أخر الأخبار

انعاش زراعة «عباد الشمس» بـ «الـزراعـة التعاقدية» لتقليل الاستيراد

عباد الشمس
عباد الشمس

مروة أنور

المحاصيل الزيتية هي واحدة من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تسعى مصر إلى التوسع فيها بهدف تقليل فجوة استيرادها، حيث وصلت نسبة الاستيراد إلى 98% من إجمالى حجم احتياجاتنا منها سنوياً، كما تتجه الحكومة إلى التوسع فى زراعة هذه المحاصيل ومن بينها نبات عباد الشمس الذى بدأ موسم زراعته قبل عدة أسابيع يستخرج منه زيت عباد الشمس، مع تشجيع الفلاحين على زراعته بنظام "الزراعة التعاقدية".

 

تنتشر زراعة عباد الشمس أو دوار الشمس فى محافظة الفيوم، ومع تطبيق نظام الزراعة التعاقدية أصبح هناك إقبال كبير من جانب الفلاحين على زراعته، وقبل أسابيع من بداية موسم الحصاد ذهبت آخرساعة إلى هناك والتقت عدداً منهم للتعرف أكثر على هذا النبات وأهميته فى استخلاص أحد أنواع زيت الطعام.

 

يقول الفلاحون إنه عندما يبدأ ميل قرص نبات اعبّاد الشمسب نحو الأرض فإنه يكون قد أعلن عن موعد حصاده، ويبدأون فى حصاده بعد 90 يوماً من الزراعة والرعاية، ويرتدى الفلاحون أثناء الحصاد قبعات ويمسكون بعصى خشبية سميكة ينقرون بها على القرص من الأمام فتتناثر بذوره إلى الفرش ويتم تشوين المحصول فيه.

 

عماد حسن، أحد المزراعين الذين التقيناهم هناك وتحدث عن تجربته بعد تعاقده بالنظام الجديد، حيث قال: قامت وزارة الزراعة بتشجيعى على خوض التجربة، عن طريق تعاقد الجمعية الزراعية معى لزراعة هذا المحصول مقابل 8500 جنيه عن إنتاج كل فدان على أن توفر لى التقاوى والأسمدة، وهو نفس الأمر الذى قام به الكثير من الفلاحين. 

 

فيما يقول خالد محمد: عباد الشمس من المحاصيل الزيتية النقية، ويُعتمد عليه فى إنتاج زيوت الطعام، حيث ترتفع نسبة الزيوت ببذوره لتصل إلى 45%، كما يستهلك كمية قليلة من مياه الرى والأسمدة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، ومدة بقائة فى الأرض 4 شهور، مما يعود بالربح الاقتصادى المرتفع، حيث يصل متوسط إنتاج الفدان 1.2 طن، وكذلك فإن هذا النبات مفيد فى حال استخدامه علفاً للحيوانات، حيث تستخرج منه أعلاف بقيمة بروتين تصل نسبتها إلى 36%. 

 

ويلتقط علاء أبوالسعود طرف الحديث، قائلاً: موعد زراعة اعباد الشمسب أو كما يطلق عليه البعض االلب الصينىب يبدأ فى شهر مايو من كل عام باعتباره الموعد الأكثر ملاءمة، نظراً لطبيعة الأراضى الطينية والرملية، ويظل فى الأرض لمدة 90 يوماً، ويتم ريه من 4 إلى 5 مرات فقط طوال فترة زراعته، والطريقة المثلى للرى هى الرى بالحوال مثل الطماطم والبطاطس، ويشترط عدم غمره بالمياه بشكل كبير، وإنما يفضل تشبعه بالمياه فقط.

 

ويضيف زميله رمضان محمد: زراعة عباد الشمس تستهلك من 4 إلى 5 شكائر سماد آزوتى يوريا ونترات، أما الحصاد فيمر بعدة مراحل حتى يكون جاهزا للتوريد أو التصدير من قطع القرص وفرده ثم تجهيزه فى فرش كبير للتشوين قبل غربلته وإعداده للتجفيف تحت أشعة الشمس لفترة تتراوح من 18 إلى 20 ساعة، لتتم بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهى تعبئة المحصول فى شكائر أو أجولة للتوريد داخل مصر أو للتصدير للخارج كما تُستخرج منه أعلاف بروتينية.

 

من ناحية أخرى، تقول الدكتورة هدى رجب، المسئولة عن الزراعة التعاقدية بوزارة الزراعة: تعمل الوزارة على تقليل فجوة استيراد الزيوت الغذائية التى تصل إلى استيراد 98% من احتياجاتنا سنوياً، وهى نسبة كبيرة، ولذلك كان اهتمام الحكومة بضرورة وضع حلول جذرية لزيادة إنتاجية المحاصيل الزيتية ومحاولة سد الفجوة، وذلك من خلال التوجيه بالزراعة التعاقدية لمحصولى عباد الشمس وفول الصويا.، بالإضافة إلى أن وزارة الزراعة عن طريق معهد المحاصيل الزيتية، قامت بإنتاج هجيناً وأصنافاً جديدة تضاهى الأصناف المستوردة من الخارج.

