تصر الولايات المتحدةعلي استخدام حق النقض للمرة الثالثة لعرقلة، وبلا أدني حسابات لقيم الإنسانية، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وقد طالب السفير الفلسطيني في الأمم المتّحدة رياض منصور، خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، بإصدار قرار يدعو لوقف إطلاق النار، بعد مقتل 110 فلسطينيين خلال عملية توزيع مساعدات في شمال غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع،فلم ينصت إليه أحد أو يلتفت، وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط  تصريح منصورللصحفيين بأنه مادام مجلس الأمن مشلولا علي حد تعبيره ويتم فرض الفيتو، فإن الفلسطينيين يدفعون حياتهم ثمنا. 

 كاد منصور أن يبكي، وهو يطلب من السفيرة الأمريكية  لدي مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد  صباح الجمعة متوسلا، التدخل لإدانة ما وصفه بـ المجزرة البشعة، والإعتراف بطفح الكيل، ومنع تكرار هذه المجازر، "وأن ما نحتاجه فقط هووقف اطلاق النار".

 مجلس الأمن الدولي كما هو واضح يتلاعب بالمجتمع الدولي والعربي، حتي ببعض الدول الحليفة مثل الولايات المتحدة، ولمن لم يتابع، فقد عقد اجتماعا عصر الخميس في جلسة مغلقة، بناء علي طلب الجزائر، لبحث أبعاد الأحداث، فغسل الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش يديه من مسؤولية "فيتو"  أمريكي كان يتحسب انطلاقه، قبل أن يبادر  بالقول أنه «مصدوم»، داعياً إلى "تحقيق مستقلّ" لتحديد ملابسات ما جرى والمسؤولين عنه.

طرحت الجزائر خلال الاجتماع، مشروع بيان رئاسي، يعبر خلاله أعضاء مجلس الأمن الـ15 عن « قلقهم العميق» إزاء ما جرى فجرالخميس في شمال القطاع الفلسطيني، ويلقي بالمسؤولية إلى "القوات الإسرائيلية التي أطلقت النار"، غير ان النصّ لم يمر، بدعوي أن إقرار البيانات الرئاسية لا يتم إلا بالإجماع، إذ صوتت الولايات المتّحدة ضد النص، لرفضها تحميل مسؤولية الأحداث إلى الكيان الصهيوني، بدعوي أن واشنطن لا تملك كل الحقائق بشأن ما جري. 

مجلس الأمن كما يبدو للكافة، رهن اشارة تل أبيب.. تائه.. مشلولة ارادة  أجهزته أمام أي قرار  يدين اسرائيل، وان ظلت اروقته  مجتمعة آناء الليل واطراف النهار، بحثا عن "وهم" لصيغة أو بيان يلقي اجماعا تتقاطرفوق رأس أنصاره ومؤيديه رضاءات خادعة،حول تحقيق تنتزع سطوره زورا، ما يبرئ ساحة اسرائيل، ويحول دون وقف اطلاق النار، برعاية فيتو امريكي ينتظر"الإشارة"!!