قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، إن الهجوم البري على رفح سيجري "في أقرب وقت ممكن"، وذلك عقب هجوم لحماس أدى إلى إصابة 10 أشخاص.

الاحتلال الإسرائيلى يهدد باجتياح رفح ..ويقلل من شعبية بايدن فى الانتخابات الأمريكية

رفح
رفح

 

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت،  اليوم الأحد، إن الهجوم البري على رفح سيجري "في أقرب وقت ممكن"، وذلك عقب هجوم لحماس أدى إلى إصابة 10 أشخاص.

 

وقال غالانت أثناء تفقد القوات الإسرائيلية في محور نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة إلى نصفين: "يبدو أن حركة حماس لا تنوي الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، وبناء عليه فإن عملية عسكرية في رفح وفي كل القطاع ستجري في أقرب وقت ممكن".

 

كما أصيب 10 أشخاص،  اليوم الأحد، بعد إطلاق بين 10 و30 صاروخا على منطقة معبر كرم أبو سالم.

 

وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن قذائف أطلقت من رفح في جنوب قطاع غزة باتجاه المعبر، الذي أعلن إنه مغلق الآن أمام شاحنات المساعدات المتجهة إلى القطاع.

 

وأصبح معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة. ويأتي الحادث في وقت تواجه به غزة أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والدواء والمواد الإنسانية الأخرى.

وبعد حدوث انفراجه فى مفاوضات الوساطة لتبادل الأسرى أمس السبت ، تراجعت احتمالات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، اليوم  الأحد، في ظل  تمسك حركة حماس  بمطلبها وأن يتضمن أي اتفاق إنهاء الحرب في القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي لذلك الأمر.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن وفد حركة حماس تمسك بموقفه في اليوم الثاني من محادثات للتوصل إلى اتفاق هدنة في القاهرة مع وسطاء مصريين وقطريين، المتمثل في أن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب.

ولم يتوجه مسؤولون من إسرائيل إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد الأحد مجددا على هدف إسرائيل المعلن منذ بداية الحرب قبل ما يقرب من 7 أشهر، وهو "نزع سلاح وتفكيك حركة حماس إلى الأبد حتى لا يتعرض أمن إسرائيل للخطر مستقبلا".

وقال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتا من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، الذين يعتقد أن عددهم يزيد على 130.

وأضاف: "لكن في حين أبدت إسرائيل استعدادا، لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وإبقاء حماس في السلطة. لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك".

وأطلع الجيش الإسرائيلي، منظمات الإغاثة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على خطة للبدء في إخراج سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة قبل غزوها، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو"، عن مسؤول أميركي، ومصدرين مطلعين.

وأوضحت المجلة الأميركية، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ الحكومة الأميركية والمنظمات الإغاثية، أنه وضع خطة لنقل السكان من رفح إلى منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي صغير جنوب غربي قطاع غزة، لافتةً إلى أن الجيش أرسل خريطة للمنطقة، حصلت "بوليتيكو" على نسخة منها، إلى عمال الإغاثة خلال الأسبوع الجاري.

وحثت إدارة بايدن بشكل متكرر إسرائيل على تجنب اجتياح رفح ما لم تكن لديها خطة لحماية المدنيين، لكن المجلة نقلت عن المصدرين المطلعين قولهما، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ منظمات الإغاثة أن "غزو رفح سيتم قريباً"، لكنه لم يذكر موعداً محدداً للعملية.

 

وأشار مسؤول أميركي إلى أن "هذه ليست الخطة النهائية للجيش الإسرائيلي، بل هي مجرد جزء من أحدث أفكارهم"، فيما ذكر مسؤول أميركي ثانٍ، أن "إدارة بايدن ليست على عِلم بأي غزو وشيك لرفح، وإنها لا تزال تنتظر المزيد من التفاصيل من تل أبيب بشأن كيفية إخراج السكان من المدينة الجنوبية ".

 

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة "لم تر بعد أي مؤشر على أن إسرائيل لديها خطة لضمان سلامة سكان رفح".

تعطيل المساعدات

ووفقاً لـ"بوليتيكو"، فإن إخراج سكان رفح من المتوقع أن يؤدي إلى تعطيل كبير في توزيع المساعدات الإنسانية، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان جميع السكان البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون نسمة سيكونون قادرين على الإقامة في المنطقة التي حددها الإسرائيليون.

وقال مصدر مطلع ثالث للمجلة، إن "الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل في طلب خيام لوضعها في منطقة المواصي"، لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن خططه لنقل سكان غزة بأمان إلى المنطقة أو كيف سيتم تنظيم وجودهم.

وتحسباً للغزو المحتمل لرفح، بدأت مجموعات الإغاثة محاولة إنشاء دور ضيافة، ومكاتب بديلة في أجزاء أخرى من جنوب غزة، بحسب المجلة .

