بدون روتوش فيصل مصطفى يكتب : سيناء .. معبر للتنمية والتقدم والرخاء

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

ونحن في سنة حاسمة وتاريخية 2023 - 2024 ، حيث تجرى الانتخابات الرئاسية المصرية للمرة الثالثة ، بعد قيام ثورة  30 يونية 2013 المجيدة ..

نشهد ونلمس تطورا ملحوظا على كل بقعة من بقاع مصر الطاهرة من حيث التنمية والخدمات والتطوير ، والذي أصبح سمة أساسية لما يحدث في بلادنا المحروسة ، وأصبح واقعا ملموسا لايمكن أن تخطئه عين منصف أو متابع جيد أو موضوعي صادق .

ولعل من أبرز الإنجازات الحقيقية الملموسة على أرض الواقع ما حدث ويحدث من طفرة هائلة ،  تشكل انتفاضة تاريخية غير مسبوقة من تنمية واهتمام غير عادي لسيناء الجميلة  المقدسة ، تلك البقعة المميزة من ارض الوطن ، والتي تصل مساحتها إلى 61,000   كم2، أي ما يوازي 6% من إجمالي مساحة مصر الكلية. 

سيناء الحبيبة ، أختصُها ب"مقال" ، نظرا لأهميتها الشديدة ولطبيعة وضعها التاريخي والجغرافي والحضاري والديني والوطني والقومي بالنسبة لمصر وشعبها على مدار التاريخ.. 

فسيناء ، هي أرض التجلي الأعظم ، الأرض التي شهدت كلام الله سبحانه وتعالى مع نبيه موسى عليه السلام ، وشهدت أيضا تحقيق إحدى المعجزات الإلهية الضخمة  المتمثلة في عبور سيدنا موسى ، ومعه ثلة من المؤمنين البحر الأحمر، الذي انشق خصيصا من أجله . 

سيناء ، التي كانت دائما معبرا للغزو الاستعماري والذي كثيرا ما هدد مصر وشعبها الطيب الأصيل.. 

سيناء ، التي كانت أرضا وموطنا للحضارات ، وموطنا للثروات الضخمة غير المستغلة على مدار التاريخ ..

سيناء ، التي كانت تعيش في عزلة ، بعيدا عن الوادي العامر ..

كل هذه السمات والصفات الخاصة بسيناء ، والمعروفة عنها تاريخيا وجغرافيا ، تغيرت من النقيض إلى النقيض تماما في السنوات العشر الماضية. 

وهذه حقيقة لا جدال فيها، ولا تحمل أدنى شبهة من تزلف أو نفاق.

فهي حقيقة واقعة أمامنا بالأرقام الثابتة، والأدلة الدامغة، وهي لغة لا تكذب ، ولا تعرف إلا الصدق ، والحقيقة. 

فسيناء .. ونظرا لكل ما ذُكر من أسباب وأوضاع وسمات وخصائص خاصة بها ، كانت في طليعة اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسؤولية في يونية 2014 ، ووضع فخامته ،  "أرض الفيروز" نصب عينيه  ، و خصص لها مكانة عالية في خطط التنمية المصرية. 

وبالفعل ، فعندما نقارن بين أرقام خطط التنمية والمشروعات التي كانت تتم في أرض الفيروز قبل 2014  والآن ، لا نجد أدنى وجه للمقارنة على الإطلاق . 

فكلنا نعلم، وعن يقين ، إنه مع إتمام انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء في 1982 ، لم تكن هناك تنمية حقيقية إلا في مدينة شرم الشيخ ، التى تعتبر إحدى قلاع السياحة في مصر والعالم ، بينما كان العمل يسير بشكل هامشي للغاية في مدينة العريش ، عاصمة شمال سيناء ، وبشكل يكاد يكون غير محسوس وغير موجود في كل بقاعها . 

لكن الوضع اختلف كليا وجذريا بعد 2014 ، وأصبحت سيناء ككل ، شمالها وجنوبها ، يُعامل معاملة شرم الشيخ ، وربما أفضل . 

