الدكتورة سلوى عمر في أحدث إصداراتها «رحلة البحث عن الطبطبة» .. تفتش فيها عن أغوار النفس البشرية

د. سلوى عمر
د. سلوى عمر

رحلة شيقة وممتعة داخل أغوار النفس البشرية، تحمل عصارة التجارب والفكر الذي عاشته الدكتورة سلوى عمر، الحاصلة على الدكتوارة في الإدارة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة، والأستاذ غير متفرغ في الإدارة والسلوك التنظيمي، وضعته في آخر إصدارتها في كتاب صدر حديثا، تفتش به داخل الإنسان الكائن الاجتماعي بطبعه والمدني بفطرته، تعرض فيه أهم سمات الإنسان التي يتميز بها عن باقي الكائنات الحية، فهو يحب الاجتماع والاختلاط والأنس بالمحيطين به، ويكره العزلة والإنفراد والوحشة، ولدى كل إنسان حافز داخلي يدفعه دفعا لإقامة علاقة اجتماعية مع من كل يتعامل معه، بإعتباره أمر ضروري للإنسان لابد منه، من هنا نشأت المجالس البشرية منذ القدم وتعددت هذه المجالس التي يحضرها ويرتادها أناس من شتى الفئات، يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، ويذكرونهم بالله وباليوم الآخر، وبما يصلح حالهم ومآلهم..
 
بأسلوبها السلس والسهل الذي اعتمدت فيه على اللغة العامية، تحدثك كأنك جالس أمامها، تعرض الرؤي والفكر وخلاصة التجربة التي عاشتها، وتحاول نقلها إلى الجميع من خلال كتابها المتميز «رحلة البحث عن الطبطبة»، فعنوان الكتاب يشد انتباه كل من تقع عينه، للتعرف على الأسرار داخل النفس البشرية، فلا يوجد هناك إنسان لا يبحث عن الطبطبة، ولم يمل كل فرد في المجتمع في البحث عن الشخص الأمين الذي يجلس إليه يفضفض إليه بما يحمله داخل نفسه، ويزيح عن صدره جبال الهم والمشاكل التي تعترض طريقة.
 
ولكن دكتورة سلوى عمر قلبت هذه الطريقة، فقد طرحت من خلال تجاربها، ما يعاني منه كل فرد في المجتمع، وكأنها تقرأ ما بداخله من هموم، تشد القارئ بأسلوبها الجميل والسلس في عرض مشاكل الإنسان، وكأنه هو من يحكي ما بداخله، في تجربه فريدة نادرا ما تجد من سجلها من قبل من المتخصصين في التنمية البشرية. 
 
تستهل الكاتبة في مقدمة كتابها، تعرض فيها ما هو آت في فصول كتابها، لتدخل مباشرة إلى نفس كل من يقع كتابها بين يديه، قائله: كل واحد فينا في رحلة حياته بيدور على حاجة مختلفة، كل واحد له هدف مختلف فـي حياته، شهرة.. مال.. جـاه.. وحاجـات كتيـر جدًا، بس بالرغم من اختلافـات ثقافاتنـا وطباعنا وشـخصياتنا، كلنـا بنجتمـع علـى هدف واحـد، عارفيـن هو أيه؟ إننا كلنا بندور على الطبطبة، أيوة الطبطبة!! ، كلنـا بندور على الحنية والإحتواء، وأول مصدر للحنية بيبقى أهلنـا، بنجري عليهم علشان ناخد الحنية والاهتمـام، هما بيدوا الحنيـة علـى حسـب ما همـا خدوهـا، وسـاعات بيدوهـا أكتر ما خدوهـا، علشـان يعوضوا ولادهم اللي همـا اتحرموا منه. لـو الأهـل مكانوش المصدر الكافي للطبطبـة، هيفضـل الإنسـان يـدور عليهـا لغاية مـا يوصلها، يـدور عليها فـي كل مكان ومـع كل شـخص بيقابلـه، الطبطبة اللي بناخدها بنرجع نديها للي حوالينـا، بنديهـا لأهلنـا لما يبكبـروا، لأولادنا وأصحابنا، سلسـلة ودايـرة مـش بتنتهي. بـس تخيلـوا أني بعد رحلة طويلة من دراسة الكوتشـينج، والبرمجة اللغوية العصبية، ودبلومات فـي الإرشـاد النفسـي والأسـري والتربـوي، وصلـت ليقيـن وقناعـة إن أهـم حـد فـي الدنيـا الواحـد محتـاج يطبطب ويبقى حنيـن عليه هو نفسـه، أيوة لـو الدنيـا كلهـا طبطبـت عليـك وأنـت كنت قاسـي على نفسـك وعمـال تجلـد فـي ذاتـك، يبقـى ولا كإننا عملنا حاجة حتى لو الدنيـا كلهـا غرقتـك حنية.
 
