«نار الجاهز» تحرق جيب المواطنين.. و«الكعك البيتى» هو الحل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أيام قليلة ويهل علينا عيد الفطر المبارك، وللأعياد والمناسبات طقوس وعادات اعتدنا عليها منذ زمن بعيد، ولعيد الفطر سماته التى تميزه، ومن أهمها "الكعك" فيعتبر الكعك والبسكويت واحد من أوجه الاحتفال التى ارتبطت بهذا العيد، فنجد من يشتري هذه الأصناف من المحال التجارية المخصصة لصناعة الحلويات، ومنهم من يفضل عملها فى المنزل سواء لارتفاع الاسعار في الجاهز، أو لضمانة الجودة والنظافة في ماهو مصنوع بالمنزل وبأيدينا.


وبالرغم من أن الكثير كان يتجه إلى شراء الكعك والبسكويت ومختلف أنواع حلوى العيد جاهزة، توفيرا للوقت والجهد، ونظرا لانشغال النساء بالأعمال المنزلية الأخرى فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، والبعض يفضل التفرغ للعبادة فى هذه الأيام "العشر الأواخر" لما بهم من فضل وثواب، إلا أن ارتفاع الأسعار المبالغ فيه للجاهز، أثنى الكثير من الأسر عن هذا، وعادت فكرة الكعك البيتى بقوة في الكثير من البيوت، فهناك بعض المحال تخطى سعر الكيلو فيها الألف جنية.


وعادة ما نجد أمهاتنا والجدات هن من يتمسكن بعادة عمل الكعك وتسويته بالمنزل، فهن لا يعجبهن سوى ما تصنعه أيديهن، فيجمعن الأبناء والاحفاد ويجلسن لصنع محتلف معجنات وحلويات العيد فى جو من البهجة والفرح.


فتقول أم ابراهيم ربة منزل وأم لسبعة من الأولاد والبنات ولديها من الأحفاد ما شاء الله، أنها منذ أن تزوجت من أكثر من 45 عاما ولم تشتري كعك العيد، وكانت تجتمع مع جيرانها كل عام ويقومون بعمل الكعك مع بعضهم البعض، قائلة "الكعك فرحة وعايز لمة وأيادي كتير تنجز في العمايل، والحمد لله بنعمل كعك أحسن من الجاهز".


لافتة إلى أنها لديها مقاديرها الخاصة التى تعمل بها طوال عمرها، وتعطي الوصفات لمن يريد ممن حولها، مؤكدة أن فرحة أحفادها بهذه الطقوس التى لا تتكرر سوى مرة واحدة في العام، وإعجاب الكل بما تصنعه من هذه المعجنات يشجعها على الاستمرار والمواصلة رغم مايصيبها من إعياء وتعب عقب هذا اليوم.


وبالرغم من هذا فإن الأمر لم يقتصر على الأمهات والجدات، فهناك ممن هن حديثى التخرج وجدن متعة فى هذا العمل، وأن يتم صناعة هذه الحلوى بالمنزل، وأن تملء رائحة الخبز كل أركان البيت أمر يبعث فى النفوس البهجة، وهذا حسبما قالت منال محمود زوجة وأم لطفة تبلغ عامين، فتقول "أنا بحب المطبخ، وغالبا اللى بتحب شغل البيت والمطبخ هتحب تعمل الكعك بايدها فى بيتها" مؤكدة أن زوجها يشجعها على ذلك دائما، ويقول لها "حتى لو مش بجودة الجاهز بس كفاية انك انت اللى عملاه".


ومع اختلاف عادات الدول فى مظاهر الإحتفال بعيد الفطر، إلا أن الكعك والبسكويت يعد جزء أساسي من كل العادات، ومع انتشار روائح العجن والخبز فى مختلف الشوارع والبيوت، وأصوات الصاجات في المخابز، واعلانات الكعك الجاهز تملء الطرقات ووسائل الاعلام، يتبادر إلى الأذهان سؤال عن أصل الكعك، ولماذا ارتبط بعيد الفطر؟.


الكعك ليس بعادة حديثة على محتمعنا، ولكنه مظهر احتفالي ارتبط بعيد الفطر منذ زمن بعيد، واختلفت الروايات التاريخية حول أصل الفكرة وبدايتها، فهناك رواية تقول أن تاريخ صنع الكعك يعود إلى العصر الفرعوني وخصوصاً في عهد الملك رمسيس الثالث، وهناك رأي أخر يرى أن تقليد كعك العيد المعروف في أيامنا هذه، يعود إلى التاريخ الإسلامي بالأساس، وأن المصريين القدماء صنعوا مخبوزات تشبه الكعك، لكن لا يوجد دليل يؤكد انتقال وتوارث هذه العادة من مصر القديمة بشكلها الحالي.
 

اقرأ أيضا : تعرف على أسعار كعك العيد بمنافذ وزارة التموين

ترشيحاتنا