تم توقيع بروتوكول تعاون في المجال الإعلامي بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال) واتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
وقع بروتوكول التعاون السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال، عن الأمانة العامة للجامعة العربية، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، عن الاتحاد، وذلك في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
ويأتي توقيع بروتوكول التعاون بين الجانبين
في إطار توطيد العلاقات بين الأمانة العامة للجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، وتكريسا لسياسة انفتاح الأمانة العامة على مختلف المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، وسعيا لتعزيز التعاون الإعلامي وتعميق الروابط الثقافية بين الدول الاعضاء.
ويشمل البروتوكول عدة مجالات للتعاون، تتعلق بصفة اساسية بالتكوين والتدريب والتأهيل في مجال الاعلام والصحافة، وتوطيد التبادل الإعلامي بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الإعلام، وتنظيم الفعاليات الإعلامية المشتركة، وعقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة.
وأكد السفير أحمد رشيد خطابي،في كلمة له عقب التوقيع،أهمية توقيع هذا البروتوكول والذي سيشكل خطوة واثقة لاضفاء الواقع المؤسساتي على التعاون القائم بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي رأت النور على أرض المملكة المغربية إثر محاولة إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969 ،مشددا على أن المنظمة تشكل قوة مهمة ووازنة في المشهد الدولي حيث تضم 57 دولة ثلثها من الدول العربية.
وقال السفير خطابي" إننا ارتأينا في إطار توجيهات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الانفتاح على كل الشركاء والمنظمات والاتحادات الفاعلة لابرام هذا الاتفاق  لتنسيق العمل المشترك والدفع بديناميكية التحرك خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تهم المجموعة العربية ،بداء بالقضية الفلسطينية، في ظل الأحداث التي نعيشها جميعا"،مشيرا إلى القمة العربية -الإسلامية التي عقدت في الرياض بالمملكة العربية السعودية في شهر نوفمبر الماضي والتي كانت بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لذلك كان من الضروري التكامل بين المنظمتين من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية،ومنوها بالقرارات الفاعلة للقمة ومن بينها إنشاء منصة إعلامية لتوثيق جرائم الحرب والابادة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وبصفة خاصة في قطاع غزة.
وأضاف أن القضية الفلسطينية ستكون من القضايا الأساسية التي سنعمل سويا بشأنها من خلال العمل المشترك مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وبتوجيه وتعاون وثيق مع رئيس الإتحاد الدكتور عمرو الليثي.
وأوضح أن المحور الثاني من البروتوكول هو الدفاع عن قيمنا وذاتيتنا الجماعية وعن هويتنا العربية -الإسلامية ومع باقي المكونات التي تثري الشخصية العربية،مؤكدا أنه من بين أهداف البروتوكول الدفاع عن القيم السمحة للدين الإسلامي ومحاربة "الإسلاموفوبيا " ونشر قيم التسامح والتعايش،ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وهي الموضوعات التي نتقاطع فيها مع منظمة التعاون الإسلامي وبصفة خاصة على الواجهة الإعلامية.
ولفت إلى أن المحور الثالث من هذا البروتوكول والذي نتطلع إلى بلورته في أحسن الظروف ، يتضمن العمل على بلورة التعاون الوثيق بين الجامعة العربية واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي هو" التكويد" في مجال الإعلام في ظل التطورات التي يشهدها المشهد الإعلامي.
وتابع "خطابي ":"نحن على مستوى قطاع الإعلام والاتصال وكذلك في إطار قرارات وزراء الإعلام العرب حريصون على مواكبة هذا التطور وبصفة خاصة في المجال الرقمي والتواصل الاجتماعي "،مشيرا إلى أنه سيكون هناك تعاون بين الجهات المختصة بالتواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي وكذلك الذكاء الاصطناعي وهى موضوعات تحظى بأهمية كبيرة تحتم علينا مواكبة العصر.
ومن جانبه ،قال الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، في كلمته، إن هذا البروتوكول يمثل يمثل أول اتفاق بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا حرص الجانبين على تفعيله من خلال وضع أجندة تبدأ من يوم غد/الخميس/ ،مؤكدا أنه من بين الموضوعات الأساسية القضية الفلسطينية والتعاون في مجالات الإعلام المختلفة،منوها بأن اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي هو أول اتحاد إعلامي في العالم يفتتح مكتب تمثيا له في رام الله والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن هناك توجها بأن تكون أول ورشة عمل هى حماية الصحفي والاعلامي الفلسطيني في مواجهة الأخطار التي يواجهها خاصة في ظل التجربة المريرة التي يمر بها الزملاء الصحفيون والإعلاميون في الأراضي الفلسطينية جراء نقلهم الحقيقة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة واستهدافها للاعلاميين والصحفيين.
وأكد أن البروتوكول يمثل جهدا تعاونيا بين مؤسستينا في مجال الاتصال والإعلام، مضيفا "أن عالمنا اليوم يشهد بشكل متزايد دورا محوريا للاتصال والتواصل بما يجعل الحاجة للتمثيل الإعلامي الفعال والمهارات ذات الصلة أكثر أهمية من أي وقت مضى سواء كان ذلك للتأكيد على مصالح أممنا أو التعامل مع تعقيدات المشهد الإعلامي الحالي،مشددا على أن القدرة على التعبير عن رسالتنا بوضوح بآليات عصرنا،أضحى أمرا بالغ الأهمية .
وأضاف "أنه ادراكا لهذه الضرورة ،اجتمعت ارادتنا برؤية مشتركة لتمكين منسوبينا بالآليات والخبرات اللازمة للقيام بالدور المنوط بهم على أكمل وجه"،مشيرا إلى أن التعاون بينه كرئيس لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي مع جامعة الدول العربية العريقة بدأ من قبل من خلال المشاركة في العديد من الفعاليات.
وأكد أن بروتوكول التعاون يمثل بداية مرحلة تتسم بالتعاون والابتكار والسعي لتحقيق التميز، مضيفا "أنه بهذه الشراكة نسعى إلى صقل مهارات جيل من الإعلاميين المهرة لتمثيل دولنا بفاعلية ،والتعامل مع المتغيرات التي تجتاح عالمنا اليوم ، مستهدفين إعداد شباب لإبراز ديننا السمح ومحاربة ما شابه من تشويه".