ثم تبدأ الكاتبة الدكتورة سلوى عمر رحلتها في البحث عن الطبطبة، بدأت من دور الكوتشينج في مساعدة المستفيد على الاتصال بذاته، والوقوف بتجرد وشفافية مع النفس ودواخلها دون التأثر بالأنماط والأعراف والأطر الاجتماعية، ليتمكن من معرفة ما هو الشيء الذي يحقق له الاكتفاء بصدق، وما الذي يحتاجه ليصبح مكتفياً، وقد نتطرق إلى ممارسة الشعور قبل الوصول له من خلال استحضار موقف أو مرحلة مر فيها بمثل هذا الشعور، كموقف جميل في رحلة عائلية، أو العمل على مشروع ناجح، ففي رحلة العمل تمارس الشعور وليس النتيجة، ممارسة الشعور بحواسنا كما ذكرنا يكون من أجل بناء تصور كامل عن العيش بالاكتفاء.
 
وقامت الدكتورة سلوى عمر بتقسيم الكتاب إلى أجزاء، وفقا لنوعية العلاقة التي يدخل بها الإنسان، والبداية بجزء خاص بالعلاقات عموما، ثم الأجزاء الأخرى الخاصة، مثل العلاقة مع الأهل أو شريك الحياة أو علاقة الإنسان بنفسه، حصرتها المؤلفة من خلال عدة جمل وردت في الأمثال الشعبية الموروثة، بعضها دمرت نفسية أجيال، تربى عليهـا أجيال ومـن كثرة تكرارها، للأسـف دخلت في نسـيج ثقافة المجتمع، والمؤسـف فعلًا إن هذه الجمل كان لهـا وما زال تأثيـر سـلبي علـى العلاقـات بمختلـف أنواعها للأسف كان لها تأثير سلبي ودمرت شـخصية رجال كثير.
تناولت المؤلفة هذه الجمل الموروثة بالتحليل والوصف والتأثير على الفرد في المجتمع، مثل جملة «الرجالة مش بتعيط» لتؤكد لنا الدكتورة سلوى عمر من خلال تجربتها قائلة: »الرجالة بتعيط عادي على فكرة»، وكذلك جملة «ضل راجل ولا ضل حيطة» لتؤكد أن هناك معايير للإرتباط بين الشاب والفتاة، قائلة «إن لـو البنـت ملقتـش الشـخص الصـح المناسـب، يبقـى قلتـه أحسن» وكذلك جملة «بكرة المسئولية هتغيره» فلو مش قادريين نتقبل العشرة مع طبع معين، بلاش ناخد مخاطـرة إن الظروف ممكـن تغييره، ويبقى أحسن علشان دي مخاطرة كبيـرة جدًا، مخاطرة عشرة وتدبيسة العمر كله.
 
وكذلك «أخوكي ولد يعمل اللي هو عايزه» من ضمـن الجمل المدمـرة فـي التربيـة، فهذه الجملـة تعمل تفرقة، يعني اللـي هو علشـان ولـد ياخد مزايا عنك، نبطل نندم ونأنب نفسـنا، نبطل كلمـة «لو كنـت عملت» أو «لـو كنـت قولت»، خالص اللـي حصل بابه اتقفل، وكذلك هناك أمثلـة كثيرة من الجمل، التي تعود الإنسان منا عليها، وكانت سبب في تدمير نفسية الكثيرين.
 
