المهندس الذي أنشأ دير القديسة كاترين بني أولا كنيسة مار أثناسيوس ودير راية وكنيسة على رأس جبل المناجاة، ثم دير طور سيناء" والمقصود بدير راية هنا هو الدير الموجود بمدينة رايثو القديمة "طور سيناء" وهو دير الوادي بطور سيناء الذي بني في عهد الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي.

 

دير المحرض

 

دير المحرض في وادي فيران أكبر الأودية في سيناء عموما وجنوب سيناء وهو عبارة عن تل مرتفع بجوار دير الراهبات الحديث يعلوه بقايا كنائس قديمة ومعبدا نبطيا، ومساكن الرهبان المشيدة من الطوب اللبن، ويرجع تاريخ هذه المنطقة ما بين القرن الرابع والسادس الميلادي ويتميز بتوفر المياه الجوفية وكثافة النخيل مما جعله بيئة خصبة لتواجد المسيحيين بعد اضطهاد الرومان لهم في بداية القرن الأول الميلادي مع بداية ظهور المسيحية وأول من ذكر فيران بهذا الاسم هو الكاتب الإغريقي اوزيسيوس ويتميز وادي فيران بوجود بقايا أديرة وكنائس أثرية تعود إلى القرن الخامس والسادس الميلادي ويتزامن هذا التاريخ مع جبانة وادي أجلة والتي يوجد بها مقابر تم نحتها من الحجر المحلي المحيط بها حيث وجدت في بعض الدفنات هناك عدد اثنين أنفورة "مسارج" كبيرة عليها خاتم مستطيل وبداخله حروف لاتينية ورسم لزهور أرخت بنفس تاريخ القرنين الخامس والسادس الميلاديين مما يرجح أنها جبانة أو مدافن عين المحرض وقد تم العثور في دير المحرض على بقايا كاتدرائية وكنيستين صغيرتين على الطراز البازيليكي وبقايا أعمدة مثبة بالرصاص في الأرض وتخطيط لبقايا يعتقد أنها لمنازل وبعض أدوات الحياة اليومية مثل الملاعق وبقايا سلالم وقوالب طوب من الطمي عليها آثار حريق ما يرجح أنها كانت أماكن لطهي الطعام وبقايا سلالم تشير إلى أن دير المحرض كان على مستوى ارتفاع أعلى من الوقت الراهن وبداخل الكاتدرائية الموجودة داخل دير المحرض شاهدنا أعمدة من الرخام المرمر والدير مبني على أساس من الصخور ثم الطوب اللبن المملوء من الداخل بالرمال أرضيتها بلاطات صخرية تتعدد طبقات دير المحرض بين الروماني والمسيحي "القبطي" الأسفل روماني والأعلى قبطي ووجدت بعض النقوش النبطية على بعض الصخور فيه مما يرجح لجوء الأنباط لنفس الموقع بعد انهيار دولتهم على يد الإمبراطور ثيراجان وعلى الجانب الآخر من دير المحرض شاهدنا تجمعات بدوية حديثة في تخوم المحرض وشاهدنا عدد من الجحور يرجح أنها للثعالب وأمامها رءوس ماعز وبقايا حيوانات نافقة كما أن أرض دير المحرض مليئة بكسرات وشقفات وعدد كبير من قطع الصخور الملونة تقريبا بجميع الألوان الأبيض والأحمر والأخضر والأسود اللامع من الذهب بالإضافة لعظام حيوانات نافقة بما يعبر عن تكوين جيولوجي فريد من نوعه وعلى الجانب المقابل لدير المحرض يوجد موقع لجبل الطاحونة الأثري يحتوي على كنيستين صغيرتين على الطراز البازيليكي أعلى قمة الجبل المقابل لدير المحرض ويسمى جبل الطاحونة يكتنف دير المحرض على طريق وادي فيران دير للراهبات والذي يحوي راهبات معظمهم "طلاينة ويونان".

 

دير البنات

دير البنات يعود تاريخه للفترة من القرن الخامس وحتى السادس الميلادي ويقع دير البنات في وادي فيران بجنوب سيناء على بعد 60 كيلو مترا شمال غرب دير سانت كاترين يبلغ طول الوادي 5 كيلو مترا وعرضه يصل ما بين 250 إلى 375 مترا ويحده من الشمال جبل البنات ومن الجنوب جبل سربال ومن الشرق جبل أبورا ومن الغرب جبل هداهد ويمتاز بالمياه الغزيرة من عيون أمامها خزانات تتجمع فيها المياه كالبركة وتسمى "محاسن" ومن الخزانات تخرج قنوات المياه إلى الحدائق هذا الوادي أخذ شهرته من وجوده في سفح جبل سربال العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 2070 م فوق مستوى سطح البحر واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل وهى لغة أهل سيناء قديماً وإشارة إلى نخيل وادي فيران فى سفحه والذي كان المواطنين يقدسونه قبل رحلة خروج بني إسرائيل إلى سيناء كما كانوا يحجون إليه ويضم هذا الوادي أكبر وأهم مدينة مسيحية مكتشفة بسيناء وتقع بمنطقة تل محرض في الجزء الجنوبي الشرقي من دير البنات الحديث بوادي فيران مساحتها 200 × 400 متر مربع لها سور خارجي تم إنشاؤه في القرن السادس الميلادي، والتي تحوى آثارا عمرها أكثر من 1500 عام بدءاً من القرن الرابع وحتى القرن السادس الميلادي وقد بنيت أساساته من حجر الجرانيت والأجزاء العليا من الطوب اللبن وتحوى المدينة أربع كنائس ومنازل ومقابر على أطرافها ومن المعروف أن سلطة الاحتلال الصهيوني نهبت هذه المقابر أثناء احتلال سيناء ونهبت محتوياتها وسرقت جثامين الرهبان.  

ترشيحاتنا