أخر الأخبار

الوسط الفني تحول إلى ساحة للحرب.. الكل يهاجم الكل

مصطفى قمر
مصطفى قمر

أهم الأسئلة التي تدور في أروقة ما يخص صناعة الإبداع في مصر الآن هو أيهم أهم.. الجمهور أم النقاد؟

هذا السؤال أجاب عليه منذ أسبوعين النجم مصطفى قمر الذي تطاول على الناقد طارق الشناوي بسبب انتقاد الأخير لفيلمه. أما الشناوي الذي آثر السلامة وعدم الرد فقد كتب نقداً ليس بنقد، وفقاً لآراء البعض، حيث أنه لم ينتقد عناصر الفيلم ولا حتى قال ما يجب عليهم فعله.

سؤال آخر دار في ذات الأروقة وهو.. هل مسموح للنجوم أن يتطاولوا ويسخروا من الصحفيين لمجرد أسئلتهم أسئلة غير منطقية؟

هذا السؤال أجاب عليه النجم محمد فراج ومخرج فيلمه الجديد «فوي فوي فوي» الذي اختارته لجنة الأوسكار لتمثيل مصر في المسابقة الأهم في العالم، وقد سخر فراج من الصحفي الذي سأله عن نهاية الفيلم بالقول: «هو إنت كنت قاعد في قاعة كام؟»، في كناية واضحة لأن الصحفي لم يشاهد الفيلم. وأجاب عن نفس السؤال الصحفي الذي سأل عن نهاية قد تجلب المشاكل لصناع الفيلم، واعتبر البعض أن السؤال خارج السياق!

سؤال ثالث يدور في نفس ذات الأروقة التي يبدو أنها امتلأت بالأسئلة فعلاً وهو.. هل أي رأي على السوشيال ميديا هو بالضرورة حملة ممنهجة من حسابات وهمية؟

هذا السؤال أجاب عليه محمد فراج أيضاً مؤخراً عندما دافع بشراسة عن داليا شوقي شقيقة زوجته بسنت، التي ظهرت في إحدى مشاهد مسلسل «سفاح الجيزة» معبرة بشكل سخر منه البعض على السوشيال ميديا. وأجاب عنه أيضاً منذ فترة المؤلف محمد الغيطي عندما تطاول بشكل علني على جمهور السوشيال ميديا بعد تقديمة مسلسل «الضاحك الباكي» عن قصة نجيب الريحاني، واتهمه بالجهل وطبعاً اعتبر الحملة ممنهجة. وأجاب عليه كذلك بعض نجوم السوشيال ميديا بأخطاء ارتكبت في العمل.

السؤال الأخير الذي يدور في الأروقة التي تشبعت بالأسئلة حتى الثمالة هو.. أيهم أهم عند الفنان الجمهور الذي يذهب إلى السينما ويتكبد مشاق قطع التذكرة ومشاهدة العمل في السينما وهوا ما نستطيع تسميته جمهور السينما الحقيقي أم جمهور على السوشيال ميديا الذي ربما يأخذ بالظاهر أو ببعض مشاهد العمل المتناثرة أو نسخة مسربة؟

هذا السؤال أجاب عنه محمد هنيدي بعد فيلمه الأخير «مرعي البريمو» الذي نال انتقادات حادة من الجميع سواء صحافة أو سوشيال ميديا، لكنه اكتفى برصد أرقام الإيرادات المحققة في السينمات المصرية، والعربية، وإن كانت الأخيرة قد حققت إيرادات أكثر لأحكام عديدة لا مجال لها الآن.

كل هذه الأسئلة وغيرها تشغل بال الجميع فعلاً، والحقيقة أن هناك أزمة كبيرة بين الفنان والجمهور، وأظن أن من صنعها هو مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت النقد مباحاً أكثر من اللازم وخوف الفنان أكثر من اللازم وبالتالي يرد بنفس القوة واللذاعة التي يقابل بها الهجوم، وبالتالي نحن الآن نعيش ليس في مجرد عملية تلقي فني إبداعي بل في حرب شعواء بين الجميع.

الأمر الأكثر تأكيداً في هذه الظاهرة هو غياب العديد من الأمور التي كانت متحكمة في تلك العلاقة، أولها عدم وجود حركة نقد قوية، وثانيها غياب المنطق في الحكم على الأعمال، حيث كانت في السابق بعدد أسابيع العرض، ثم بالإيرادات، والآن صارت بالترند.

ترشيحاتنا