في 15 يناير الحالي جاءت الذكرى ال 106 لميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، قائد وبطل ثورة 23 يوليو ، أعظم الثورات في تاريخ شعوب العالم الثالث في القرن ال20 .
وأرى أنه من واجبي ومن باب الوفاء لهذا الرجل العظيم ، الذي لولاه ما كنت أنا شخصيا صحفيا و مسؤولا في بلاط صاحبة الجلالة ، ولولاه ، ما أُتيحتْ الفرص لملايين المصريين من أبناء الأسر العادية والمتوسطة ، أن يأخذوا فرصتهم كاملة في التعليم والعمل ، وأن يظهروا كفاءتهم ، بما يحقق الخير لمصر .
إن عبد الناصر قائد ثورة شاملة، وهذا حق علينا أن نذكره بالخير في هذه الأيام ،
لم تكن ثورة سياسية فقط ، وإنما كانت ثورة إجتماعية ، والأولى من نوعها منذ ألاف السنين ، والتي شهدت لأول مرة صعودا للمواطن المصري البسيط من أعماق الريف ومن أعماق الفقر ، ومن أعماق العوز ، ومن أعماق الحاجة ، لكي يكون مواطنا صالحا ، يعيش ويحيا على ظهر الأرض ، ويأخذ فرصته كاملة في الحياة والتعليم والعمل والإنتاج ، ويصعد إلى أعلى المناصب والدرجات بكفاءته دون محسوبية أو مجاملة .
عبد الناصر هو أول من أسقط ودمر مقولة أن الفقر ، والجهل ، والمرض إرثا ، وقال لا يجب أن يكون الفقر والمرض والجهل إرثا ، بل يجب أن تتاح الحياة بتكافؤ فرص كاملة أمام الجميع ، وكل حسب مجهوده ، وكل حسب كفاءته وإجادته وعمله وإخلاصه .
إنني أحيي هذا الرجل العظيم الذي لم يكتف بالثورة السياسية التحررية ، والتي حرر فيها ، مصر والأمة العربية ، بل وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية من الاستعمار العالمي ، وأنهى إمبراطوريتين استعماريتين تاريخيتين ، وهما إنجلترا وفرنسا ، وأقام أكبر حركة سياسة دولية عالمية ، وهي حركة عدم الانحياز والحياد الإيجابي ، لتكون قوة عالمية ثالثة ، تقف على قدم المساواة مع القوتين الأعظم في زمنه الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ،
وإنما قام أيضا بثورة علمية، وثورة اقتصادية، وثورة مستقبلية،
فما زلنا نعيش على خير ثورة 23 يوليو من خلال آلاف المصانع والمؤسسات والشركات، ومن خلال مشروع السد العالي العظيم ، أعظم مشروع هندسي في القرن ال20 ، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة ، ومن خلال بحيرة ناصر، أكبر بنك مائي في العالم .
ولولا بحيرة ناصر ، لدخلت مصر وشعب مصر في كوارث عبر مراحل تاريخية كثيرة .
ففي حقبة السبعينيات من القرن الماضى ، حدث الجفاف الكبير العظيم ، والذي استمر نحو خمس أو ست سنوات، ولم يشعر به المواطن المصري ، بسبب مياه بحيرة ناصر ،
وفي الثمانينات ، حصل ارتفاع شديد وخطير في الفيضان ، كان من الممكن أن يؤدي إلى هلاك مصر ، لولا بحيرة ناصر ،
وفي الوقت الحالي حدثت أيضا مشاكل عديدة في المياه بسبب سد أثيوبيا ، الذي يستهدف مصر بالدرجة الأولى ، لكن بحيرة ناصر حمتنا وأنقذتنا كثيرا .
هناك عشرات المشاريع والأمور ، لكن الوقت والمجال والحيز لا يتسع لنشرها ،
ونكتفي في هذا الحيز الضيق ، أن نقول له ، فليرحمك الله كثيرا يا ناصر ، ونقرأ الفاتحة ترحما على روحك أيها البطل العظيم ، وستبقى ذكراك خالدة ناصعة بالبياض إلى يوم الدين .
[email protected]
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : السيسى .. الرئيس الإنسان
إقرأ أيضا : فيصل مصطفي يكتب : لماذا الرئيس عبدالفتاح السيسى ؟
إقرأ أيضا : لماذا .. نعم (6)