«بريكس» ثورة في الاقتصاد العالمي.. وسباق دولي للانضمام للمجموعة

موضوعية
موضوعية

أجرى مسؤولون كبار من أكثر من 12 دولة، بينهم السعودية وإيران، محادثات لتعزيز العلاقات بمجموعة بريكس ، في اجتماعات للمجموعة تستهدف توثيق الروابط بينها وبين مجموعة الدول المنضمة" بريكس"  وجعلها قوة مقابلة للغرب.

في الوقت الذي تبحث فيه دول بريكس، التي تتألف  من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، توسيع عضويتها، وأبدى عدد متزايد من البلدان، معظمها من جنوب العالم، اهتماماً بالانضمام، وكان ينظر إلى مجموعة بريكس ذات يوم كاتحاد غير وثيق الترابط لاقتصادات ناشئة متباينة، لكنها اتخذت معالم أوضح في السنوات القليلة الماضية بدعم في البداية من الصين، ثم حصلت على زخم إضافي من روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا في فبراير شباط 2022.

وأرسل ممثلين  عن إيران والسعودية والإمارات وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والجابون وكازاخستان إلى كيب تاون للمشاركة في محادثات رسمية أطلق عليها «أصدقاء بريكس».

وشاركت في الوقت ذاته مصر والأرجنتين وبنجلادش وغينيا بيساو وإندونيسيا عن بعد عبر الإنترنت، وقالت الصين، القوة الكبيرة في المجموعة، العام الماضي، إنها تريد تدشين عملية لقبول أعضاء جدد.

وأعلن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن قمة الـ"بريكس"، التي ستعقد في جوهانسبرغ، في ٢٢ إلي ٢٤ أغسطس الحالي، ستعقد بحضور القادة وليس افتراضيًا.


وقال رامافوزا: "سيكون لدينا قمة بريكس وجها لوجه، لن تكون افتراضية".
وأشار رامافوزا إلى أن دول بريكس لم تعقد اجتماعات قمة وجهًا لوجه منذ ما يقرب ثلاث سنوات.

وكانت تكهنات قد أشارت إلي احتمالية انتقال القمة إلى الصين، كي يتمكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من الحضور في دولة غير ملزمة بالقبض عليه، بناء على مذكرة الاعتقال الدولية.
ويجب على جنوب أفريقيا، بصفتها عضوا بالمحكمة الجنائية الدولية، أن تلقي القبض على بوتين، إذا حضر المحادثات بين قادة البرازيل والهند والصين، بسبب مذكرة اعتقال تستند إلى مزاعم ضلوع الرئيس الروسي في ترحيل أطفال من أوكرانيا، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.

واجتمع بوتين، مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، في 17 يونيو بروسيا، والتي تعتبر الحليف التاريخي القوي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا منذ عقود.
وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في بيان، "تستضيف جنوب أفريقيا قمة "بريكس" الخامسة عشرة في مركز ساندتون للمؤتمرات في جوهانسبرج، بين يومي 22 و24 أغسطس 2023".
وأكد فنسنت ماجوينيا، المتحدث باسم الرئاسة،  في رسالة نصية، أن هذا يعني أن القمة بأكملها، بما في ذلك الجزء الرئيسي الذي يشارك فيه رؤساء دول "بريكس"، ستعقد في جنوب أفريقيا.
وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا في نهاية الشهر الماضي، إن دول "بريكس" تبحث نقل القمة إلى الصين، التي ليست عضوا في المحكمة الدولية.

وقالت ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، إن بوتين لم يرد بعد على دعوة وجهت إليه، قبل أن تتهمه المحكمة الجنائية الدولية في 18 مارس.


وقالت باندور، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يعتزمون جميعا الحضور.
وتقول جنوب أفريقيا، إنها محايدة في الصراع في أوكرانيا، لكن قوى غربية تنتقدها لأنها تحتفظ بعلاقات ودية مع روسيا، بما في ذلك استضافة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وإجراء مناورات بحرية مشتركة.
قالت الرئاسة في جنوب أفريقيا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر قمة مجموعة بريكس، وذلك بناء على أمر متفق عليه بين الطرفين.

واعتبر الرئيس سيريل رامافوزا -في وثائق - أن توقيف فلاديمير بوتين سيكون بمثابة إعلان حرب على روسيا، في خضم نقاش وطني حول استقبال البلاد للرئيس الروسي للمشاركة في قمة بريكس، رغم صدور مذكرة اعتقال بحقه من محكمة الجنايات الدولية.

ودُعي بوتين إلى قمة دول بريكس التي ستعقد في 22 إلى 24 أغسطس الجاري.

