تلعب الصدفة وغالبا عوامل محددة دورًا كبيرا فى أنجاب التوأم ، مثل احتمال حدوث الحمل بتوأم مع تقدم السن بسبب التغير في الهرمونات الذي من الممكن أن يؤدي إلى إخراج أكثر من بويضة في المرة الواحدة  ، ويؤدي كذلك الاعتماد على تكنولوجيا المساعدة على الإنجاب مثل الإخصاب في المختبر إلى زيادة فرص إنجاب التوائم سواء كانوا اثنين أو أكثر.

وشهدت السنوات الأخيرة تزايداً في أعداد المواليد من التوائم حول العالم بمعدل أعلى من أي وقت مضى، وطبقاً لمراجعة عالمية رصدتها دورية "هيومن ريبروداكشن" الطبية، فإن معدل المواليد التوائم بلغ ذروته على مدار الثلاثين عاماً الأخيرة حول العالم - بنسبٍ تراوحت بين 32 بالمئة في آسيا، و71 في المئة بالمئة في أمريكا الشمالية وفق ما أكدته الـ bbc.

ولوحظ أن أكبر معدل للولادات التوأمية يحدث في مجتمع (اليوروبا) في جنوب شرق (نيجيريا)، ومركزها وهى قرية زراعية تُدعى بـ(إيغبو-أورا) ، ويُولد هناك 45-50 زوجاً من التوائم في كل 1000 عملية ولادة أى 10٪ تقريباً من السكان هم توائم، هذا الرقم الكبيرجعل هذه البلدة تحصل على لقب (عاصمة التوائم في العالم).

بلدة (أيغبو – أورا) ليست الوحيدة التي يوجد فيها ارتفاع في معدلات ولادات التوائم، ففي البرازيل أيضا وقرب الحدود الأرجنتينية توجد مدينة تُدعى (كانديدو غودوي) تحدث فيها ظاهرة الولادات التوأمية بشكل مماثل لبلدة (أيغيبو – أورا).

أما قرية "أبو شحاتة" المصرية والتابعة لمحافظة الأسماعيلية فهى الثالثة على مستوى العالم في نسبة إنجاب التوائم ، وهى تشتهر بالزراعات المختلفة، خاصة أجود ثمار المانجو بأنواعها المتعددة ، ولا يوجد منزل في تلك القرية بلا توأم على الأقل.

وأيضا بلدة أخرى  تنتشر فيها تلك الظاهرة وهى موجودة في شمال غرب البوسنة وتُدعى بـ(بوزيم) ، هذه البلدة الصغيرة التي يبلغ على سكانها 20,000 نسمة هي موطن لأكثر من 200 زوج من التوائم، و يريد سكان هذا البلدة الاستفادة من معدل التوائم غير العادي في بلدتهم، واستخدامه من أجل زيادة معدل الجذب السياحي لمنطقتهم، مجتمع بلدة (بوزيم) هو مجتمع معروف بإنجابه للأولاد بشكل كبير، أي أن سكانه يحبون الأسر الكبيرة بالإضافة لحالات زواج أقارب متعددة.

وفي قرية (كودينهاي) في ولاية (كيرالا) في الهند، يوجد 250 زوجاً من التوائم المسجلين رسمياً، ويسكن هذه القرية 2,000 عائلة فقط، ولد في سنة 2008 لوحدها 15 زوجاً من التوائم من بين 300 حالة ولادة صحيّة، ويرتفع معدل الولادة التوأمية فيها سنة بعد سنة.

ويفسر العلماء سبب أنتشار تلك الظاهرة الى جينات متوارثة بين العائلات و خاصة في العائلات التي لها تاريخ وراثي في هذا النوع من الولادات و الموجودة في تلك المناطق ، في حين يرى آخرون أنها بسبب نوع التغذية المتبع لديهم ومن بينها نباتات الأغيدا واليام التي يتناولها سكان نيجيريا

وتقول نظرية إن هذه الأطعمة والأعشاب تحفز إنتاج هرمونات الجونادوتروبين وهي عامل كيماوي يحفز إنتاج البويضات أو السباق المحموم بين النساء فى تناول المنشطات الكيماوية التى تساعد فى كثرة الأنجاب.

وقد أشارت الأبحاث  التي أُجريت في المستشفى التعليمي لجامعة لاجوس أن هناك مستوى عالي من مادة كيميائية معينة توجد في نساء تلك الأماكن ، المادة الكيميائية تعمل على نضج وخروج أكثر من بويضة من المبيض في ذات الوقت مما يجعل إحتمالية تلقيح وإخصاب كليهما معاً مرتفع للغاية.

أشهر التوائم فى العالم

فى مجال كرة القدم نجد المصريان حسام وإبراهيم حسن ، والدنماركيين براين ومايكل لاودروب، والإنجليزيين فيليب وجاري نيفيل ، و فى مجال الفن الفنانتان ميمى وزوزو شكيب ، والفنان عمرو عبد الجليل وشقيقه أيمن و يعمل داعية إسلامى، والفنان فريد شوقى و توأمه اللواء أحمد شوقى، الشقيقتان عماد وعبد الرحمن حمدي ، والفنانة نجلاء فتحى وشقيقتها منى، والفنانة زبيدة ثروت وشقيقتها حكمت .

أما الأخوين بانكر أول من أُطلق عليهما وصف "التوأم السيامي" نسبة الى مدينة سيام ( تايلاند حاليا )، حيث ولدا عام 1811 ، وعاشا معاً 63 عاماً دون فصل، ونالا شهرة عالمية بعدما هاجرا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأصبح كل توأم ملتصق لاحقا يوصف بـ"السيامي".

أما أشهر قصة عن التوائم تلك التى حدثت لثلاثة من التوائم تقابلوا صدفة فى جامعة في ولاية نيويورك الأميركية بعد 19 عاما من الفرقة عندما أكتشفوا أنهم مولودين في نفس التاريخ 12 يوليو 1961 وأنهم يشبهون بعضهم تماما لدرجة أربكت زملائهم وأدارة الجامعة ، وكانت مؤسسة "لويز وايز آدوبشن" أخذتهم بعد الولادة مباشرة ووزعتهم على ثلاث عوائل مختلفة تبنت كل واحدة منها واحدا منهم في أرياف بعض المدن.