عبدالنبي النديم يكتب: «جريمة حرب» ..إنهم يحرقون أشجار الزيتون في غزة

الكاتب الصحفي عبدالنبي النديم
الكاتب الصحفي عبدالنبي النديم


جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي الانساني الذي يحمي المدنيين في النزاعات المسلحة والغير مسلحة، أزالت ورقة التوت الأخيرة عن الضمير الإنساني العالمي، وعرت المجتمع الدولي الذي يرضخ للارادة الأمريكية التي ترعى الإعتداء الصيهوني الإسرائيلى على غزة وأهلها العزل من السلاح، وكان آخرها الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق مستشفى المعمدان في غزة، لقد قتلوا الجميع ..الطبيب والمسعف والمصاب، الجريمة التي هزت مشاعر العالم العربي والإسلامي، ولم يتحرك الضمير العالمي نحو هذه الجريمة، وأصمت دكاكين حقوق الإنسان التي تتشدق بالديمقراطية والدفاع عن الإنسان في أى مكان، ولكن عميت عما يحدث في غزة، لما لا فهم مأجورون للسيطرة على مقاليد الأمور في منطقة الشرق الأوسط، وأداة لأهل الشر لزعزعة الاستقرار ونشر الفتنة ورسم المخطط الصهيوني لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بعملية التهجير الممهنجة التي يقوم بها الشيطان الأعظم أمريكا ومن ورائها.

فهذا الأخرق الأعمى والغائب عن الوعي والتائه بايدن، يقول أن انفجار المستشفى سببه «الجانب الآخر»، في إشارة على أن الانفجار ناجم عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد، خلال زيارته المشبوهة للكيان الصيهوني بعد ليلة استشهد فيها أكثر من 800 مدني من أهل غزة، ليعلن فتح الخزائن الأمريكية للكيان الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي قوبل بالإستهجان من الشعوب العربية والإسلامية، وكانت اللطمة القوية التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس عباس أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبدالله في إلغاء زيارة بايدن إلى عمان بالأردن، القرار الذي لاقى ترحيب واسع من شعوب الدول العربية والإسلامية، مطالبين بموقف حاسم وحازم ضد الغطرسة الإسرائيلية التي تدعمها أمريكا وتوابعها من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وانجلترا .. التي اعترضت على قرار مجلس الأمن لايقاف اطلاق النار.  

وعلى مدار اسبوعين على التوالي يواصل الكيان الإسرائيلي المحتل، تدعمه الترسانة الحربية الأمريكية، قصف قطاع غزة بما فيه من مدنين عزل من السلاح، الأمر الذي يعد جريمة حرب يجب أن يعاقب عليها قادة الكيان الأسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية بعد هجومه البربري على المستشفى الأهلي المعمدان، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في غزة، وذلك في ظل استمرار القصف الجوي والبحري والبري الذي تنفذه إسرائيل على أهداف في القطاع، وتدمير كامل للبنى التحتية بغزة الأمر الذي يمثل إنتهاك صارخ للقانون الدولي.

وجاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، حداداً على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، استجابة لحالة الحزن والغضب الشديد لدى الشارع المصري، من الإعتداء الغاشم من الكيان الاسرائيلي على غزة وقتل المدنيين العزل، وأن الشعب المصري المصري بأكلمه خلف قيادته السياسية التي تعمل بكل الطرق السياسية والدبلوماسية لرفع المعاناة عن أهالي غزة، بعد أن اتحدت قوى الشر في العالم لمواجهة الشعب الفلسطيني بدعمهم للكيان الاسرائيلي ومده بالدعم العسكري في حربه الإجرامية التي لم يتحرك لها المجتمع الدولي وظل ساكنا على الجرائم التي ترتكب في حق المواطنيين العزل من السلاح.

إن ما يحدث في غزة ما هو إلا جريمة في سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الأسرائيلي الغاشم، منذ أن تمت المؤامرة لزرع الكيان في فلسطين «ممن لا يملك لمن لا يستحق»، في أربعينات القرن الماضي، لتعيش المنطقة في سلسلة من الحروب من قبل الغرب على الشعوب بالمنطقة بدعم من القوى الغربية وحماية هذا الكيان المعتدي، فقام الاحتلال الاسرائيلي الغاشم البربري بحرق أغصان الزيتون وإبادة شعب من حقه في حياة آمنة مطمئنة، لم يفرق بين طفل أو شيخ كبير، ولم يفرق بين رجل أو امرأة، يدمر البيوت على ساكنيها، يحرق الأخصر واليابس، نزعت من قلوبهم الرحمة، تملكهم الشيطان وأعمى بصيرتهم، يتشدقون بالحرية وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وقادة العالم ومنظماته الدولية لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، يزرفون دموع التماسيح على ضحايا العدوان من الأطفال والرضع والنساء والعجائز.

ان المؤامرة مستمرة تجاه منطقة الشرق الأوسط بتحريك الأزمات وزعزعة الاستقرار، ولا بد أن يكون هناك مواجهة لهذه الهجمة الشرسة من الغرب التي تسعى لإحداث الفتنة والوقيعة بين الأشقاء من الدول العربية، وعلى الرغم من حالة الغليان التي اصابت الشارع العربي والإسلامي، إلا أن هناك بعض القادة العرب لم يحركوا ساكنا حتى الآن تجاه هذه الأحداث الدامية والممارسات القمعية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في غزة، فقد آن الأوان لوحدة الصف العربي خلف القضية العربية الأولي وهى القضية الفلسطينية، ولا بد من وجود آليات لمواجهة العالم الغربي الذي يصم آذانه عما يحدث من جرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني، وجرائم حرب يجب أن يعاقب عليها مرتكبها من أعضاء الحكومة الأسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية.. ولكن لن تستمر الأمور على ما هي عليه، وأن غدا لناظره قريب ، وأن اسرائيل لن تهنأ بالآمان في ظل هذه الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولن تتم المؤامرة التي يهدفون إلى تحقيقها بتهجير الشعب الفلسطيني، فالشعب في غزة ثابت ورابض حتى آخر نفس يدعمه الشعب العربي من المحيط إلى الخليج..

ترشيحاتنا