مرفت عمر تكتب: علي عبد الخالق.. وتبقى «أغنية على الممر»

مرفت عمر
مرفت عمر

تلقيت منذ دقائق خبر وفاة المخرج الكبير علي عبد الخالق بعد معاناة طويلة مع المرض اللعين، كاد القلب يتوقف من هول الصدمة رغم معرفتي عن قرب بسوء حالته الصحية خلال الأيام الماضية، إلا أن الأمل داخلي كان أكبر من التفكير في نهاية قريبة لعلاقتي بهذا الرجل العظيم.

كان عبد الخالق الأكثر اتصالا بي خلال الشهور الماضية منذ تعرضي لحادث ألزمني الفراش أربعة أشهر، متجاوزا آلامه ليمنحني دعما نفسيا كبيرا، وكنت أسأله عن صحته فكان يتحدث عن مستجدات أعراضه بأريحية كمن فقد شغف المعرفة، ولم يعد في الحياة ما يدهشه، لم يتوقف عن الاتصال بي إلا بعد عودتي لعملي حتى أني تمنيت لو لم أفعل، حتى لا ينقطع رنين هاتفي باتصاله، وكان يحرص على الرد على اتصالاتي حتى لو كان عن طريق هاتف ابنته الغالية المخرجة باسنت التي ادعو لها بالصبر والقدرة على تحمل هذا الفقد العظيم، إلى أن انتقل للمستشفى، باءت محاولاتي جميعها للاتصال به بالفشل وهنا أدركت كم الآلام التي يعانيها حتى أنها منعته ومنعت ابنته وابنه المخرج هشام من الرد على الاتصالات الا القليل منها.

المخرج الكبير ظل مقاتلا لآخر نفس لم يعرف الاستسلام طوال رحلته الفنية والإنسانية رغم تقاعده الإجباري عن السينما في ظل الظروف الراهنة، وفي لقاءاتنا المتعددة سواءا في منزله أو خارجه كان حريصا على إبراز الدور المحوري الذي لعبته القوى الناعمة والسينما بشكل خاص في الارتقاء بالذائقة الفنية للمواطن وتعزيز الانتماء الوطني، وأسفه مما آلت إليه الحال منذ سنوات وأحالته هو وجيله وأجيال تالية إلى التقاعد.

قد يكون رحيل علي عبد الخالق بالجسد إلا أنه ترك إرثا سينمائيا نعيش به ويعيش فينا حتى أخر العمر، يظل نضاله منهجا لأجيال يدركون قيمته وقدرته الدفاعية عن مبادئه سواءا في أعماله الوطنية او الاجتماعية، فهو صاحب أغنية على الممر والكيف وإعدام ميت والبيضة والحجر وشادر السمك والعار وجري الوحوش.

ترشيحاتنا