وتضع المؤلفة دكتورة سلوى عمر تكنيـك لطيـف جـدًا للتواصل مع المحيطين، وهو تكنيك «تبديـل الكراسـي»، فكل واحـد فينـا بيغير الكرسي بتاعه ويقعـد علـى كرسـي الطـرف الآخـر، بالرغـم مـن بسـاطة التكنيـك ده، لكنه فعال جـدًا وأداة هايلة نقوم بإستخدامها في جلسـات الكوتشـينج، وفكـرة إنك تحط نفسـك مكان اللـي قدامك وتتخيـل ظروفه وليه هـو اتصـرف بطريقة معينة، بتخليك تقـدر وتعذر اللـي قدامك علـى رد فعل ممكن يكون خده وأنت كنت بتلومه عليه، وتطالب القراء بتجريب لعبـة تبديـل الكراسي ولن يندمـوا عليها ببسـاطة هى فكـرة «حـط نفسك مكاني».
 
وتضع الدكتورة سلوى عمر روشتة علاج للعلاقات الإنسانية السامية، وترسم الطريق أمام الجميع بعرض لغات الحب الخمسة، اللغة الأولى وهى التلامس الجسدي، واللغة الثانية: كلمات المدح، واللغة الثالثة: منح وقت للشريك، واللغة الرابعة: الهدايا، واللغة الخامسة هى المساعدة.
وتعرض لنا بعض العبارات والجمل ذات التأثير القوى في العلاقات، مثل «عايزة ورد يا إبراهيـم ..ومتقوليش أجبلك كيلو كباب أحسن»، وجملة «إن الاهتمـام مبيتطلبـش»، ففي الحقيقة الإهتمام بيتطلـب، مـش عيـب إننـا نقـول إننـا محتاجيـن اهتمـام واحتـواء بشكل معين، وأوقات الطرف التاني فـي العلاقـة ممكن مش بيبقى واخد باله إحنـا محتاجين أيه بالضبـط، ومـش كل النـاس بتفهـم التلميحـات، فجأة بيلاقونا اتغيرنا بسـبب إننا مـش لاقيين منهم الحب والاهتمـام اللي إحنـا محتاجينـه وهمـا مش بيفهمـوا ليه، إحنـا فجأة خدنا جنب واتغيرنا.
 
وتدخل الدكتورة سلوى عمر إلى مرحلة العلاج لنتفادى مدمرات العلاقة الإنسانية، مؤكدة أن أول حاجة يحتاج الإنسان لتجنبها هي العتاب المستمر، وتاني حاجة ممكن تدمر أي علاقة هي إنك تلعب دور الناصح الأمين على طول الخط، مد إيد الطبطبة بأسلوبك الحلو، لإحتواء من أمامك لتخرجه من هموم الدنيا ومعاناته مع مشاكل مشاغل الحياة. وفي «رحلة البحث عن الطبطبة» في العلاقة مع الأهل، طرحت المؤلفة سؤال «سألتوا نفسكم هل أنتم مؤهلين تبقوا أب أو أم؟». لتؤكد أن مـن أصعـب الأدوار لأي فرد يمكن أن يلعبهـا فـي حياتـه كلها، هـو دور الأب أو الأم، صعـب لإنه بيأثر في نفسية أولاده اللي هيأثـروا في علاقـة ارتباطهـم، وبالتبعية لو هو أذاهـم نفسي ستكون نفس العلاقـة مع أولادهـم، وتفضـل دايـرة بتلف فـي حلقـة مفرغة، وتطالب الجميع أن يطبطبوا ويربوا قبل فوات الأوان.
 
وتنتقل إلى علاقة أخرى وهى «عقوق الآباء»، فرغم صدمة العنوان، إلا إنه أمر واقع، فأعظـم لقـب هـو لقـب الأم والأب، زي مـا همـا بيهتمـوا ويجـروا ورا ألقـاب ومناصـب فـي الشغل، بجـد لو أنتـم مـش قـد مسـئولية اللقـب ده بلاش؛ لإنكـم هتتسـبوا فـي أجيـال مشـوه نفسـيا، والمشـكلة إن المأسـاة مـش هتخلـص لحد هنا، دول هيرتبطوا بناس يطلعـوا عليهـم كل العقـد اللـي عانـوا منهـا، وللأسـف ده هيأثـر في طريقـة تربيتهم لوالدهم، فهيبقى سلسـال مـن العقـد النفسـية وعلاقـات مدمـرة ويجيبوا أولاد مـش مجرد هتعاني في رحلة البحث عـن الطبطبـة، وسيكونوا في حاجة إلى رحلة للتأهيل النفسـي، فياريت نلحق نلعب الدور ده صح قبل فوات الأوان.
 