وترمي مجموعة بريكس إلى إيجاد توازن على صعيد هيكليات الحوكمة العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ومن أهم القضايا التى يدور حولها نقاش واسع فى الأوساط الاقتصادية والإعلامية، قضية ليست مطروحة على جدول أعمال القمة، ولم تكن مطروحة عليه يومًا.. نعنى قضية «عملة البريكس» التى تتحدث عنها الصحافة الاقتصادية وخاصة فى بلدان العالم الثالث، بل ويتحدث عنها بعض الخبراء الاقتصاديين كأمر مطروح للتنفيذ فى المدى القريب كبديل للدولار الأمريكى، أو منافس له وأداة للحد من هيمنته على التجارة وأسواق المال العالمية.


.. ونكرّر أن هذا النقاش الواسع حول «عملة البريكس» بل وعلى المدى القريب يُجرى دون أن تطرحه المجموعة نفسها على جدول أعمالها.

لكن الرئيس الروسي مستهدف منذ مارس بمذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جريمة حرب عبر "ترحيل" أطفال أوكرانيين منذ "غزو الجيش الروسي لأوكرانيا"، الأمر الذي تنفيه موسكو.

وبوصفها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، من واجب جنوب أفريقيا نظريا توقيف الرئيس الروسي في حال دخوله أراضيها

معضلة دبلوماسية


ويشكل هذا الأمر معضلة دبلوماسية جدية لبريتوريا التي رفضت إدانة موسكو منذ بدء هجومها على أوكرانيا.

وقد اتخذت القضية منعطفا قانونيا بحيث اتخذ حزب التحالف الديمقراطي -أبرز أحزاب المعارضة- إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال بوتين وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في حال دخوله البلاد.

وفي إفادة خطية، وصف رامافوزا طلب حزب التحالف الديمقراطي بأنه "غير مسؤول". وكتب "لقد أعلنت روسيا بوضوح أن أي اعتقال لرئيسها الحالي سيكون بمثابة إعلان حرب. ولن يكون منسجما مع دستورنا المخاطرة بتوريط البلاد في حرب مع روسيا"، معتبرا أن من واجبه حماية البلاد.

وقال الكرملين  إن روسيا لم تبلغ جنوب أفريقيا بأن القبض على الرئيس فلاديمير بوتين سيعني "إعلان حرب".

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين بأنه "مع ذلك يدرك الجميع دون توضيح ذلك لهم، ما تعنيه محاولة التعدي على حقوق بوتين"

وأعلنت جنوب أفريقيا التغلب على هذه المعضلة، وقالت إن بوتين لن يحضر القمة، وإن روسيا سيمثلها وزير خارجيتها سيرغي لافروف.

في الوقت الذي قالت جنوب أفريقيا إن 22 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة "بريكس" (BRICS) بينما أبدت دول أخرى اهتمامها بذلك، وكانت بريكس لمحت إلى أنها منفتحة على التوسع.

وجعلت رئيس دولة غربية كبري مثل فرنسا يُعلن عن رغبته فى حضور القمة الخامسة عشرة للمجموعة، وهو طلب سيخضع للمناقشة، وربما يصطدم بفيتو روسى.

وقال مندوب جنوب أفريقيا في المجموعة أنيل سوكلال إن "22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوا بشكل كامل، وهناك عدد مماثل من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة".

وأشار سوكلال إلى أن الاهتمام المتزايد بالتكتل "ليس بالأمر الجديد" لكنه يشير إلى "الثقة" بالعمل الذي قامت به بريكس طوال 15 عاما من وجودها.

ورأى أن بريكس ليست مجرد "قوة سياسية عبر محاولتها تغيير خطوط الصدع في مجال السياسة العالمية، بل تغير أيضا ما يحدث في الفضاء الاقتصادي على مستوى العالم".

وتترأس جنوب أفريقيا مجموعة دول بريكس (جنوب أفريقيا، البرازيل، الصين، الهند، روسيا)، وستستضيف من 22 إلى 24 أغسطس القادم القمة الـ15 لهذه الدول.

يشار إلى أن مجموعة "بريكس" (BRICS) تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتم إطلاق مجموعة بريكس رسميا عام 2009.

يضم هذا التكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي وكلمة "بريكس" (BRICS) بالإنجليزية عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.

وكانت الصين قد رحبت خلال زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لبكين بانضمام الجزائر للمجموعة.

يذكر أن دول مجموعة بريكس تشكل مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الأرض، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة "مجموعة السبع" (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.

وقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى 31.5%، بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.

مجموعة "بريكس" هي تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحول اسمها من "بريك" إلى بريكس في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها، وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل التعامل بالدولار.