خبير أثرى يكشف هوية صاحب المقبرة المكتشفة بأبوصير

صورة موضوعية
صورة موضوعية



كشف الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر عن هوية "واح_إيب_رع_مرى_نيت" الذى اعلنت وزارة السياحة والآثار عن إكتشاف مقبرته بأبوصير مؤكا أنه أحد أهم القادة العسكريين في عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين، حيث أنه عاش في عهد الملك "واح_إيب_رع" المعروف بإسم "إبريس"، و الملك "إبريس" هو رابع ملوك الأسرة السادسة والعشرين،  وقد لعب دورا هاما وفعال في تاريخ مصر السياسي بالخارج في فترة تحولات سياسية داخلية خطيرة في تلك الحقبه.

وتابع "عامر" أن مقبرة "ودجا_حور_رسنت" والتي هي فريدة في طرازها والتس تشبهها مقبرة "واح_إيب_رع_مري_نيت" أنه من موظفي الأسرة السادسة والعشرين، والذين لعبوا دورا كبيرا وفعال في إظهار الأحداث والمتغيرات التي مرت بها البلاد في تلك الفترة، وتعتبر تلك الفترة شهدت أحداثا وتقلبلات سياسية بل وكانت فترة إضطرابات في الدولة المصرية، حيث أن عصر الأسرة السابعة والعشرين والذي شهدت إحتلال الفرس للدولة المصرية في تلك الفترة وكانت فترة عصيبه.

وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت فى بيان صحفى أمس الكشف عن مقبرة قائد الجنود الأجانب فى أبوصير،  وذلك خلال أعمال الحفائر التى أجريت فى منطقة أبوصير الأثرية، جنوب الجيزة، بجوار خبيئة التحنيط التى تخص شخص رفيع المستوى من مصر القديمة يدعى واح-إيب-رع مرى نيت، والذى كان يشغل وظيفة "قائد الجنود الأجانب" خلال أول عصور العولمة الحقيقية فى العالم القديم، عثرت البعثة الأثرية التابعة للمعهد التشيكى لعلم المصريات، كلية الآداب، جامعة تشارلز على مقبرة واح-إيب-رع مرى نيت والتى يمكن تأريخها للفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.

وصرح الدكتور مصطفي وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البئر الرئيسى لمقبرة واح-إيب-رع مرى نيت بلغ عمقه ستة أمتار، كما بلغت أبعاده 14 × 14 متر تقريباً، وينقسم البئر إلى عدة أجزاء تفصل بينها جسور منحوتة فى الصخرى الطبيعى للمنطقة. وبمنتصف البئر الرئيسى تم حفر بئر آخر أصغر، ولكن اعمق، تم استخدامه كبئر أساسي لدفن صاحب المقبرة. واتخذ بئر الدفن اتجاه شرق-غرب وبلغت قياسات فوهته حوالى 6.5 × 3.3 متر.

وأوضح دكتور مارسلاف بارتا، رئيس البعثة التشيكية، أنه تم العثور فى الجزء السفلى من بئر الدفن الرئيسى،  على عمق حوالى 16 متراً، على تابوت مزدوج، متضرر نوعاً ما وكان مغطى بالكامل بالرمال. صُنع التابوت الخارجى لـ واح-إيب-رع مرى نيت من كتلتين ضخمتين من الحجر الجيرى الأبيض وبداخل تجويفه تضمن تابوتاً مصنوعاً من حجر البازلت على شكل آدامى ومنقوش على جزئه العلوى نصوص من الفصل 72 من كتاب الموتى، والتى تصف إحياء المتوفى ورحلته فى العالم الآخر. كما بلغ طول التابوت البازلتى 2.30 متر، وعرضه 1.98 متر.

وتابع د.بارتا أنه تم العثور على المساحة الداخلية من التابوت البازلتى فارغة تماماً. حيث تم العثور فقط على جعران للقلب غير منقوش ومنحوت بدقة عالية، وكذلك على تميمة على شكل مسند رأس وذلك داخل التابوت الفارغ. وكان يوجد المتاع الجنائزى البسيط لصاحب المقبرة فى الأصل على الجانبين الغربى والشرقى من التابوت. حيث عثرت البعثة بالناحية الشرقية على العديد من اللقى الأثرية السليمة والتى كانت جزءاً من ذلك المتاع الجنائزى وفى موقعها الأصلى، حيث تضمنت عدد 402 تمثال أوشابتي مصنوع من الفاينس (والأوشابتى هى تماثيل صغيرة من المفترض أنها تمثل صاحب المقبرة وتقوم بتأدية الخدمات نيابة عنه فى العالم الآخرة)، كما تم العثور على إناءين كانوبيين مصنوعين من الألباستر،  بالإضافة إلى نموذج من الفاينس لمائدة قرابين وعشرة أكواب رمزية واوستراكا من الحجر الجيرى منقوش عليها نصوص دينية هيراطيقية مكتوبة بالحبر الأسود.

وأكد الدكتور محمد مجاهد، نائب مدير البعثة التشيكية، أنه "على الرغم من أن الحفائر الأثرية لمقبرة واح-إيب-رع مرى نيت لم تقدم لنا العديد من اللقى الأثرية المهمة أو متاع جنائزى متقن، إلا أن تلك المقبرة تعتبر فريدة من نوعها ومهمة"، مضيفًا أنها تقدم نظرة جديدة حول الفترة المضطربة لبداية عصر الهيمنة الفارسية على مصر القديمة. هذا بالإضافة إلى نتائج البحث الجارى حول وديعة التحنيط الخاصة بصاحب المقبرة والتى عثرت عليها البعثة خلال الموسم السابق، يمكننا رسم فكرة عن حياة واح-إيب-رع مرى نيت وخلفيته العائلية ومسيرته المهنية. وهو الذى على الأرجح توفى بشكل غير متوقع خلال وقت لم تكن مقبرته ومتاعه الجنائزى المصاحب له فى العالم الآخر لا يزالا غير مكتملين بشكل كبير.


 

ترشيحاتنا