منهم الأبنودى وبهجت وفهمى عبد الحميد .. قراء اصبحوا مشاهير

صورة من مساهمات القراء
صورة من مساهمات القراء

 

تتحرك بوصلة الموهبة فى سن مبكرة دافعة صاحبها إلى الاختيار الصحيح أو تدفعه ظروفه الخارجية والأسرية إلى اختيار طريق يسير فيه ويظل داخله دافع قوى نحو الموهبة حتى وهو يسير عكس الاتجاه فالإنسان الموهوب هو الوحيد القادر على السباحة ضد التيار وهو الوحيد الذى ينجح عكس قوانين الطبيعة وكم من مشاهير اختير لهم طريق ولكن كان لهم رأى آخر. وتدفعنى المطالعة المستمرة للجرائد والمجلات القديمة التى احتفظ بالعديد منها للبحث عن القراء الذىن يراسلون المجلة وأين هم الآن؟ البعض منهم كان صاحب موهبة حقيقية ولكن يبدو أن غبار الحياة قادر على طمس معالمها فتذهب مع روتينية الوضع الوظيفى وتختفى تماماً ويكتفى صاحبها ببعض البقايا منها يترحم بها على الأيام أو الحظ وكلها شماعات يعلق عليها الأسباب.. والبعض منهم وهم قليل استطاع بإيمان حقيقى السير فى الاتجاه واختار الموهبة ودفع كل الظروف حتى ينال ما يتمناه.

 ففى مجلة «سندباد» التى صدرت فى يناىر 1952 برئاسة تحرير محمد سعيد العريان تحديداً بالعدد الرابع للسنة الثانية وعلى الصفحة الرابعة باب بعنوان جريدة الندوة «رمز المحبة والتعاون والنشاط» وهو الباب الخاص برسائل القراء يرسل طالب ثانوى بمدرسة المطرية صورة مرسومة بالقلم الحبر الشينى «للواء محمد نجيب» بمناسبة اجتماع مؤتمر ندوات سندباد بالقاهرة فى الساعة الخامسة مساء الاثنين الموافق 19 يناىر 1953 أما صاحب التوقيع أسفل الرسم فهو الطالب محيى الدين موسى اللباد هو نفسه بعد ذلك الفنان الكبير اللباد واحد من أهم جيل الرواد فى الكاريكاتير وصناعة الكتب وأهم رسامى الأطفال بالمجلة نفسها وصاحب العديد من الجوائز فى مجال صناعة الكتب  العربية والدولية للأطفال.

 وعلى صفحات مجلة السندباد ومن اصدقاء المراسلة بالصفحة الثانية بالعدد الخامس لسنة 1953 وتحت اسم فكاهات يرسل الطالب بهجت  عثمان أحمد بمدرسة كفر الدوار الثانوية بنكتة دمها خفيف،هذا القاريء هو الفنان الكبير بهجت صاحب أشهر كتب الكاريكاتير السياسى «الديكتاتورية للمبتدئين - بهجاتوس - حكومة واهالى» وواحد من جيل الرواد فن الكاريكاتير الذين أسهموا فى تأصيل مدرسة الكاريكاتير الحديث.

 ويلاحظ فى نفس العدد من مجلة السندباد رسالة يقول صاحبها: «يستولى على النوم عند الساعة السابعة فماذا أفعل لأقاوم النوم واستطيع السهر بعد ذلك» ويرد عليه محرر باب «استشيرونى» أحد أهم الأبواب بمجلة السندباد بضرورة تنظيم ساعات النوم بشرط ألا تقل ساعات نومك عن ثمانى ساعات فى كل يوم أما صاحب المشكلة فهو الطالب عبدالرحمن الأبنودى بمدرسة قنا الثانوية وهو الاسم الأشهر والأهم بعد ذلك فى كتابة الشعر.

 وعند صدور مجلة صباح الخير فى يناير 1956 اهتمت بأن يكون بها أبواب لاكتشاف المواهب ومن أهم هذه الأبواب نادى الرسامين ومنه تخرجت أهم الريشات الكاريكاتيرية على الساحة وتلاحظ فى العدد 94 لسنة 1957 رسالة من القارىء فهمى عبدالحميد تحمل بعض الرسومات ويرد عليه محرر الباب «كاريكاتيرك عن القمر الروسى ينقصه العناية فى الرسم» يبدو أن القارىء فهمى عبدالحميد قد أخذ بالنصيحة وداوم على التمرىن حتى أصبح أهم صانع للرسوم المتحركة والإخراج بعد ذلك وهو الإيمان الداخلى بالموهبة والقدرة الحقيقىة على المثابرة.

 ومن نفس باب نادى الرسامين فى العدد 170 الخميس 9 ابريل 1959 رسوم كاريكاتير بسيطة تحمل توقيع الطالب «نبيل السلمى» ولكنها خطوط رغم البساطة الواضحة بها إلا أنها تدل على نمو مبكر لموهبة وتأكد ذلك بعد احتراف صانعها ليصبح واحداً من أهم صناع الكاريكاتير الصامت فى مصر والعالم وانجز أهم الكتب فى الكاريكاتير الصامت مثل «الاشتعال السريع» وعلى نفس صفحات المجلة أصحاب ريشات أخرى أكثر نضجاً ولكنهم لم يملكوا الإيمان الدائم بالموهبة ولم يستمروا فتركوا القلم وراحوا مع الحياة يصارعون أشياء أبعدتهم عن موهبتهم الحقيقية واكتفى كل منهم بقصاصة ورق مطبوع عليها ابداعه وذكرى كانت.

ترشيحاتنا