عبدالنبي النديم يكتب: الديناصورات المصرية تبحث عن مقر

عبدالنبي النديم
عبدالنبي النديم

المتحف الجيولوجي بالمعادي ..«كنز مصري فريد من عمق الزمان»، يرقد هناك مطلا على نيل المعادي، بالقرب من مدخل مصر القديمة، تم إنشاؤه عام 1901، وافتتح رسميًا للجمهور عام 1904، يعد المتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط والعالم العربي وأفريقيا، يحتوي على كنوز باحت بها الأراضي المصرية من ملايين السنين، يحوي بداخله علامات بارزة من تاريخ الكرة الأرضية، وما وهبته السماء إلى الأرض، وحفريات غير موجودة في العالم أجمع يضمها بين جنباته، أحجار نيازك وقطعة من القمر وهياكل ديناصورات وكائنات عاشت منذ ملايين السنين وحفريات لحيوانات فقارية وثديية، من هياكل عظمية لديناصورات وحيتان وسلاحف ضخمة من ملايين السنين..
«رحلة عبر الزمن السحيق» يمشيها كل زوار المتحف الجيولوجي بالمعادي، متجولون بين صالات العرض، ليست مجرد صخور عادية تراها، فهذه صخرة من جسم القمر، عبارة عن حجر أسود صغير محاط بكرة هلامية مكبرة من الزجاج، لتتمكن من الرؤية بشكل جيد، مأخوذة من وادى «تاروس ليترو»، أثناء رحلة الفضاء الأمريكية «أبوللو 17»، التي أهداها العالم المصرى الدكتور فاروق الباز للمتحف .. كما يضم المتحف نيزك مصدره كوكب المريخ وهو نيزك سقط على قرية نخلة بمدينة أبو حمص في محافظة البحيرة عام 1908، ويعد واحدًا من 33 نيزكًا فقط على مستوى العالم مصدرهم المريخ، كما يضم المتحف نيزك بمدينة إسنا بقنا ونيزك جبل كامل بالواحات البحرية..
والأهم هنا .. وسبب كتابة هذا المقال، إلى متي سيظل المتحف الجيولوجي المصري، يتم تجاهله ولا يأخذ قيمته بين المتاحف المصرية ، وعدم استغلاله وعرضه أمام العالم ليعرف أن مصر لديها الحضارة وما قبل الحضارة، ولديها التاريخ وما قبل التاريخ.
وأقول هذا ..ومصر تنتظر قريبا حدث عالمي وتاريخي كبير، وهو افتتاح أكبر متاحف العالم على الإطلاق، وهو المتحف المصري الكبير..
نداء عاجل إلى الدولة المصرية .. المتحف الجيولوجي المصري ذو أهمية لا تقل عن الآثار الفرعونية، ومكان الآثار والحفريات التي يحتويها المتحف الجيولوجي تسبق الآثار التي نقلت إلى المتحف الكبير، فلماذا لا يكون المتحف الجيولوجي في مقدمة العرض بالمتحف الكبير، فهذه الحفريات لها عشاقها وزوارها من الأجانب وزوار مصر من السياح، وأعتقد أن هذه الحفريات سيكون لها دورا كبير بالإضافة إلى الدور الذي ننتظره من كنوز الآثار المصرية.. 
فالمتحف الجيولوجي المصري يحتوى على شواهد من بدايات عصر الفراعنة، وحلقة لربط الزمان بين ما قبل التاريخ وما بعد التاريخ، حيث يحتوي المتحف على أحجار كريمة تعود إلى قدماء المصريين، منها الجرانيت والرخام والحجر الجيرى والرملى
وهذا النداء الذي أوجهه للحكومة المصرية، استمرارا للنداءات السابقة
 لنقل هذا المتحف من مكانه المؤقت الحالي، حيث تم نقل محتويات المتحف إلى مقره الحالي في بداية حقبة الثمانينات كمقر مؤقت، لحين توفير مكان يليق بكنوز هذا المتحف، وكان هناك اقتراحات بنقل المتحف إلى منطقة عين الصيرة ضمن المتحف القومي للحضارة، ولكن لم يتم التنفيذ، كما أن قطعة الأرض التي تم تخصيصها لبناء المتحف عليها ما زالت موجودة حتى الآن، ولم يتم التنفيذ.
الآن .. جاء الوقت ليأخذ المتحف الجيولوجي المصري حقه، ويظهر للنور وينضم إلى الكنوز المصرية بالمتحف المصري الكبير، ليأخذ دورة في تنشيط السياحة الداخلية قبل السياحة الخارجية، وكمدرسة جيولوجية عريقة على مستوى العالم، لها روادها من داخل مصر وخارجها
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية..

ترشيحاتنا