تتعرض المؤلفة لمشكلة لا يخلو منها أي بيت، وهى الإستهتار بمشاعر الأبناء عندما يقول «أنا بحب»، وهى قضية شائكة تناولتها الدكتورة سلوى عمر بمشرط جراح ماهر، فمشـاعر الحب تتحرك عند أولادنا مـنذ الصغر،فممكـن تلاقـي ابنـك اللـي عنـده 4 أو 5 سـنين يجـي يقولك أنا بحب، ورد الفعل بيكون ضحك وتهريج، وكمـان بيبقـى مادة سـخرية في قعدة القرايـب والصحاب، سـاعات لمـا بيجي يقولـك حاجة أو يحكيلك عن مشـاعره، ويقولك بس ده سر بينا ويلاقيـك قولت للأهل كلهم علـى السـر، فلن يبوح بأسرار أخرى ممكن أن تواجهه، فلا بد أن يطمئـن إنه ممكن يكون فيه بينكم أسـرار، لما مشاعر الحب عنده بتنمو وبيحس بيها فـي مرحلـة إعـدادي وثانوي، خليـك أنت أول واحد يجري عليه ويحكيله، طمنه إن مشـاعر الحب أحلى حاجة فـي الدنيا، بس فهمه إن كل لمـا بنكبـر بنعـرف نحـس بمشـاعرنا أكتر، وإننا بنعرف نشوف كل حاجة أحسن، بنعرف نحكـم على الحاجة أحسـن، لما نكون مخزن أسـرارهم، أحسـن بكتير لمـا ياخدوا النصيحـة مـن أصحابهـم، لما بنحسسهم إننـا مصـدر الأمـان بتاعهـم بيزيـد ويكبر الحب اللي بينـا وبينهم، وتنصح الجميع بمصاحبة أبنائهم ويحوطوا عليهم ويحسسوهم أنهم يقـدروا يثقوا فيكم وإنهم معاكم سـرهم فـي بير.
 
وتعرضت الدكتورة سلوى عمر لعشرات القضايا التي تواجه الأبناء مثل التعرض للتنمر الجسدي أو اللفظي، والعلاقة في رحلة البحث عن الطبطبة في العلاقة مع شريك الحياة، اختلاف طبيعة الراجل والست في العلاقة، وطريقة تعبير الرجالـة أغلبهم التعبير عـن الحب عندهـم بالمواقف، ومش كتير منهـم اللي بيعـرف يعبر بالكلام، السـت عايـزة تعبيـر عـن المواقف فقط، عايـزة تسمع منه كلام يعبر بيه عن مشاعره، والرجالة مش بتميل إنها تدخـل في التفاصيـل، بتحب تاخد فكرة عامة عـن الموضوع، الراجل مش بيركز فـي التفاصيـل، والسـتات بتاخـد بالها وبتهتم بالتفاصيل، ويا سلام بقـى لـو هـو مفتكـرش تفاصيل معينة فـي حياتهم، يبقـى هو كده مـش مهتم بالعلاقة.
 
ثم تتناول المؤلفة أزمة منتصف العمر لدى الرجل والمرأة، وهى في سـن من 40-50 سـنة، بالنسـبة للرجل بيكون حس إنـه تعب جدًا فـي حياته، وابتدت حياته الماديـة تسـتقر، وبيرفـض فكـرة إنه بيكبر وبيبقى عايز ينطلـق وإنـه يعيد شـبابه ويبحث عن علاقة جديدة، على عكس السـت في السن ده بيحصلها تغييرات فسيولوجية وبتبتدي تحـس إنهـا كبـرت وإحساسـها إن فرصتهـا فـي الإنجـاب بقـت ضعيفـة، وده بيحسسها إنها كبرت أكتر، ومراته بتفضـل مكملة في تفانيها واهتمامهـا بأسـرتها، وأوقـات كتيـر بتبقـى بطلت تهتم بنفسها، في السن ده الراجل بيدور علـى مراته علشان يلاقـي الطبطبـة اللي لـو ملقهاش معاها، هيـدور عليها مع حـد تاني.. الرسالة وصلت؟
 
