محمود الخولي يكتب: في بيتنا «سنتر» !!                                       

الكاتب الصحفي محمود الخولي
الكاتب الصحفي محمود الخولي

يظل المعلم أحد المحاور المهمة في العملية التعليمية، ورغم أن أحدا لا ينكر جهود الدولة في التصدي للسناتر التعليمية، إلا أن البعض اقترح منح أصحابها، تراخيص إنشاء مدارس خاصة صغيرة لتعمل تحت رقابة الدولة، وتكون في الوقت نفسه إضافة للمنظومة التعليمية.

تجربة شخصية أدهشتني وقائعها خلال الأيام القليلة الماضية، إذ بينما كانت حفيدتاي تستعدان للموسم الدراسي الجديد، بالبحث عن معلم متميز ذات خبرات تعليمية واضحة الملامح والشهرة، للتعاقد معه، " لإعطائهما درس خصوصي"، تأهيلا لانتقالهما إلي الصف الرابع الإبتدائي في العام الدراسي الجديد،23/24، إذ فوجئت بأن أكثر المدرسين قبولا لدي أولياء الأمور، هم من غير المعلمين المنتمين لوزارة التربية والتعليم، إنما من بعض خريجى كليات الهندسة والتجارة والعلوم والآداب والحقوق ودار العلوم والزراعة، وقد أصبحوا على مستوى عال من الإحترافية والمهنية، أضف إليهم إن شئت بعضا من خريجي كليات التربية، من غير المعينين بالمدارس الحكومية، ما جعل أولياء الأمور يلجأون عليهم مجبرين، فيما يعرف بـ «درس خصوصي»، يكون مقره تلك بيوت أحد التلاميذ، لتصبح تلك البيوت أشبه بالسناتر المصغرة، يهجر التلاميذ مدارسهم علي إثرها، تحت بصر الدولة، ورعاية الحكومة!

في الحوار الوطني الأخير، اقترح بعض النواب، على الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، القيام ومن خلال التعاون مع جميع المحافظين على مستوى الجمهورية، بحصر أعداد السناتر، وتوقيع برتوكول تعاون مع أصحابها، للقيام بمهمة الدرس الخصوصي، ولكن داخل المدارس، وفى توقيتات وبجداول زمنية محددة، على أن يتم الإتفاق حول تقسيم العائد المادى من هذا المشروع، بين وزارات التربية والتعليم، والمالية، والتنمية المحلية، لتحصل وزارة المالية مثلا على حقها من الضرائب، وكذلك التربية والتعليم،على أن تخصصه لصيانة المدارس، فيما تخصص المحليات حقها فى مشروعات الرصف والإنارة، فيما يحصل أصحاب السناتر على حقهم طبقاً لما يتم النص عليه فى «البروتوكول»، على ألا يتم السماح بوجود أى سناتر تعليمية مجددا، ليتم القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التى أصبحت بمثابة تعليم موازي.

هذا باختصار جملة ما اختزنته لجنة التعليم بالحوار الوطني حول «السناتر»، ذلك الذى شهده مجلسا النواب والشيوخ منذ أسابيع، ليطال أيضا هجرة التلميذ والمدرس للمدرسة طول العام الدراسي، من أجل الدروس الخصوصية، تحولت بسببها كثير من المدارس، إلى مبان لا فائدة منها!!

[email protected]

ترشيحاتنا