زيارة وفد مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الكابتن محمود الخطيب إلى نادي الزمالك ولقائه بمجلس إدارته للتهنئة بانتخابه ، تُعد زيارة تاريخية بكل المعايير وبكل ما تحمله الكلمة من معنى . ويكفي أن آخر زيارة كانت في ثمانينيات القرن الماضي أي منذ نحو قرابة 40 عاما .
ولعل من الدلالة لهذا الحدث الهام ، أنه يأتى تتويجا وتزامنا مع اللقاء المنتظر والمرتقب بين الفريقين فى كأس مصر لكرة القدم يوم الجمعة الموافق 8 من مارس المقبل فى المملكة العربية السعودية ، لتكون هذه المباراة أول بطولة لكأس مصر خارج الأراضى المصرية .
ولعله أيضا من الأمور الجديرة بالتسجيل واقعة الشاب عبدالرحمن مصطفى كامل ، من أصحاب الهمم الذي طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية "قادرون باختلاف" التى شهدها فخامته ، أن يحقق أمنيته في الانضمام لنادي الزمالك ، حيث إنه من مشجعيه ، ولبى الرئيس السيسي طلبه ورغبته بحنان أبوى وإنسانى رفيع المستوى ، وأمر فورا بمنحه العضوية ، وهو ما استجاب له على الفور حسين لبيب رئيس نادي الزمالك، قائلًا : «فخامة الرئيس نتشرف بوجود البطل ويبقى معاه العضوية الخاصة بيه» .
إنها ملامح مجتمع جديد يُبنى بثقة وقوة وهدوء لا فارق فيه بين أبناء الشعب الواحد ، سواء كانوا من ذوي الهمم ، أو من غيرهم ، فالكل واحد ، وكل مواطن على درجة واحدة ، وكل يتساوى في الحقوق والواجبات .
فهي لقطة تبين وتُظهر أهمية وخطورة المجال الرياضي وتأثيره على الناس وعلى معيشتهم ، وتغلغله في حياتهم اليومية ، وأهمية الحفاظ عليه ، باعتباره مجالا حيويا هاما ينتمي إليه ويرتبط به عشرات الملايين من الشعب المصري.
وعلى كل ، فإن زيارة الخطيب لنادى الزمالك ولقاء مجلسي إدارة الناديين تعد خطوة جيدة وقوية ، ونتمنى أن نراها في كافة القطاعات ، فلا يجب أن تكون هناك خصومة بين أبناء القطاع والمجال الواحد تصل لدرجة العداء ، وإنما يجب أن يبقى الأمر في إطار الخلاف فى وجهات النظر وتبادل الآراء بما يخدم المصلحة العامة .
هذه الزيارة والتي بالتأكيد ، ما كانت تتم لولا رعاية وعناية الدولة المصرية في أجهزتها ومؤسساتها المتعددة ، والتي تستهدف ، ضمن ما تستهدفه ، إنهاء حالة التعصب الرياضي ، وإبعاد كل صور الصدام والتناحر .
أختم كلمتي وأقول للدلالة ليس إلا ، لقد فشلت محاولات الاستعمار وأعوانه وعملاؤه وأدواته دوما في شق وحدة صف الشعب المصرى ، من خلال تمثيلية وقصة "مسلمين ومسيحيين" أو"صعايدة" و"بحاروة" ، وحاولوا أن يلعبوا هذه اللعبة السخيفة والمقيتة من خلال الأهلي والزمالك ، وبجهود للأسف خارجية وغير مصرية .
إنها نقاط تبين أهمية استراتيجية الأمن القومي المصري القائمة على عدم السماح بأي عبث في المجالات الحيوية مثل المجال الرياضي والكروي ، وبين أهم مؤسستين رياضيتين وطنيتين في مصر ، وهما الأهلي والزمالك ، فيجب أن يصانا ، ويكونان مصدرا للتعاون والالتحام .
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب: بلاد العم سام
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : الأفول الأمريكي