اليونسيف وعلماء النفس يخبروك .. ماذا ستقول لطفلك لو سألك "يعنى أيه حرب يا بابا ؟؟"

تعبيرية
تعبيرية

 

سألنى صغيرى عديم الخبرة والتجربة يعنى ايه حرب يا بابا ؟؟ و لم اتوقع أن يصدر عنه هذا السؤال وهو لا يرى من الدنيا سوى سنوات قلية عاشها بين اللعب فى الأجازات وحل الواجبات أيام الدراسة ولم يمر بتجارب حياتية تجعله يفكر فى أبعد من قضاء يومه بين اللهو وعمل الواجبات المدرسية والتى هى أقصى مسؤلية ممكن أن يتحملها طفل ، وفى الواقع ان السؤال مربك والأجابة عليه لابد أن تكون على قدر سن ووعى الطفل دون التقليل من أمكانياته الذهنية والطفولية فى آن واحد.

وشردت بعقلى وروحى وأستدعيت أيام طفولتنا التى قضيناها من دون أى منغصات بين الحقول وبناء المنازل من الطين وعمل الطائرات الورق ، فهناك أطفال حرموا من أجمل سنوات العمر بعد ما عاشوا تحت القصف وتجرعوا ويلات الأعمال الحربية ، وأستحضرت أيضا صورة هؤلاء الأطفال الأماكن الى بها حروب وخاصة فى منطقتنا العربية حيث يتابع ابنى معنا كل ما يجرى من خلال القنوات المختلفة ويستمع كثيرا لحوارتنا الأسرية فى هذا الشان ، وأضطررت وأنا حابب ومكترث أن أتابع ما قاله ويقوله علماء النفس والمختصون فى علوم التربية للأجابة عن مثل تلك الأسئلة الطفولية.

وجدت أنها مشكلة عامة ولست الوحيد الذى تعرض لتلك الأسئلة ، ووجدت أيضا وفق كلام علماء التربية وخبراء فى علم النفس أنه من الطبيعي أن يشعر الطفل بالقلق والارتباك والانزعاج من مشاهد الحرب، فكيف يمكن تقديم هذا العالم لهم، وكيف يمكن أدارة حوارومناقشات جادة تحترم استفساراتهم وتراعى براءتهم؟ ، والأجابة عن أكثر الأسئلةشيوعا بينهم وهى سبب قتل  الناس لبعضهم عمداً، وكيف ومتى تنتهى الحرب، فالموضوع بالنسبة للعديد من الأطفال، يمكن أن يكون الأمر مخيفًا ومزعجًا ، ويمكن أن تنتهى حلة القلق بمحادثة بسيطة يتم من خلالها تصحيح أي سوء فهم ، فى حالة لو أن الطفل مهتم وينتظر الأجابة ، أما لو هو غير مهتم ، فلا داعي لإجباره على إدراك ذلك.

شعار اليونسيف

برغم صعوبة الحوار مع الطفل ، ألا أنه من الضرورى تزويد الطفل بمعلومات مناسبة لعمره حول الحرب ، وعلى قدر المستطاع حاول أن تبعد الطفل عن صور ومشاهد الحروب ، مع الحفاظ على أن يبقى على تواصل مع المعلومة ، حتى ولو لم تكن تعيش في دولة تعاني من الحرب فهذا لا يعني أنه لا يجب عليك طرح الموضوع.

الطبيبة نفسية ورئيس تحرير مجلة فيري ول مايند آمي مورين ، قالت أن الطفل قد يكون سمع وشاهد أجزاءً من المعلومات عن الحروب، وقد يواجه صعوبة في فهم الأشياء ، وهذا من الممكن أن تكون نقطة بداية جيدة لمحادثاتك معه ، فكن مستمعًا جيدًا وأظهر أنك تستثمر في سماع ما يفكر فيه ، وأجعل تفسيرك بسيطًا بقول شيء مثل "تهدف الحرب إلى منع حدوث المزيد من الأشياء السيئة في المستقبل" ، ووضح له أن العنف ليس طريقة جيدة لحل النزاع ولكن في بعض الأحيان تقرر البلدان أنها بحاجة إلى بدء حرب للحفاظ على أمن الناس في المستقبل.

وتنصح كاثرين لي، كاتبة متخصصة  فى شؤون التربية ، في مقال على موقع فيري وِل فاميلي  VeryWellFamily بأن تجعل مناقشاتك مناسبة للمستوى العمري وتوخي الحذر، حتى لا يخرج طفلك من الحديث وهو يشعر بخوف أكبر من الحرب ، ولا تقلل من خطورة الحرب، ولكن ضع في اعتبارك أن الطفل لا يحتاج إلى معرفة كل التفاصيل الدموية للأحداث.

