مدبولي يؤكد أهمية الزيارات المتبادلة بين مصر وبيلاروس بما يعزز العلاقات بمختلف المجالات

الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

 أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها رئيس وزراء بيلاروس رومان جولوفتشينكو لمصر حاليا تأتي في إطار حرص القيادة السياسية للبلدين على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وهو ما عكسته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مينسك في عام 2019، وكذلك زيارة رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو إلى مصر مرتين في عامي 2017 و2020.

وأشار مدبولى - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره البيلاروسي عقب انتهاء جلسة المباحثات المشتركة المصرية البيلاروسية، والتي عقدت بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة - إلى أهمية العمل على استمرار وتيرة الزيارات المُتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين خلال المرحلة المُقبِلَة، بما يسهم في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.

وقال "إن العلاقات المصرية البيلاروسية الوثيقة تمتد إلى كافة المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والسياحية، حيث أن الإمكانات البيلاروسية في إنتاج المعدات والميكنة الزراعية والجرارات معروفة في كافة ربوع الريف المصري، وتُساهم جهود البلدين في زيادة معدلات التصنيع المشترك في هذا المجال وغيره من المجالات التقليدية والمُستحدثة سواءً بسواء، فضلاً عما توفره مصر من مزايا وحوافز يمكن الاستفادة منها من جانب المستثمرين البيلاروس".

وأضاف: "مما لا شك فيه أن الوفد المرافق لرومان جولوفتشينكو من المدراء التنفيذيين للعديد من الشركات البيلاروسية المرموقة يعكس ما نتطلع إليه من دعم دور القطاع الخاص كقاطرة للتنمية في البلدين.. ومن هنا، فإننا نتطلع لعقد منتدى رجال الأعمال المشترك على هامش الزيارة اليوم، وما سيُسفِر عنه من نتائج مُثمرة في هذا الشأن".

وأعرب مدبولي عن ترحيبه بالسياح البيلاروس الوافدين إلى مصر، تحديداً إلى المدن الساحلية على البحر الأحمر، خاصة وأن مصر تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية الجديرة بالاهتمام، كما أعرب عن تطلعه إلى زيادة معدلات السياحة البيلاروسية الوافدة إلى البلاد، وكذا السياحة المصرية إلى بيلاروس.

ولفت إلى أن التبادل السياحي والاستثماري بين مصر وبيلاروس يجب أن يكون مُحفزاً لزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، ليتم الارتقاء بها إلى المستويات المرجوَة، وبما يؤدى للوصول إلى الاستفادة القصوى من الموقع الجغرافي المُتميِز لمصر وشراكاتها التجارية المتعددة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، فضلاً عن الموقع المُتميِز لبيلاروس وعضويتها كأحد مُؤسِسي الاتحاد الاقتصادي الأوراسى.

وبين أن جلسة المباحثات الثنائية التي اختتمت منذ قليل تطرقت إلى سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري، وكيفية حل وإزالة التحديات التي من الممكن أن تواجه الجانبين، وذلك بما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري، لاسيما في مجالات الصناعات الغذائية والدوائية والصناعات الثقيلة.

كما بين أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجالات التصنيع والزراعة وصناعة الدواء والبنية التحتية والصناعات التكنولوجية، وعلى الأخص مجال معالجة المياه، سواء معالجة مياه الصرف الصحي أو الصرف الصناعي، والتي يحظى الجانب البيلاروس بخبرات واسعة فيها.

وأوضح مدبولى أن المباحثات شهدت أيضاً بحث سبل تنشيط دور الآليات المؤسسية القائمة بين البلدين، لاسيما اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، ومجموعة العمل المصرية البيلاروسية المشتركة للتعاون في المجال الصناعي، متطلعا لعقد الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة برئاسة وزيريّ خارجية البلدين خلال العام الجاري.

وأعرب عن اعتزازه بمستوى التعاون والتنسيق الدائم بين الجانبين في مختلف المحافل الدولية، وكذا في المنظمات الدولية.. واختتم بالإعراب عن أمله في أن تكون هذه الزيارة التاريخية خطوة في سبيل تعزيز وتطوير التعاون المشترك بين مصر وبيلاروس في كافة المجالات.

ومن جهته، قال رئيس وزراء بيلاروس رومان جولوفتشينكو، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولى عقب مباحثاتهما اليوم الثلاثاء، "إن بيلاروس ومصر حققتا العديد من الإنجازات في مجال التعاون التجاري، وذلك على الرغم من العوائق وعدم الاستقرار الذي يسود العديد من المناطق حول العالم، بالإضافة إلى ما يتعلق بالمشكلات المالية والاقتصادية التي أثرت بشكلٍ كامل على العلاقات الاقتصادية مع دولٍ عديدة".

وأضاف: "لقد بدأنا العمل المشترك الدؤوب للتعاون في المجال الصناعي، وخاصةً الصناعات التكميلية وتجميع المُعدات الثقيلة، وذلك اعتماداً على مصانع الجرارات الزراعية"، منوها بأنه سيتم العمل على توسيع نطاق هذا التعاون في مجالات عدة.

وأوضح جولوفتشينكو أنه تم خلال السنوات العشر الماضية توريد أكثر من 40 ألف جرار زراعي إلى السوق المصرية، معربا عن استعداد دولته إلى توسيع هذا التعاون، ليس فقط في مجال الجرارات الزراعية، ولكن أيضًا في مختلف المجالات المتعلقة بالآلات الزراعية والنقل الثقيل ومعدات البناء والإنشاء، وتوطينها في السوق المصرية، بل وإعادة تصديرها من خلال مصر إلى السوق الإفريقية، كما أعرب عن الاستعداد لنقل التكنولوجيا إلى مصر وتوطين تلك الصناعات وتوسيعها، فضلًا عن توسيع قائمة المنتجات بما يسمح بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

ولفت إلى أن التعاون في المجال الزراعي بشكل خاص يُعد تعاوناً مهمًا وحيويًا ضمن بنود أجندة التعاون بين الدولتين، قائلا: "نحن نتعاون بشكلٍ مُكثف في هذا المجال، وتود بيلاروسيا أن تكون لها مجمعات لتخزين الحبوب في مصر، وأن يتم أيضًا التصنيع المشترك للأعلاف والمنتجات الزراعية والغذائية داخل مصر، وهي أحد أهم تلك الصناعات في الاتحاد الأوراسي"، معلنا عن اعتزام دولته لتعميق التعاون في ذلك المجال ونقل التكنولوجيا الحديثة الخاصة به.

ونوه بالتفاهم الكامل بين مصر وبيلاروس حول العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، فضلا عن التعاون لتنسيق المواقف في المنظمات الدولية.. وفي هذا الصدد، أعرب عن تقدير بلاده لمصر؛ خاصة ما يجري من تعاون وتنسيق خلال العام الماضي في عمليات إخلاء المواطنين البيلاروس من قطاع غزة.

واختتم رئيس وزراء بيلاروس، كلمته، بالتأكيد على الثقة التي توليها مصر لبيلاروس في مختلف مجالات التعاون المشتركة، وكذلك ثقته في الوصول إلى مرحلة جديدة من التعاون التاريخي بين البلدين الصديقين.

ترشيحاتنا