أخر الأخبار

فيصل مصطفى يكتب : لفتة ربانية

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

وجاء شهر رمضان المعظم في موعده المحدد مسبقا علميا وفلكيا ودينيا ، و الموافق 11 مارس 2024 ميلادية.


لكن شهر رمضان ، هذا العام تحديدا ، لم يأت  كعادته كل عام بشكل طبيعي ومعتاد ، ولكنه جاء في لفتة ربانية كونية متوافقا في نفس اليوم 11-3-2024 ميلاديةمع بدء الصوم الكبير لأخواتنا المسيحيين ،  لتتحقق وتتجسد رسالة دينية ودنيوية وربانية ، مفادها أن المسلمين والمسيحيين إخوة وأبناء عائلة واحدة ، ينتمون لأصل واحد وجذر واحد وتاريخ واحد ، ويشكلون معا النسيج الوطني المصري المحترم ، صاحب النموذج المثالي الفذ الفريد من نوعه ، الذي نباهي به الأمم ، ونقدمه كنموذج مثالي للبشرية جمعاء في الانتماء والتوحد والامتزاج كعنصر  واحد لا يتجزأ ولا يتغير ، ويسمى بالنسيج الوطني .


هذه اللفتة التي نادرا ما تتكرر ،  تتضمن الصيام المشترك بين مسلمي ومسيحيي  هذا الوطن العظيم ، في يوم  واحد ، وفي لحظة واحدة ، بل أن افطارهما، عادة ما يكون ، متقارب للغاية، ومواكبا أيضا لصلاة المغرب. 


إنه أمرا نادرا ما يتكرر فى أي بلد  آخر في العالم ويقدم رسالة متعددة الوجوه ومتعددة الإشارات الهامة الموجهة للجميع سواء كانوا أصدقاء أو أعداء ، أو حتى محايدين .


فهذه الرسائل والإشارات تقول ببساطة أن مصر لن تتراجع عن أداء دورها الحضاري التاريخي في قيادة البشرية ، وفي نشر الوعي الحضاري ، وتقدم النموذج الأمثل لشعوب العالم أجمع في الرقي الإنساني بأسمى معانيه وأروع أشكاله وصوره .


هذا الصوم المشترك الذي يأتي في هذا التوقيت بالذات رسالة لمن يتوهم فى الخارج ، إنه قادر على اختراق هذا البلد العظيم ، وهذا النسيج الوطني الذي ليس له مثيل في العالم ،

 

إنها رسالة تقول ببساطة ، أن هذه هي مصر ، تصوم معا ، وتفطر معا ، وتصلي معا ، وتؤمن معا ، وتقاتل معا ، وتستمر معا ، يمتزج دم المصري الواحد في كافة الحروب والمعارك سواء العسكرية أو التنموية .


فقد أريقت الدماء المصرية الذكية الواحدة ، التي لا تعرف مسلما أو مسيحيا في حروب الدفاع عن الوطن ، وفي المشاريع التنموية الضخمة التي تغير مجري الحياة تماما للشعب المصري ، على غرار مشروع السد العالي ، أو قناة السويس الجديدة ، أو غيرها من المشاريع الضخمة التي  تقدم نموذجا مختلفا  أن مصر  دائما سباقة في تقديم النموذج الحضاري ، سواء الإنشائي أو القيمي أو الديني أو الأخلاقي للبشرية جمعاء . 


هذه لفتة وجدتُ ، أنه من المناسب أن نُظهرها ونُوضحها للرأي العام ، ولشعبنا الطيب الجميل ، ونحن نحيا ونعيش في ظل هذه الأيام المفترجة الطيبة ، أيام نقترب فيها كثيرا من الله سبحانه وتعالى ، 


لفتة أرادها الخالق الأعظم لنا في رسالة بسيطة بليغة تقول إننا سنظل الشعب الأقرب إلى الله ، الشعب المبارك من الله سبحانه وتعالى في القرآن والإنجيل والتوراة  .  الشعب والبلد العظيمة الخالدة التي اختارها الله سبحانه وتعالى دون باقي البلاد التي خلقها جميعا لكي يتجلى فيها  .


لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك، لكن هذه النفحة الربانية والتي جاءت في أول أيام الشهر الفضيل، كان لا بد من الإشارة إليها ، وكان لا بد من توضيحها ، وكان لا بد من فهم معناها ومغزاها ، وتوصيل هذا المعنى والمغزى إلى أبسط وأقل مواطن مصري تعليما و ثقافة .


ولعل من الأمور الجميلة الرائعة التي أحب أن أشير إليها قبل أن أنهي مقالتي هذه ، اللفتة الجميلة والتصرف الرائع الإنساني العميق جدا، والذي يعكس عمق الشخصية المصرية والممثلة في قيام قسيس مصري جميل في تعليق الزينة على جدران وأبواب أحد المساجد  في لفتة حضارية لا مثيل  لها في أي مكان آخر في العالم .


كل عام وأنتم بخير ، وصوم مبارك للمسلمين ، و صوم مبارك للمسيحيين ، وتحيا مصر ، ويحيا شعبها العظيم ، ونسيجها الوطني الرائع الخالد التاريخى .


[email protected]
 

ترشيحاتنا