فشاهدنا توسعات ضخمة في مدينة العريش التي تحولت إلى مدينة كبرى ، وشاهدنا خطط تنموية لإنشاء العديد من المدن الأخرى ، وتضخيم وتكبير حجم المدن القديمة. مثل راس سدر وغيرها ، وشاهدنا إنشاء العديد من المدن الجديدة كالقنطرة الجديدة ، وبئرالعبد الجديدة وغيرها .

فالمجال لا يتسع لذكر حجم الإنشاءات والمشروعات الضخمة ، لكن ما يمكن ذكره وتسجيله هو التركيز الشديد أيضا على المشروعات التنموية التي تعطي عائدا للاقتصاد المصري ، وتضيف له وتقوى دعائمه. 

ومن هنا ، شاهدنا ثورة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مجالات التنمية المعدنية والزراعية والصناعية والتعليمية ، فضلا عن استمرارية الاهتمام والتركيز الشديد في القطاع السياحي ، بخلاف ما تم من طفرة حقيقية في وسائل الاتصال والمواصلات ، حتى أصبحت سيناء ولأول مرة في التاريخ ، ترتبط بالوادي ، وتنهي عزلتها تماما ، من خلال شبكة الأنفاق التي أقيمت تحت قناة السويس الجديدة والقديمة على السواء ، لكي يكون لدينا خمسة أنفاق تسهل عملية انتقال كل شيء من وإلى سيناء الحبيبة. 

استمرت عمليات البناء والتنمية دون كلل ودون توقف جنبا إلى جنب ، مع استمرارية التصدي الحاسم بالقوة لكل أنواع الإرهاب ، حتى أصبح شعار القوات المسلحة التاريخي المقدس ، بل شعار مصر كلها ، يد تبني ويد تحمل السلاح ، شعارا عمليا يُطبق على أرض الواقع بقوة في سيناء الحبيبة ، في ملحمة تاريخية ، سوف يذكرها التاريخ كثيرا، ويتوقف عندها ، ويروي حكايتها وقصصها البطولية والنضالية للأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا. 

هذه السطور القليلة ، تحكي بعض ما حدث ، ويحدث الآن في سيناء من ملاحم تاريخية ، لا تقل عن ملحمة عبور قناة السويس 6 أكتوبر 73، ولا تقل عن ملحمة تأميم القناة وحماية مصر من العدوان الثلاثي في 56، وتحرير سيناء ومدن القناة الثلاث ، ولا تقل عن ملحمة توسيع وتطوير وتعميق وتطهير القناة بأيدي وجهود مصرية ، وافتتاحها من جديد في يونية 75 ، لتكون منارة ودعما هائلا للاقتصاد العالمي وللاقتصاد الوطني المصري. 

فتحية ألف تحية إلى السواعد الفتية ، وإلى الرجال الأقوياء الذين يعملون في صمت، بعيدا عن الكاميرات، ولا يعرف أبناء شعبنا الكثير عنهم، ومن حقهم علينا، ومن حق الأجيال المقبلة أن يعلموا كيف أعطى هؤلاء الرجال كل ما يملكون من أجل وطنهم، وأن يعلموا خفايا وخبايا، هذه الملحمة المستمرة منذ عشر سنوات ، والتي لن تنتهي فصولها بعد . 
وما زلنا نتابع ونرى فيها الجديد كل يوم. 
[email protected]

اقرا ايضا| فيصل مصطفى يكتب : فوضى المناخ بين صراع الكبار وتلاعب العلماء

اقرأ ايضا |فيصل مصطفى يكتب :القمة الأفريقية الروسية فى مواجهة الهيمنة الأمريكية 
و اقرأ أيضا | فيصل مصطفى يكتب : «الأخبار المسائى» .. جريدة لها تاريخ

و اقرأ أيضا | فيصل مصطفى يكتب : "30 يونية" ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن

ترشيحاتنا