كما تناولت الدكتور سلوى عمر علاقة الرجل بزوجته في مرحلة بعد الطلاق، ففي أوقات كتير بيبقى الطلاق هـو أنسب قـرار للطرفيـن، عند الوصول لمرحلة اسـتحالة العشـرة وإنهم مـش هيقدروا يكملـوا حياتهـم مـع بعـض، لحـد كـده مفيـش مشـكلة وخاصة لو مفيش أولاد، بس لـو فيـه أولاد لازم يكون فيـه حسـابات تانيـة، يجب أن يتفق عليها الزوجان.
 
ثم تتناول المؤلفة في رحلة البحث عن الطبطبة مع النفس، لتعرض لنا «نظرية أو ظاهرة البطة» من خلال دراسـة أجريت مؤخرا بجامعـة سـتانفورد الأمريكية، أطلقـت عليها ظاهـرة البطة  « Duck Syndrome » بإعتبار أن البطـة دائمـا بنشـوفها بتعـوم في هـدوء وثبـات انفعالي، وده اللي بيظهـر لنا فوق سـطح الميـة، بـس الحقيقة لـو بصينا عليهـا مـن تحـت الميـة، هنلاقيها عمالـة تصـارع وتبـدل جامد، علشـان توصل للشـط، هـي بتبقى قلقانـة لغاية ما توصـل لهدفها بالرغـم مـن هدوءهـا الظاهري، ومـن هنا جاء تشـبيه البطـة، كتير منا شـبه البطة، متسـتغربش، كتيـر منـا بيبان عليـه الهـدوء وهـو مـن جـواه مليـان وجـع، وقلق مش بيظهـره، ممكـن تشـوف حـد تقـول عليـه أيـه كميـة الهـدوء والروقـان اللـي هو فيهـا دي، أنـت مش عارف أيـه رحلته الحقيقيـة فـي الدنيا، وأيه كـم الصعوبات والتحديـات اللي ممكن يكـون بيواجههـا، ربنا بس هو العالـم بالمعاناة والصـراع الداخلي لـكل إنسـان، أنـت ممكن تبقـى عندك مشـاكل في بيتك وشـغلك وبتحـاول تضحـك وتهـزر وتبسـط الأمـور، فبلاش نحكـم على النـاس مـن الظاهـر قدامنـا أو مـن الفكـرة اللـي همـا بيحاولـوا يصدروهـا، كل واحـد ممكـن يكـون جـواه البطـة اللي اتكلمنا عليها دي.
وتتناول المؤلفة مشـكلة فـي معاشـرة الشـخصيات التي تحاول أن تتدخل بشكل غريب في حياة الآخرين، أطلقت عليهم «الشخصيات السامة» التي يصعـب عشـرتها، بخلق منـاخ دراما تحـوط نفسـها به وعلى شـركاء حياتها، للأسـف إن جو الدراما بيبقـى معـدي كل الحدود، وأفضـل طريقـة للتعامـل معاهـم هـو تجنـب سـؤالهم عـن مشـاعرهم، وكمـان الاقتضـاب فـي الـكلام معاهـم، لازم ندرك حجـم التهويـل فـي سـردهم للمواقـف، لتحذرنا من التعاطـف مـع الشـخصية الدراميـة، وتجنـب الغـوص في تفاصيلـه الدرامية.
 
