عبدالنبي النديم يكتب: الملا .. والحقيبة المصرية ..وأسبوع سيرا للطاقة العالمية

عبدالنبي النديم
عبدالنبي النديم

حقيبة متخمة بالملفات العاجلة والهامة، حملها المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية معه، خلال رحلته إلى مدينة هيوستن الأمريكية خلال مشاركته في أسبوع الطاقة العالمي «سيرا»، تحمل التحديات والأمال للمشروعات التي يعمل قطاع البترول المصري على تنفيذها.
 
حمل وزير البترول الطموحات المصرية، واقفا على أرض صلبة بالنتائج الإيجابية التي تحققت خلال مؤتمر إيجبس ٢٠٢٣, ومن قبله مؤتمر المناخ العالمي الذي عقد بمدينة شرم الشيخ Cop27، والذي خرج باتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون المشترك مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعة البترول والغاز، إيمانا من هذه الشركات للدور المصري بمنطقة شرق البحر المتوسط وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك الدور المصري عالميا في توفير الغاز الطبيعي بعد الأزمة العالمية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، والتي يعاني العالم منها خاصة القارة الأوروبية حتى الآن..
 
كان في مقدمة الملفات التي ناقشها المهندس طارق الملا في «سيرا» ملف الطاقة النظيفة، والانتقال إلى الطاقة المتجددة، الذي اكتسب زخمًا فى السنوات الأخيرة، فى ظل الإجماع العالمى الواسع على أهمية الاتجاه لتعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، الرياح، الطاقة الشمسية، ومصادر الطاقة الخضراء الأخرى، على الرغم من أن الوقود الأحفورى لا يزال يلعب دورا محوريا في أسواق الطاقة العالمية الغير مستعدة بعد الإنتقال الطاقي.
 
وبإسم مصر عرض المهندس طارق الملا المشروع المصري الطموح لخطة الانتقال إلى الطاقة النظيفة مع استخدام الوقود الأحفورى الأنظف، والذي يعتمد على الغاز كطاقة نظيفة فى عملية التحول الطاقي، والتوسعات فى الاعتماد الغاز الطبيعي فى جميع القطاعات، الصناعة والسيارات والمنازل، لتحسين المستوى البيئى وضمان إمدادات طاقة مستقرة نظيفة ومستدامة.
 
وتوسع وزير البترول في دائرة المفاوضات والمباحثات لعرض الرؤية المصرية على أعلى المستويات العالمية، التي لم تكتفي بشركات البترول العالمية، بل تنوعت اللقاءات بين المسئوليين من وزراء طاقة وبترول من مختلف حكومات الدول بالعالم، والمنظمات والمؤسسات الدولية، وكذلك لقاءات مسئولي الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس، ومؤسسات التمويل الدولية والأفريقية، ومفوضية الإتحاد الأوروبي للطاقة، والمؤسسات البحثية والعلمية، وغرفة التجارة الأمريكية، عارضا جهود مصر في تأمين جانب من احتياجات أوروبا من الطاقة خلال الازمة العالمية استثمارا لدورها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، في ظل التحديات الراهنة في أسواق الطاقة العالمية، التي اثبتت بما لا يدع مجالا للشك اهمية الجهود المصرية الاستباقية بإطلاق منتدي غاز شرق المتوسط، الذي سرع من وتيرة تنمية موارد الغاز بشرق المتوسط، بجانب الإمكانيات الغازية المصرية المتوقعة مع زيادة أعمال البحث والاستكشاف في مناطق جديدة وبكر.
 
تسعى مصر للتعاون مع الشركات العالمية للدخول إلى السوق المصرية، بعد أن عملت مصر بقوة علي تنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح في قطاع البترول والغاز وتطويره وتحديثه، والتي صنعت تحولا ايجابيا وقصة نجاح كبيرة في قطاع الغاز الطبيعى من العجز إلى الاكتفاء والتصدير وتداول وتجارة الغاز إقليميا كمركز محوري، الأمر الذي يمثل فرصة كبيرة أمام الشركات الأمريكية والعالمية للاستثمار في مصر.
 
وكان لقاء المهندس طارق الملا مع المهندسين المصريين العاملين فى مجال البترول والغاز فى الولايات المتحدة الأمريكية، سلوك محمود للتواصل مع طيور مصر المهاجرة،لمناقشة جهود تطوير وتحديث قطاع البترول والغاز فى مصر والنجاحات التى تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة، والتحديات التى تواجهها صناعة البترول والغاز، وتقلبات أسواق البترول العالمية، كما بحث سبل الاستفادة من الخبرات والمهارات التى اكتسبوها من خلال عملهم بمواقع البترول والغاز بالخارج وتم الاتفاق على انشاء منصة لتبادل الخبرات والتجارب مع قطاع البترول فى مصر.
 
يعود اليوم المهندس طارق الملا من أسبوع سيرا العالمي للطاقة، بحقيبة جديدة مملوءة بملفات الأمل، للتعاون مع شركات البترول العالمية، عارضا الإمكانيات المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة المزايدات العالمية للبحث والاستكشاف التي تم طرحها بعشر مناطق بالبحر الأحمر، التي تقدم لها ثلاث شركات حتى الآن، وكذلك المزايدة الطموحة التي أطلقها قطاع البترول لأول مرة لاستغلال وتنمية حقول البترول المتقادمة، أمام الشركات العالمية، لدفع عملية التنمية، وتحريك الرقم الديناميكي للإحتياطي المصري من البترول والغاز.. 
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية..

ترشيحاتنا