وتجددت الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ، من جانب سياسيين ديمقراطيين لثني إسرائيل عن شن اجتياح واسع النطاق لمدينة رفح التي لجأ إليها ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ووقع 57 من الديمقراطيين البالغ عددهم 212 في مجلس النواب ، مؤخراً ، رسالة تدعو الإدارة إلى اتخاذ كل إجراء ممكن لثني حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شن هجوم شامل على المدينة القريبة من الحدود المصرية.

وجاء في الرسالة التي تحمل تاريخ أمس: «نحثكم على تفعيل القوانين والسياسة القائمة للحجب الفوري لبعض المساعدات العسكرية الهجومية للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المساعدات الواردة في تشريع تمت المصادقة عليه بالفعل، لمنع هجوم واسع النطاق على رفح».

ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق على الرسالة التي تصدرت النائبتان براميلا جايابال ومادلين دين الجهد الخاص بها.

وشكّل دعم بايدن لإسرائيل في حربها ضد حركة «حماس» عبئاً سياسياً كبيراً عليه، خصوصاً من جانب الديمقراطيين الشباب.

ويثير ذلك مخاوف داخل الحزب الديمقراطي في وقت يتأهب فيه بايدن لمنافسة انتخابية صعبة في مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترمب .

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، إنه لم يطلع بعد على خطة للهجوم الذي تتوعد إسرائيل بشنه على رفح تتضمن حماية للمدنيين، وجدد التأكيد على أن واشنطن لا يمكنها دعم مثل هذا الهجوم.

وعقد بلينكن ، اجتماعاً في القدس على مدار ساعتين ونصف الساعة مع نتنياهو، وبعد ذلك كررت إسرائيل موقفها بأن عملية رفح ستمضي قدماً رغم الموقف الأميركي وتحذير الأمم المتحدة من أنها ستؤدي إلى «مأساة».

وقال ديفيد دي روش أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاجون والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (ناتو)  ، إن جزءا كبيرا مما يجري يأخذ في الحسبان العملية الانتخابية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل "لقد رأى بايدن الحرب تقسّم قاعدته الشعبية وأنه لا تزال لديه أرقام ضعيفة في استطلاعات الرأي ضد منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب".

وتابع أستاذ الدراسات الأمنية "كما يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه إذا لم ينتصر في الحرب ضد حماس فلن يكون له مستقبل سياسي في إسرائيل وقد يتم سجنه، ومن المحتم أن تكون هناك توترات بين الشركاء، ولا سيما عندما تكون هناك أهداف إستراتيجية متباينة".

وبالنسبة لبايدن، فإن عدم رضا الناخبين عن تعامله مع حرب غزة هو مصدر قلق متزايد، وظهرت المشاعر المناهضة للحرب في المنافسات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ومنها هذا الأسبوع في ولاية ويسكونسن حيث لم يصوت قرابة 48 ألف شخص -أي 8.3%- لصالح بايدن، واختاروا التصويت بـ"عدم الالتزام".

وجاءت هذه النتائج بعد جهد قوي من قبل نشطاء مناهضين للحرب يحثون ناخبي الولاية على تسجيل استيائهم من بايدن من خلال إجراء هذا الاختيار، وقبل 4 سنوات اختار 3500 ناخب فقط -أي 0.4%- التصويت بـ"عدم الالتزام" في الانتخابات التمهيدية في ويسكونسن.

يذكر أن بايدن فاز بولاية ويسكونسن بفارق 20 ألف صوت فقط في انتخابات عام 2020، مما يعني أن عدم الرضا الحالي عنه قد تكون له عواقب وخيمة في انتخابات نوفمبر المقبل.

وويسكونسن هي واحدة من عدد قليل من الولايات التي من المتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية، وتتشابه النتائج فيها مع المنافسات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا العام في ولايات متأرجحة أخرى، على رأسها ميشيغان حيث لم يصوت أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي -أي 13.2%- لصالح بايدن، وصوتوا بـ"عدم الالتزام".

و أشار السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط إلى رفض نتنياهو وشركائه في الائتلاف اليميني اتباع طريق نحو حل سلمي في غزة رغم إلحاح القادة الإسرائيليين "الأكثر اعتدالا" والعديد من القادة العسكريين الإسرائيليين.

وأضاف أن بايدن قال الأشياء الصحيحة، لكنه لم يتخذ إجراءات مثل وقف شحنات الأسلحة بسبب ارتباطه القوي والعاطفي على مدى حياته بالدعم الأميركي الكامل لإسرائيل.

وتابع ماك "لكن الضغط السياسي الداخلي يتزايد على بايدن لاستخدام المزيد من العصي والجزرة في محاولة لتغيير سياسة إسرائيل".

ترشيحاتنا