خزانات المياه 1| اشتراطات السلامة لإختيارها وطريقة التعامل معها.. يحددها الخبراء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



يعتمد الكثير من المواطنين بشكل كبير على خزانات المياه لتأمين احتياجاتهم من المياه طوال الوقت، خاصة في الأدوار العليا، حتى أصبح خزان الماء جزء لا يتجزأ من أسطح أغلب البنايات، إلا أن الغالبية العظمى ليس لديها ثقافة الإهتمام والتطهير والتنظيف الدوري لهذه الخزانات حفاظا على الصحة العامة..


خزانات المياه مع الإستخدام غير السليم لها تعد أمراض راكدة فوق الأسطح، سموم قاتله فى صمت، مزرعة للبكتريا والفطريات والطحالب، وأحيانا أخرى مصيدة للطيور والحشرات والزواحف، كل هذا نتيجة عدم الإهتمام بالمتابعة الدورية لتطهير وتنظيف هذه الخزانات، والتى أصبحت ضرورة حتمية مع تزايد الإستهلاك والضغط على شبكات المياه.


"تصيب بالتسمم" أول ماقاله دكتور محمود عمرو مؤسس مركز السموم عن استخدام مياه الخزانات دون تعقيم وتطهير بشكل دورى سليم، موضحا أن الإصابة تمر بمراحل متعددة منها التهابات في الأمعاء والتحول إلى حالة مزمنة، وبالتالي تكرار علاج البطن دون فائدة لوجود مشكلة لا تعالج.


وتابع عمرو أن الخزان يكون في الغالب مصنوع من مواد بلاستيكية، لذا فإن تآكل جدرانه  تزيد من مخاطر الإصابة بالتسمم البلاستيكي، والتى من أثارها الأمراض السرطانية وإلتهابات كبد وكلى مزمنة، أى أن هذا يسبب إلتهابات حادة معدية ومعوية، وإلتهابات أخرى مزمنة تؤدى إلى السرطان.


ويرى دكتور محمود أنه لابد من تسليم هذه الخزانات لشركات مسئولة عنها في كل محافظة ومدينة وقرية، تكون مسئولة عن النظافة والجودة والمتابعة الدورية، ولو تم حساب التكلفة السنوية لهذا، وتم توزيعها على مستخدمى الخزان ستكون التكلفة الشهرية بسيطة.

 

اقرأ أيضا: 


وأضاف: "أنا رأيت ذات مرة مخلفات خارجة من إحدى الخزانات بها كل ما يخطر على البال من طين وطحالب وحشرات وغيرها" موضحا أن بهذا نكون قد حولنا الخزان الى ترعة في الريف يلقى بها كل شئ، ولكن الإختلاف في أن الخزان يخزن به هذه الأشياء وتتحلل به.


وأشار مؤسس مركز السموم إلى أن هناك قانون يلزم وزارة الصحة بالمسئولية عن صحة الإنسان المستخدم لمياه الخزانات، فهل هذا يلزمها بالمسئولية عن الخزان نفسه؟، ومن الناحية الهندسية فإن وزارة التعمير والاسكان مسئولة عن الخزان لضمان عدم إلحاق أضرار بالمبنى.


وأوضحت دكتورة مروة سعيد خبير معالجة المياة بالمركز القومي للبحوث أن أهم مشكلة تتسبب فى تكاثر البكتيريا والطحالب فى خزانات المياه هى عدم غلقها الغلق الكامل، فلا تكون بمعزل عن الهواء، مايسمح بدخول الأكسجين لها الذى يتسبب بدوره فى نمو الطحالب والكائنات الحية والبكتيريا والفيروسات، والتى تتكون بكميات كبيرة جدا، خاصة فى الخزانات التى تكون أحجامها كبيرة فوق أسطح المنازل.


وأكدت أن المتابعة أمر ضروري، لذا لابد أن يكون هناك اختبارات للمياه، وأن يكون هناك صيانة وتعقيم بصفة دورية لضمان سلامة المياه وصلاحيتها للإستخدام الآدمى، مستطردة "ولكن للأسف أصحاب العقارات لايهتمو بهذا، ويكون الخزان تربة خصبة لنمو الطحالب، وهذا ما يضاعف المشكلة ومخاطرها".


واتخذت دكتورة مروة من عمليات نقل مياه الشرب من خلال الشركة القابضة مثالا، والتى يتم فيها حساب المسافات التى ستنتقل فيها المياه، وعلى أساسها يتم وضع الكمية الكافية من الكلور للتعقيم الذى يضمن أن المياه عندما تصل لأخر محطاتها تكون معقمة.


 وأوضحت أن كل هذا لا يتم فى الخزانات أعلى المنازل، والتى يجب أن يكون لها تعقيم وتطهير دورى لضمان سلامتها، وأن يتم تفريغ المياه من الخزان وينظف ثم يعاد ملئه، ومن المفترض أن يكون هذا كل اسبوعين على الاكثر لو أن الخزان حجمه كبير، قائلة " إلا أن هناك الكثير يبقى بالسنوات لايقترب منه أحد".


ولعدم ضمان القيام بالصيانة المستمرة من قبل المسئولين عن الخزانات نصحت خبير معالجة المياه بضرورة عدم التعامل بمياه الخزان بدون فلتر، لضمان سلامة المياة الواصلة للبيت، وعدم وجود أى رواسب أو اى مشاكل عضوية، والتى من شأن الفلتر أن يحجبها.


لافتة إلى مشكلة أخرى وهى أن أغلب هذه الخزانات مصنوعة من البلاستيك، والمواد البلاستيك تتفاعل مع المياه بداخلها وتفسدها، مؤكدة أن خزان المياه يجب أن يكون من مواد مطابقة للمواصفات العالمية.


وأشارت أن للخزان مواصفات معينة لابد من الاهتمام بها، أهما أن يكون مصنع من مادة معالجة مصرح بها صحيا مثل مادة الـ B.V.C" " الخاصة بمواسير مياه الشرب، وأن يكون محكم الغلق غير معرض لأى هواء أو سقوط أى شيء به، والغسيل التعقيم بشكل سليم ودورى، وسحب المياه بالكامل من الخزان ثم اعادة الملئ.


مستكملة أن يكون التعقيم المستمر باضافة بعض المواد المعقمة المسموح بها، وأن يكون الشراء من مكان مصرح به لبيع الخزانات، لافتة "لكن المشكلة أننا نسترخص ونأتى بأى خزانات مصنوعة بأى خامات"، موضحة أن الصحيح ألا تكون المياه راكدة داخل الخزان، لأن المياه الراكدة تكون أكثر تلوثا من المياه الجارية، ومن الأفضل أن يكون هناك عمليات تقليب للمياه داخل الخزانات.


مؤكدة أن الخزانات المعاد استخدامها بعد تخزين مواد أخرى مثل بنزين أو غيره غير مصرح بها على الإطلاق، معلقة أنه تختلف تأثيرات المياه على الصحة فى حالة عدم صلاحية الخزان حسب ما به من ملوثات.

 

اقرأ أيضا:  عبد العاطى يبحث سبل تعزيز العلاقات مع الكونغو في مجال المياه


 

ترشيحاتنا