كنا نعرف الأخبار عن أى شئ من الصحف القومية نقرأها يوميا، وانا كنت من عشاق جريده الأخيار بسبب مصطفى وعلي أمين رحمهما الله، اعشق اسلوبهما المهني ، فالاعلام من وجهة نظرهما ليس مجرد نقد أو كلمات تكتب ولكن هو وسيلة قوية للتغيير وبدأ الأخوان فى التغيير بثقة الناس المقتدرة بهما والنتيجة كانت ليلة القدر ومساعدة الكثير من المحتاجين.
والاستاذ موسي صبرى الذى كتب العديد من المؤلفات ولكن ما ابهرني كان كتابته لخطاب الرئيس الراحل السادات فى الكنيست الإسرائيلى كتابة عبقرى لم تلده أماً فى هذا الزمان كلمات ألقاها الرئيس السادات لتُقنع أن السلام خيراً وأبقى لإسرائيل قبل العرب ، كلمات كتبها بجبروت شعرت معه بأن هذه الكلمات من حروف ليست بحروف لغتنا الجميلة.
الثنائي أحمد رجب و مصطفى حسين و قمةً العبقرية فى تغيير احوال بلد فى رسم مصطفي حسين و حروف قليلة من أحمد رجب و هو امرا لو تعلمون عظيم فما اصعب ان تختصر وقال الزعيمُ إبراهام لنكولن الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية فى إحدى خطبه قائلا: «معذرة على الإطالة، لم يكن لديّ وقتٌ للاختصار!» والكثير من الأسماء التى سمعت عن إنسانيتها مثل الأساتذه؛ احمد بهاء الدين وسعيد سنبل والجميل ياسر رزق ، هؤلاء شخصيات عاشت خادمة فى بلاط صاحبة الجلالة يملكون من الانسانية والعقل ما يكفى لتحريك المياه الراكدة فى مجتمعنا .
أما اليوم أصبح الإعلام صف ثان بعد اختراع النت و السوشيال ميديا، و لم يستغلها الكثير فى المساعدة فى تغيير حال البلد واكتفي الخبراء أصحاب الكراسي الدائمة فى المقاهى بفرض وجهات نظرهم دون ادني خبرة.
سألت يوما ابن اخى لماذا لا تذاكر؟ واخبرني انه سمع من احدهم على التيك توك ان أفضل طريقة للمذاكرة هى ان نذاكر نصف ساعة ثم استراحه ساعتين ثم نصف ساعه أخرى، يعني زى نظام اربعة اتنين اربعة فى كره القدم، سالته واللى قال الكلام خبير فى ايه بالضبط؟؟ قال مش عارف، بس كلامه عجبنى،وحاولت تغيير مفهومه حتي لو تذاكر ساعة و تلعب ساعة لان حتي ساعة المذاكرة أفضل ساعة للاحساس بالجوع و النوم وغيره، وفى نهاية المناقشة اتفقنا علي ان لا نتفق فى هذا الموضوع بالذات لان صاحب فكرة ساعتين راحة و نص ساعة مذاكرة عبقرى لا يمكن مقارنته بكلام عمتوا.
وفشلت فى جولتي معه و لكنه منحني فرصة اخرى حين أخبرني أنه سمع من التيك توك ان القبر به ثعبان سيضربه إذا لم يصلي فضحكت و صممت على الفوز بهذه الجولة و سألته" انت ناوى متصليش؟" قال؛ لا،
قلت له خلاص يبقي التعبان مش هيضربك ، احس بسخرية فى كلامى وانتظر باقى الرد واكملت ، الله ليس بحاجة إلى صلواتنا، الصلاة مفيدة لك انت فهى صلة بينك و بين المالك لكل شيء و لك أن تتخيل فوائد هذه الصلة، بالإضافة إلى أنك تصلى وتعبد الله لأنه يستحق العبادة فكل ماتراه جميلاً و تستمتع به هو من خلق الله و مع مرور الأيام ستعرف اكثر هدايا الله لك وتعبده لانك تحبه وليس لانك خائف من الثعبان ، كل ما أخبرتنا به ماما رحمها الله ونحن صغار هو أن لا نكذب وغالباً تكون هذه هى البداية القوية التي تجعلك تسير فى الطريق الصحيح ،فالكاذب يفعل اى خطيئة وحاول بقدر المستطاع أن لاتؤذي غيرك و عندها ستعلم انه لا يوجد ثعابين ولا سحالي ، وجدت فى عين أحمد صاحب العشرة سنوات وقتها نظرة رضا و ربما سعادة فما ابشع ان تعبد الله لانك خائف و ليس عاشق، و كسبت الجولة هذه المرة.
واليوم أخبرني احد الأصدقاء بأن لحن اغنيه 'تمللي معاك' لعمرو دياب من أفضل مائه لحن مصرى! فارتفع ضغطي مع اني مريضه ضغط منخفض وجريت لاسال استاذى جوجل الذى اقسم بأنه لا يعرف اى شئ عن هذه الواقعة، فسألت صديقي من أين لك بهذه المعلومة فضحك و قال من التيك توك.
وضحكته دليل علي ان المعلومة غير مؤكدة، ولم اناقشه عن معني أفضل مائة لحن فى مصر لانه مثل غيره من الشباب علاقتهم بالألحان هى علاقه ليست بقوية،
وفى الماضى كنا نسمع بداية اللحن ونقول هذه اغنية فلان، عكس الان الاغنية تبدأ و تنتهى دون أن اعلم من هو المطرب وليس الملحن ،مع العلم انه هناك بعض الاستثناءات.
و المشكلة ان البعض لا يعلم أن حقيقي الموسيقى هى غذاء الروح ولكم ان تتخيلوا الأرواح الآن بعد تغذيتها بموسيقى مجهولة الأبوين.
وسائل الاتصال الاجتماعي اصبحت وسيلة لتحريك الشعوب واحيانا تدميرها ، لا تستهينوا بمقاطع لا تتخطي الدقيقتين فمن الممكن ان تكون مفتاحاً لتدمير شبابنا بل و بلدنا .
حفظ الله اولادنا و بلدنا.
.
