فيصل مصطفى يكتب.. بدون روتوش: حماة العزة والكرامة

الكاتب الصحفى  فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الـ(٧٢) لعيد الشرطة ، تلك الذكرى التى قاد فيها رجال الشرطة البواسل ، حربا وقتالا شرسا  في معركة الإسماعيلية عام ١٩٥٢ ضد المحتل البريطاني ، دفاعا عن الشرف والسيادة والوطنية المصرية . 

انطلقت شرارة هذه المعركة بعد  قيام "الفدائيين" بالتنسيق مع رجال الشرطة لشن هجمات  ضد القوات البريطانية المحتلة لمنطقة القناة فى ذلك الوقت .

وعندما فطنت القوات البريطانية بأن رجال الشرطة يساعدون الفدائيين ، قررت خروج كافة أفراد الشرطة المصرية من مدن القناة ، على أن يكون ذلك في فجر يوم ٢٥ يناير ١٩٥٢ ، وفوجىء رجال الشرطة بعد وصولهم إلى مقر عملهم في مبنى محافظة الإسماعيلية ، بقوات الاحتلال البريطاني ، تطالب اليوزباشي مصطفى رفعت قائد بلوكات النظام المتواجدة بمبنى المحافظة ، بإخلاء المبنى  خلال ٥ دقائق ، وحذروهم بمهاجمتهم في حالة عدم استجابتهم للتعليمات .

 ورفض اليوزباشي مصطفى رفعت الانسحاب وتَركْ مبنى المحافظة ، وقرر هو وزملاؤه مواجهة قوات الاحتلال ، على الرغم من عدم التكافؤ  في التسليح .

إلا أنهم خرجوا من مبنى المحافظة في طابور منظم بعد نفاد ذخيرتهم . وأدى  الجنرال (ماتيوس) قائد قوات الاحتلال البريطاني في منطقة القناة  ، التحية العسكرية تقديرا لصمودهم أمام قواته .

وليس صدفة ، أن ثورة ٢٣ يوليو المجيدة ، والتي تفجرت بعد صمود رجال الشرطة فى الإسماعيلية بستة أشهر فقط لا غير ، كانت إحدى إنعكاسات هذه المعركة الخالدة .

لم تتوقف الشرطة المصرية عن آداء دورها الوطنى وعطائها وتضحياتها  ، وظهر ذلك واضحاً فى جميع المناسبات  والأحداث  ، التى طرأت على البلاد خلال ال٧٠ عاما الماضية ، فقد تصدت للإرهاب الإخوانى ، عقب حادث المنشية فى الإسكندرية عام 1954 ، وشاركت فى التصدى للعدوان الثلاثى عام 1956  ،  واشتركت مع المقاومة الشعبية فى الدفاع عن مدن القناة فى حروب الاستنراف و ١٩٦٧ و ١٩٧٣  ، وحاربت إرهاب الجماعات المتطرفة ، التى خرجت من تحت عباءة "الإخوان" المجرمين ، والتى ظهرت لأول مرة فى منتصف الستينيات من القرن الماضى باسم (التكفير والهجرة)  ، وشاركت الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو المجيدة .

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال احتفال عيد الشرطة الـ 72  اليوم  الأربعاء ، أن رجال الشرطة المصرية البواسل قدموا حياتهم ثمنا غاليا من أجل كبرياء مصر الوطني ، إدراكا منهم أن حماية أمن البلاد والمواطنين غاية عليا لا تسمو فوقها غاية.
وتوسط الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي صورة تذكارية مع أسر أبطال مواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما حرص على مصافحة السيدة شاهيناز مصطفى كريمة البطل اليوزباشي مصطفى كمال قائد مجموعات المقاومة العشرة ، ومحمد حسام الدين حفيد البطل القائم مقام حسن رشدي مفتش المباحث العامة في بورسعيد ، واللواء بالمعاش إسماعيل عرابي نجل رقيب الشرطة البطل الشهيد إسماعيل علي عرابي الذي فدا بحياته مجموعة من الفدائيين ، والرفاعي حمادة نجل شقيق الجندي البطل الشهيد السعيد محمد حمادة ، والعميد أركان حرب بالمعاش ، وعبيد محمود سالم عبيد نجل البطل الشهيد جندي قوات مسلحة ، ومحمود سالم عبيد الذي استشهد عام 56، وأيضا والد البطل الشهيد رائد شرطة مصطفى عبيد سالم.

ومازال الدور الوطنى والاجتماعى للشرطة المصرية ممتدا ومستمرا . 

فألف تحية وتقدير وامتنان من الشعب المصرى الى رجالها ، الذين سطروا بدمائهم أروع البطولات لينعم الوطن بالأمن والأمان .
[email protected]

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب : السيسى .. الرئيس الإنسان

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب بدون روتوش .. العطاء الوطنى

ترشيحاتنا