واليونسيف تقدم مجموعة النصائح لأولياء أمورالأطفال المستفسرين عن الحروب طالبة منهم أنة يجب اكتشاف ما يعرفونه الأطفال وكيف يشعرون ، ومن المهم أن تظل قريبًا من أطفالك، وأن تخصص وقتًا مناسبًا لشرح الموقف دون إغراقهم بالكثير من المعلومات غير الضرورية ، فيجب أن يشعر أطفالك بالراحة في التحدث بحرية وليكن مثلا أثناء تناول وجبة عائلية ، و تجنب الحديث عن الموضوع قبل النوم مباشرة.

وتؤكد اليونسيف على عدم التقليل من مخاوفهم أو تجاهلها إذا طرحوا سؤالاً قد يبدو مقلقا بالنسبة لك، مثل "هل سنموت جميعًا؟”، طمأنهم بأن ذلك لن يحدث، و حاول معرفة ما سمعوه وسبب قلقهم ، فللأطفال الحق في معرفة ما يحدث في العالم.

أطفال غزة

 و يتحمل الكبار أيضًا مسؤولية إبقاء الأطفال في مأمن من الضيق ، لأنك تعرف اطفالك أفضل من غيرك، فاستخدم لغة مناسبة للعمر، وراقب ردود أفعالهم، وكن حساسًا لمستوى قلقهم ، وضع في اعتبارك أن الأطفال يأخذون إشاراتهم العاطفية من البالغين، لذا حاول أن تتحدث بهدوء وانتبه للغة جسدك، مثل تعابير الوجه ، واستخدم لغة مناسبة للعمر، وراقب ردود أفعالهم، وكن حساسًا لمستوى قلقهم.

وعندما تتحدث إلى أطفالك، تجنب تسميات مثل "الأشرار" أو "أناس سيئين" واستخدم بدلاً من ذلك كلمات تشجع على التعاطف، مثل العائلات التي أجبرت على الفرار من منازلها ، وذكر أطفالك أن كل شخص يستحق أن يكون آمنًا في المدرسة وفي المجتمع.

ومن المهم أيضا للأطفال أن يعرفوا أن الناس يساعدون بعضهم البعض بأفعال تتسم بالشجاعة واللطف ، واستعين بقصص إيجابية، مثل المتعاونون الذين يقومون بمساعدة الناس، أو الشباب الذين ينادون بالسلام ، حيث إن الشعور بفعل شيء ما، مهما كان صغيراً، يمكن أن يجلب راحة كبيرة وفق ما أكدته اليونسيف ، وشجع طفلك إذا كان يرغب في المشاركة في القيام بأفعال إيجابية مثل جمع التبرعات المحلية أو الانضمام لفرق الدعم.

عند إنهاء محادثتك من الاطفال، من المهم التأكد من أنك لا تتركهم في حالة من الضيق ، حاول تقييم مستوى قلقهم من خلال مراقبة لغة جسدهم ، ذكّرهم أنك مهتم وموجود للاستماع والدعم كلما شعروا بالقلق.

ولدى الأطفال ردود فعل مختلفة تجاه الأحداث قد لا تكون بعض علامات الضيق واضحة جدًا، فقد يصبح الأطفال الأصغر سنًا أكثر تشبثًا من المعتاد، بينما قد يُظهر المراهقون حزنًا شديدًا أو غضبًا، وهي ردود فعل طبيعية للأحداث المجهدة، وإذا استمرت ردود الفعل هذه لفترة طويلة، فقد يحتاج طفلك إلى دعم من متخصص ولكن هى فى الغالب لا تستمر كثيرا ، ويمكن تقليل التوتر من خلال القيام ببعض الأنشطة معًا مثل التنفس من البطن ، وعلى قدر الأمكان يجب التحكم فى مشاهدة القنوات والمنصات التى تنقل تلك الأحداث العنيفة لتتحكم فى التوتر والقلق اللذين يجلبهما المحتوى المتوفر بها ، وحاول قدر الإمكان خلق مصادر تشتيت إيجابية مثل اللعب أو الذهاب في نزهة معًا في مكان آمن ، وإذا كنت تشعر بالقلق أو الانزعاج، خذ وقتًا لنفسك لتتعافى بقدر ما تستطيع، خصص بعض الوقت للقيام بأشياء تساعدك على الاسترخاء والتعافي سريعا، وأعط أولوية للرعاية الذاتية ، فلا يمكنك الاهتمام بالآخرين إن لم تكن بخير.

ترشيحاتنا