شواهد

محمود الخولي يكتب: ثورة نساء إيران !!       

محمود الخولي
محمود الخولي

سُحبت شابة إيرانية من شوارع طهران من قبل شرطة الاخلاق قبل نحو عشرة ايام.. تم نقلها الي "مركز إعادة تثقيف" لتلقي دروس في الاحتشام، بعد 3 أيام ماتت .

كالعادة نفت حكومة  الملالي مسؤولية شرطة الاخلاق عن وفاة "مهسا أميني" البالغة من العمر 22 عاما ما دفع  الالاف من جموع  الشعب لي الاحتجاج والتظاهر في شوارع المدن الايرانية حتي في مدينة قم مرقد الامام الخوميني وعاصمة المركز الشيعيي الاعلي في البلاد.

 كانت إيران تملي على النساء كيف يجب أن يلبسن قبل فترة طويلة من إنشاء الجمهورية الإسلامية الحالية،  ففي عام 1936، حظر الحاكم الموالي للغرب رضا شاه ارتداء النقاب والحجاب في محاولة لتحديث البلاد. قاومت العديد من النساء ذلك. بعدها، جعل النظام الإسلامي الذي أطاح بسلالة الشاه بهلوي الحجاب إلزاميًا في عام 1979، ولكن تم تدوين الحكم في عام 1983 فقط..

بالمناسبة.. أظهر مسح أجراه مركز أبحاث مرتبط بالبرلمان الايراني في عام 2018 أن هناك انخفاضًا في عدد الأشخاص الذين يعتقدون أن على الحكومة فرض الحجاب. فيما أظهر تقرير صادر عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عام 2014 ارتفاعًا بنسبة 15٪ في عدد الذين يعتقدون أن الحجاب يجب ألا يكون إجباريًا".

في  نوفمر من عام 1999،كنت ضمن وفد صحفي مصري يزور ايران، ردا علي زيارة مماثلة لوفد ايراني الي مصر التقي بالمسؤولين المصريين، وقد سجلت الذاكرة بعين المشاهدة عن قرب، مشاهدات من نية ذلك التغيير والثورة المجتمعية في عهد  الرئيس محمد خاتمي ورفاقه ممن ينتمون الي من اطلقوا علي انفسهم بـ " كوادر البناء"، في ان تظل الدولة الايرانية  اسلامية السياسة، اسلامية الولاية، ليبرالية الحكم.

كانت الشواهد تؤكد ان الشعب  الايراني يعيش عصرا جديدا مع خاتمي، وصفه السيد محمد علي ابطاحي  مدير مكتب الرئيس الايراني للوفد المصري آنذاك بأنه يتماشي وروح العصر.

ادركت بعد كثير من المشاهدات بالشارع الايراني ان خاتمي عينه علي المرأة الايرانية وتحريرها من قيود نظام الملالي وولاية افقيه التي كانت تكبلها ولازالت.

حتي إن  الرسالة  الصحفية الاولي لكاتب السطور من طهران الي جريدة "اسياسي المصري" والتي تحمل رقم 1260، بتاريخ 24من اكتوبر1999، كانت بعنوان " رياح التغيير.. وثورة النساء في ايران" فمن كان يزور ايران في ذلك الوقت من خكم خاتمي، لم يكن ليعدم ملاحظة قيادة النساء لسياراتهن الخاصة في ساعات متأخرة من الليل، وكيف انهن يضعن المساحيق علي وجوههن ويتعطرن بالعطور الباريسية صباحا او مساء خلال سيرهن في الشوارع في حرية تامة، و دون عقاب شرطي من جانب من اطلقت عليها حكومات مابعد عهد خاتمي " شرطة الاخلاق". 

يبدو ان مهسا اميني لم تقف طويلا امام مقولة عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الايراني  الاسبق ان الحرية كالزجاجة الرقيقة عليك ان تحملها برفق حتي تبقي س.ليمة الي ان تصل الي حيث نأمل.

فرغم ان  الشابة الإيرانية  لم تكن بثائرة ضد نظام الملالي، ولم تنتمِ إلى محيط معادٍ لهذا النظام، فهي من عائلة مسلمة من أصول كردية ولم تكن تدري أن عدم تغطية كامل رأسها بالحجاب سيلفت نظر رجال الأمن ان لم يككن لوجهها ويؤدي إلى موتها.

نهايته..المدن الايرانية اصبحت وكما يقول البعض مدينة واحدة في وجه نظام الجمهورية الاسلامية الحاكم ، الكل يناديفي ثورية ضاغطة بسقوطه، ان لم يكن بسبب تأخر الافراج عن الاموال لايرانية المجمدة في بنوك الولايات المتحدة وأوروبا، فبسبب ارتفاع حدة التضخم في ظل التداعيات لاقتصادية العالمية الأخيرة، يات معهما 64%من الشعب الايراني ووفقا للتقديرات الدوليى يعيش تحت خط الفقر!!   

[email protected]

 

 

 

ترشيحاتنا