خالد الشناوي يكتب: بزعمهم التدين خدعوك فقالوا

خالد الشناوي
خالد الشناوي

 كانت فترة السبعينيات هي فترة ظهور دعاة التشدد حين قررت جماعة الإخوان فتح الشراكة من خلف الستار مع الجماعات المتطرفة حيث اكتفت الجماعة الإرهابية بشعاراتها الكاذبة نحو الإصلاح السياسي بإعلانها قولها(الاسلام هو الحل) وما كان هذا الشعار سوى كلمة حق أريد بها باطل ...
وما أشبه هذا بالبارحة حين رفع جنود معاوية المصاحف على اسنة السيوف والرماح كمناورة لافلاتهم من الهزيمة الساحقة  التي كادت أن تلحق بهم على يد جيش الإمام علي وقالوا مقررين إن الحكم إلا لله!
في هذه الحقبة الحرجة والمنصرمة من حياة الوطن أوكلت الجماعة الإرهابية أمر الدعوة إلى جماعات أخرى تقوم بتلك المهمات الدعوية التكفيرية ..
واصلت هذه الجماعات تواجدها إلى أن لمع نجمها في أوائل التسعينيات وهكذا ظل بنا الحال في هذه الفترة  في ظل تراجع دعوي من الجهات الدعوية ذات القناة الشرعية حتى كان الانتباه عقب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والتي كادت أن تأكل الأخضر واليابس لو عناية الله سبحانه وتعالى!
و إذا كان الأمر كذلك فإن التيارات(المتمسلفة) هي من أشد التيارات خطرا على الإسلام لما تمثله من فهم خاطئ لصحيح الدين وذلك بتجريفها عقول أتباعها وتطويعها النصوص وفق هواها الزائف مروقا من الدين كما يمرق السهم من الرمية .
ولطالما نادينا من خلال كافة منابرنا الفكرية بضرورة وحتمية تفكيك مثل هذه الأفكار المتطرفة وتجفيف منابعها ووضع دعاتها تحت المراقبة الفكرية والميدانية انقاذا لعقول أجيالنا القادمة من العبث والسير بها نحو المجهول . 
تنقل لنا مضبطة التاريخ الكم الغفير من العمليات الإرهابية التي شنت ضد مصر من خلال الجماعات الجهادية وجماعات التكفير والهجرة بنصوص مغلوطة سوقها لهم دعاة التمسلف القابعون هناك داخل قصورهم المشيدة وقنواتهم  التي كانت ولا تزال تبث سمومها بين الفينة والأخرى .
ناهيك عن وصلات الردح صباحا ومساء حول ضرورة الزهد في الدنيا والتخلي عن متاعها الزائل ضحكا على عقول الناشئة المغرر بهم وقد رأينا كيف تزوج أحد كبار رجالات هذه الجماعات  ما يزيد عن عشرين إمرأة!
وآخر تزوج أكثر من عشر نساء ناهيك عن ملابسهم وسياراتهم الفارهة!
حتى ما زال المغيبون يعتقدون فيهم النجاة !
و إذا كان نظام مبارك كان يعتمد في السابق على احتواء هذا الفكر بعض الشئ لتحقيق نوع من التعادل الميداني بينهم وبين جماعة الإخوان الإرهابية إلا أن الجمهورية الجديدة استفادت من التجربة السابقة بعدما قدمنا دماء الشهداء فداء للأرض والعرض فكان الثمن باهظا وكانت الفاتورة غالية 
فكان سرعة التحرك لمواجهة أي فكر متشدد بتفكيك اواصره وتجفيف منابعه وإحكام القبضه الدعوية على مساجد الدولة ومنابرها التوعوية 
لا سيما وأن هذه الجماعات لا تؤمن بدستور ولا بحرية اعتقاد ولا بمبدأ المساواة في المواطنة إلى غير ذلك كثير وكثير من أفكارها المتطرفة .
اعتراف«محمد حسين يعقوب» داعية التيار السلفي المتشدد«مؤخرا» أمام محكمة الجنايات في القضية الشهيرة(خلايا داعش بامبابه)أنه مجرد خطيب شرائط كاسيت ومرواغته في إجابته عن مفهوم الجهاد وإقراره الضمني 
أنه ليس بعالم!
اعتراف حقيقي بأن هذا وأمثاله ليسوا بعلماء وأنهم سطحيي الفكر أخذوا الدين فزاعة لتحقيق مآربهم الشخصية والفكرية ...
فكم دسوا السم الزعاف في عقول الشباب العزل من الرقابة الأسرية والمجتمعية!
ولكن الأهم من ذلك أن الأمر ما زال في أيدينا وأن«الكرة ما زالت في ملعبنا»وما زلنا نستطيع أن نقلم أظافر هؤلاء المتاجرين بالدين .
وإذا كانت قواتنا الباسلة قاتلت وما زالت تقاتل وواجهت من خرجوا علينا بالسلاح فإن هناك من يقاتلونا بالفكر من أمثال هؤلاء«دعاة التطرف»وهم سببا رئيسيا في ذلك .. 
فيجب مواجهتهم مواجهة فكرية تحجم مدهم المتطرف وترد على أقاويلهم الباطلة وحججهم الواهية لضرب هذا التشدد في عقر داره .
الأزهر الشريف والافتاء والأوقاف هذا المثلث الدعوي الكبير والذي لا يجب ولا ينبغي أن نأخذ الدين إلا منهم لكونهم القنوات الشرعية التأصيلية أكاديميا وفكريا ودينيا علما وفقها ودراية وفهما لقضايا الواقع وفق مستجدات ومتغيرات زمانية ومكانية  .
المعركة لا تزال حامية الوطيس ولم تنته بعد وتحتاج إلى وضع استراتيجيات للمواجهة الحتمية ضربا شديدا على يد كل من يحاول المساس بأمننا الفكري والمعرفي نشرا للوسطية واخلاءا للطريق أمامها كي تتحرك مسيرة الإصلاح والبناء بلا أدنى اشكاليات أو معوقات .

ترشيحاتنا