وتطالب الدكتورة سلوى عمر بحتمية وجود المرونة النفسية، وهو مصطلح انتشر مؤخرا، لتؤكد أن المرونـة النفسـية مـش معناهـا إننا نفضـل نقـول لنفسـنا إن الحيـاة وردي ولونهـا بمبي، احنـا بنبقى عارفيـن وواعييـن إن الحيـاة فيهـا أوقـات حلـوة هتمر علينـا وأوقـات تانيـة بتبقـى صعبة، والمرونـة النفسـية بتخلينـا نعـرف ازاي نتكييف مـع المواقف والأوقـات الصعبـة اللي بتمر علينا فـي حياتنا، بنقول لنفسـنا إن كل موقـف صعـب بيعـدي علينـا بنتعلم منـه، ودي حقيقـة فعًلا، إن كل موقـف صعـب بيعـدي علينـا بنتعلم منه، والموقـف الصعـب بيفتـح عنينـا على حاجـات أوقـات بتبقى غايبـة عـن عنينـا، الناس الوحشـة والعلاقات السـامة ربنـا حطها فـي طريقنـا علشـان نقـدّر بعـد كـده العلاقـات السـوية اللي هنقابلهـا.
فالمرونـة هـي القـدرة علـى التكييـف والاقتنـاع إن الدنيا فيها فـرص كتيـر، يعنـي مـش أخـر الدنيـا لـو مجتـش الوظيفـة اللـي كنـت هتمـوت عليهـا أو انتهـت العلاقة اللي أنت كنت حاسـس إنـك عايش علشـانها، المرونـة هـو إنـك تخـرج مـن سـجن تجربـة فاشـلة حصلـت لـك فـي الماضي سـواء في شـغل أو فـي علاقة وحسستك إن اللي جـاي كلـه غيمة وضلمة، سـاعات الكعبلة اللي بتحصلنـا دي بتبقى فرصـة جـت لحـد عندنـا، بـس أوقـات مـش بنسـتغلها وترمينـا في حفـرة خـوف وقلـق، وأوقـات تانية بتعلمنـا إننا نجـرب وإننا ممكن نبقـى أقوى.
 
وقبل النهاية ترسل الدكتورة سلوى عمر رسالة إلى الجميع، «حبك لنفسك مش أنانية» علشـان نقـدر ندي مينفعش نكـون احنـا فاضيين مـن جوانا «فاضييـن بمعنـى فاضييـن حـب»، علشـان نقـدر نـدي ونهتـم وندعم غيرنا، لازم يكـون إحنا جوانا مشـاعر حب تجاه نفسـنا، والسؤال ليـه بنحـس إن اهتمامنـا بنفسـنا أنانية؟ أوقات كتير قوي السـتات بالذات بتسـتكتر إنها تهتم بنفسـها، بتستخسـر تجييـب لنفسـها حاجـة «مش بعمم بـس بقـول إن الأغلبية كده»، علـى فكـرة لما بنهتم بنفسـنا بيبقـى كإننا بنشـحن طاقتنا، حبنـا لنفسنا مـش أنانية، لو اتعودنا إن احنا نبدي أو نحط غيرنـا قبلنـا، هنفضـل دايمـا مكانـا فـي الآخـر، لو فضلنا نسأل النـاس اللـي بنحبهـم همـا بيحبـوا أيـه ونرضـى احنـا بفتافيـت الاهتمـام «أيـوة أنـا سـميتها فتافيـت الاهتمـام يعني أقـل القليل» يبقى مش هناخد غير الفتافيت.. اتعلم تطبطب على نفسك أنت الأول.. خليك متأكد إن أحن إيد في رحلة البحث عن الطبطبة، هي إيدك أنت!
وفي ختامه طبطبة الدكتورة سلوى عمر تقول : عارف أنت الجزء الأخيـر في كل كتاب واللي ساعات بيتحط فـي الأول؟ الجزء ده اللي المؤلف بيشكر فيه شوية ناس، أنا قررت إني أعمل الجزء ده بطريقة مختلفـة وأشـجع القراء إنهم يعملـوا نفـس اللي هعمله، الجزء ده هخصصه كشكر لنفسي اللي كانـت معايا طول «رحلـة البحـث عـن الطبطبة» ولسه مكملين مع بعض، عارفين فكرة طاقة الامتنان والشـكر وقد أيه بتبسـط وتحفز اللـي حوالينـا؟ طيـب مـا إحنـا أولـى! نقـول لنفسـنا كلام حلـو، نشـكر ونشـجع نفسنا، يلا نبتدي وبجد بشجع القراء يعملوا كـده وأنا جربتها وفعلًا فرقت كتير، أنا بشكر نفسي على كل ضغـط نفسي اتعرضت ليه، أيه كان سـببه، واسـتحملت وتخطيتـه.
 