 

وتضيف: من أهم الخطوات التى قامت بها الدولة لسد فجوة الزيوت هى قيام وزارة الزراعة بتشكيل لجنة للزراعة التعاقدية بالتعاون مع وزارة التموين، واقتصرت الزراعة التعاقدية هذا العام على عباد الشمس وفول الصويا، وبالفعل تم تحديد السعر ليصل إلى ثمانية آلاف جنيه لطن عباد الشمس، وهو نفس سعر طن فول الصويا، كما تم تحديد المصانع التى ستتولى استلام المحاصيل من المزارعين وتوزيع العقود فى مديريات الزراعة.

 

من جـانبه، يقـول حسـين صــدام، نقـيب الفــلاحــين: المحـاصـــيل الزراعيــــــة الزيتيـــــة تعــود للواجهـة مـرة أخـــرى بفضل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتنفيذاً لخطة الحكومة الهادفة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من كافة المحاصيل، وتم تشجيع الفلاح عن طريق تطبيق سياسة الزراعة التعاقدية على ثلاثة محاصيل زيتية هى اعباد الشمس وفول الصويا والذرة الصفراءب فى محاولات جادة للوصول للاكتفاء الذاتى من الزيوت، وكذلك إنعاش محاصيل هامة مثل السمسم وعباد الشمس وفول الصويا والذرة الصفراء والكانولا والزيتون والقطن.

 

وبالفعل تم التعاقد مع الفلاحين على طن عباد الشمس بـ8500 جنيه، وطن الذرة الصفراء بـ4500 جنيه، وطن فول الصويا بـ8000 جنيه، وارتفعت أسعار الزيتون والكانولا وغيرها من المحاصيل الزيتية الأخرى. ويبقى أن تضع وزارة الزراعة خطة محكمة لتوفير التقاوى اللازمة بكميات كافية لجميع المحاصيل الزيتية والعمل بجدية لتطبيق قانون الزراعات التعاقدية لتحفيز الفلاحين على زيادة مساحات زراعتها.

 

أما الدكتور ربيع مصطفى، وكيل مديرية الزراعة بالفيوم، فيقول: ساهم تطبيق نظام الزراعة التعاقدية على تحفيز الفلاح وعودته إلى الأرض والزراعة بشكل أكثر جدية، حيث يتعاقد المزارع مع مدير الجمعية على أن تقوم الأخيرة بتوفير التقاوى بحيث يسدد ثمنها عند تسليم المحصول، كما أن الدولة حدّدت سعر طن عباد الشمس بـ٨٥٠٠ ألف جنيه، فى حين أن الشركات الخاصة كانت تأخذه مقابل ٨٠٠٠ آلاف جنيه، مشيراً إلى أن الزراعة التعاقدية وفرت على الفلاح تسويق المحصول وجنبته استغلال الشركات الاستثمارية.

 

وهذا العام وبفضل الزراعة التعاقدية تم زراعة وحصاد ١٠٠٠  فدان مزروعة بعباد الشمس مقارنة بـ25 فداناً العام الماضى، وتراوحت إنتاجية الفدان من طن ونصف إلى طنين، ووصلت نسبة الزيت فى عباد الشمس إلى 45% وذلك بفضل جهود وزارة الزراعة ومعهد المحاصيل الزيتية الذى قام بتطوير التقاوى من اسخا 250ب الذى ينتج 750 كيلو للفدان إلى اسرينا إف وانب الذى ينتج من طن ونصف إلى 2 طن، ويمكن زراعته كل 6 شهور.

 

يضيف: وزارة الزراعة وضعت المحاصيل الزيتية على قائمة أولوياتها باعتبارها محاصيل استراتيجية هامة، ومنها الفول السودانى وبذرة القطن والذرة الشامية والسمسم وعباد الشمس وفول الصويا ونبات الكانولا، حيث تحتوى على نسب زيت عالية، فعلى سبيل المثال نسبة الزيت فى عباد الشمس من 35 إلى 55%، والذرة الشامية من 35 إلى 39%، والكتان (الزيت الحار) من 40 إلى 45%، والكانولا من 45 إلى 50%، ومعظم هذه المحاصيل تجود زراعتها فى أجواء مناخ مصر، وتعطى إنتاجية عالية، خاصة نبات الكانولا الذى تجود زراعته فى الأراضى المستصلحة حديثاً.

 

اقرأ ايضا : كيف يمكننا الإكتفاء ذاتيا من الزيت؟ خبراء يوضحون

ترشيحاتنا