محمود الخولي يكتب: سد النهضة.. أغلق النقاش!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

ليس سرا أن أديس أبابا تستهدف إقامة مجموعة أخرى من السدود، بخلاف سد النهضة، وفق مخططات معروفة منذ ستينيات القرن الماضى ورفضتها مصر، ستؤثر بلا شك على كمية المياه الواردة إلى السد العالى فى أسوان، لذا وبحسب خبراء يجب النظر فى كيفية تعويض هذا الانخفاض، حتى لا يقع ضرر على مصر والسودان.
 
وقد لفت الدكتور محمد نصر علام  وزير الرى الأسبق مؤخرا لجريدة الشروق، إلي أن إثيوبيا طلبت خلال مفاوضات سد النهضة أن يتضمن الاتفاق، موافقة مصر والسودان غير المشروطة على مشروعاتها المستقبلية على النيل الأزرق، مقترحا تشكيل لجنة من وزراء الرى فى الدول الثلاث، لمناقشة هذه المشاريع وتأثيرها المحتمل على الأمن المائى لدولتى المصب، والنظر فى إقامة مشروعات لتعويض أى نقص محتمل فى كمية المياه.
 
من الغريب أن آبي احمد رئيس وزراء إثيوبيا كان قد أكد نهاية الأسبوع الأول من فبراير الجاري، استعداد بلاده للتفاوض بشأن سد النهضة، وقال في رده على استفسارات أعضاء مجلس النواب الإثيوبي، إن أديس ابابا- قال إيه- مستعدة للاستماع الي الشعب المصري الذي وصفه بـ  الشقيق وبذل الجهود للرد علي استفساراته، شريطة ابداء الجانب المصري استعداده تلبية المطالب الإثيوبية، علي حد قوله.
 
الغريب والعجيب ان آبي احمد أهدر دم تصريحاته ووعوده السابقة باستعداد بلاده للاستماع الي مطالب المصريين وقبل ان يشرع في تنفيذ واحدة منها، بعبارة صادمة، هي انه " لن يكون هناك محل نقاش بعد الآن" بحسب ما اوردته وكالة فانا الإثيوبية!!
 
لم يقف آبي احمد عند هذا الحد، بل بالغ في تصريحات المراوغة السياسية، فكذب الحقائق العلمية التي تؤكد أن ملء إثيوبيا لسد النهضة سيؤدي الي انخفاض حجم مياه سد اسوان(السد العالي)، ثم ومن ناحية اخري راح يدندن امام البرلمان الإثيوبي علي نغمة حرص بلاده علي مراعاة مصالح كل دول الجوار، ما ضاعف من احساس القاهرة بغموض نواياه وافتقار اديس ابابا لإرادة سياسية حقيقية للتوصل الي اتفاق عادل، في ملف المياه  الثلاثي المشترك.
 
منطوق الرسالة التي سعي آبي احمد وصوله الي الدولة المصرية وفحواها المتضارب عبر مجلس نوابه، لم يكن مفاجئا للقاهرة، فقد خبرته وبجلاء، منذ تعثر المفاوضات التي تم استئنافها 9 يونيو 2020 بدعوة سودانية، بل وعقب فشلها غير مرة، بأكثر من رعاية إفريقية وأمريكية وأممية، وكان الرد النهائي وفقا لبيان الخارجية المصرية  متضمنا: " توقفنا عن الاستمرار في تلك العملية التفاوضية التي لا تقود الي نهاية واضحة".. وأغلق النقاش.

ترشيحاتنا