أنا بشكر نفسي على كل المواقف والظروف الصعبة اللي الكل كان بيتوقع إني أقع، بس بخلـف ظنونهـم وأروح مطبطبة على نفسي وأقولها يلا أجمدي كده، هنقـف ونحاول تاني، وفجـأة ربنـا يكرم تلاقي نجاحك هـو اللي بيـرد عنك.
وعلـى كل مـرة كنـت مضغوطة وبرغـم كده كنـت السـبب إنـي سـاعدت ودعمت اللـي حواليا . أنا بشكر نفسي على كل الطاقة الإيجابيـة اللي إدتها للي حواليـا «زي مـا همـا دايمـا بيقولولي» ، بالرغم أني كنت أكتـر واحـدة محتاجة الطاقة دي، طبطبة كبيرة قوي لنفسي وطاقة حب وأمان كمان 
رسالة طبطبة للناس الحلوة اللي في حياتنا بعـد مـا شـكرت نفسـي وأديتهـا الدلع اللـي هي تسـتاهله، بشـكر كل حد مشـي معايا في مشـوار رحلة البحث عن الطبطبة.
وبنظرة عامة على رحلة البحث عن الطبطبة، تستخدم فيها الدكتورة سلوى عمر «الكوتشينج» وهو علاقة شراكة مع العميل في عملية تشحذ الفكر والإبداع لديه، التي تلهم العميل ليضاعف قدراته وشخصيته ومهنته، ويعتقد الكوتش أن الخبير هنا هو العميل، وليس الكوتش، فما دور الكوتش هنا إلا تسليط الضوء على ما يقوله العميل وعكسه له، ليتعلم منه ويكتسب ما يريد اكتسابه، وينطلق إلى ما يراه مناسباً، ولذا فمسؤولية الكوتش تقف عند حدود سردتها المؤلفة منها أن الجميع يبحث عن الطبطبة، باكتشاف وجلاء ومحاذاة ما يريد الإنسان تحقيقه، وتشجيعه ليكتشف ذاته، وينتزع ويولد الحلول والاستراتيجيات من الفرد نفسه، مع جعل الإنسان مسؤولاً ومسائلاً عن نفسه، لتساعد الإنسان بشكل فائق لتطوير نظرتهم للعمل والحياة، بل تطلق قياديّتهم وإمكاناتهم، فالكوتش لا يقدم خدمة علاج نفسي، ولا إرشاد نفسي، ولا حتى يقدم استشارات ولا يرشد ولا يذكر آرائه للعميل ولا يحاول إقناع العميل بفكرته الشخصية، ولكن ينفرد الكوتش بكونه يساعد العميل على اكتشاف ما يريده، وكيف يمكنه الوصول إليه، في الكوتشينج ، "الكوتش" لا يوجه العميل وليس لديه أجندة ليغيّر العميل اتجاهها، بل العميل هو الذي يضع أجندته وأهدافه من جلسات الكوتشينج، وهو ما اعتمدت عليه المؤلفة في كتابها في رحلتها للبحث عن الطبطبة، لإن الكوتشينج لا يعتمد  علي لإكساب المستفيد أي مهارات، لأنه على الكوتش أن يساعد المستفيد في اكتشاف مهاراته الموجودة لديه أصلاً.
 
الدكتورة سلوى عمر تمتلك خبـرة عمليـة في مجال العمـل في شـركات البترول تمتد لأكثر من 30 عام ، وحاصلة على دبلومة إرشاد نفسي وأسري وتربوي، ودبلومـة الصحـة النفسـية للأطفـال والمراهقيـن، وممارس لتقنيـة الحريـة النفسية لتقليـل التوتـر وعلاج الصدمات النفسية، وعضو اتحاد المعالجيين النفسيين العرب، 
ولها عدة اصدارات سابقة منها الإدارة بالأداء كمدخل لتقييم العاملين، وكتاب اللي متعلمناهوش في المدارس.

ترشيحاتنا